أتحدث اليوم بحسرة بعد فشلنا في التأهل لنهائيات كأس العالم 2026 سواء مباشرة أو عن طريق الملحق الآسيوي أو العالمي، في ظل ارتفاع عدد المنتخبات في المونديال القادم إلى 48، وزيادة مقاعد آسيا إلى ثمانية مقاعد ونصف، ونظام التصفيات الذي أعطى الأمل للجميع في التأهل، ولكن لم يستفد منتخبنا من كل ذلك ليودع التصفيات بشكل كارثي.مستوى هزيل قدمه الأحمر طوال التصفيات، فإن تحصل على ست نقاط من أصل ثلاثين نقطة، وأن تحصل نقطتين على أرضك وبين جماهيرك من أصل خمس عشرة نقطة، وأن يكون منتخبنا الأخير في المجموعة، وثالث أقل المنتخبات تحقيقاً للفوز وحصداً للنقاط، وأسوأ خط هجوم في التصفيات من بين جميع المنتخبات بواقع خمسة أهداف فقط، فنحن لا نستحق التواجد في كأس العالم، بل هذا دليل على وجود خلل كبير في المنظومة، صحيح أننا حققنا كأس الخليج قبل عدة أشهر، ولكن نعلم كخليجيين أن هذه البطولة نفسية وإعلامية أكثر من أي شي آخر، فمقياس النجاح الكروي البطولات الرسمية وأهمها كأس آسيا والتصفيات المونديالية.من يتحمل مسؤولية الإخفاق المونديالي؟ الجهاز الفني بقيادة دراغان لم يكن على قدر المهمة حتى تصريحاته دائمة ما تكون غير مقنعة ومستفزة للشارع الرياضي والخصوم، واللاعبين لم يقدموا في التصفيات أي شيء يستحق الذكر الإشادة باستثناء الفوز على أستراليا في افتتاح المشوار، فلم أشاهد الروح والقتال، ولم أشاهد أيضاً الحسرة والندم على وجوه لاعبينا بعد المباريات، فلابد من محاسبة كل مقصر بعد هذا الفشل الذي قتل حلم شعب بأكمله.يجب أن تكون هناك وقفة حقيقية لتغيير حال كرة القدم البحرينية بعد الخروج المونديالي، فمن غير المعقول أن نشاهد لاعبي منتخب بنفس التشكيلة منذ عام 2017 حتى هذه اللحظة باستثناء بعض التغييرات القليلة، كما أن منتخبات الفئات ضعيفة جداً، فلابد من الآن التفكير في بناء جيل جديد يكون قادراً على تحقيق الطموحات، كما أننا نحتاج لتطوير البنية التحية، وبناء منشآت حديثة، وخصخصة الأندية، فضلاً للاهتمام وتطوير المسابقات المحلية سواء الكبار أو الفئات السنية، وتقليل عدد المحترفين، بالإضافة لدمج الأندية التي في اعتقادي ستعود بالنفع على الكرة البحرينية، والأهم وجود كفاءات مناسبين في المكان المناسب.وأخيراً سأضرب مثالاً واحداً عن حالنا الكروي، في تصفيات مونديال 2014 تفوقنا ذهاباً وإياباً على المنتخب الإندونيسي، وعلى أرضنا كانت النتيجة عشرة أهداف دون مقابل، واليوم لم نحقق الفوز عليها في التصفيات الحالية، فهناك دول تطورت كثيراً في كرة القدم، وإذ لم نعمل بالشكل الصحيح سنكون متأخرين، وسيصعب علينا اللحاق بالعديد من الدول في القارة.مسج إعلاميتأهل منتخبي الأردن وأوزبكستان لمونديال 2026 لأول مرة في تاريخهم لم يكن محل صدفة، بل هناك استراتيجية واضحة وعمل كبير من أجل الارتقاء في لعبة كرة القدم في بلادهم، وهذا ما أنتج عنه تألقهم اللافت في السنوات الأخيرة وارتقائهم في التصنيف العالمي، وحصد الثمار الأكبر بتأهلهم لنهائيات كأس العالم.