عالجنا في عمودنا المعنون باسم إشراقة، المنشور في العدد (7126) من جريدة الوطن البحرينية الغراء، يوم السبت الموافق 14 يونيو العدد 7126، السنة العشرون، موضوع إكسابهم المهارات المنزلية للأبناء التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم مثل غسل الملابس بمراحلها المختلفة، وتنظيف الغرف وترتيبها، والطبخ وغيرها من المهارات، حيث كان المقال تحت عنوان: «العطلة الصيفية فرصة لتعويد الأبناء للاعتماد على النفس». وقد لاقى هذا الموضوع تجاوباً كبيراً من الآباء من خلال مداخلات مختلفة، أذكر منها على سبيل المثل فقط، وأعتذر عن عدم ذكر أي تجاوب من القراء، فجميع مداخلات قراء عمود إشراقة الكرام محل التقدير والاهتمام.

حيث يقول الأستاذ الفاضل أحمد بن محمد البنا رئيس جمعية البحرين لرعاية الوالدين، إننا في الجمعية ندرك أهمية نقل الخبرات من جيل الآباء إلى جيل الأبناء في جميع المجالات، ومنها نقل الخبرات في مجال الأعمال المنزلية، وقد نظمنا ورشة تدريبية للأبناء لتدريبهم على المهارات المنزلية من قبل الآباء، وقد كان لهذه الورشة أصداء إيجابية. ويؤكد البناء أن الجمعية مستمرة في هذا التوجه الذي سيعود للأجيال القادمة بالنفع. كما يؤكد على أهمية توعية أولياء الأمور لأبنائهم، وحثهم على المشاركة في الدورات والورش المفيدة، واستغلال العطلة الصيفية فيما يعود على الأبناء بالمنفعة، ويعزز من بناء شخصيتهم وتنمية قدراتهم المختلفة.

كما علق الدكتور (ع. أ) يقول لقد عانيت من مشكلة عدم تأهيلي للعمل بالأعمال المنزلية مثل: تشغيل الغسالة، والكنس، وكي الملابس والطبخ، عندما ذهبت للدراسة في الخارج، حيث كنت أعيش في سكن داخلي للطلبة منذ بدء دراستي للبكالوريوس إلى الدكتوراه، وقد اكتشفت خلال هذه السنوات الطويلة أن المهارات المنزلية التي كنت أستخف بها وأعتبرها أمراً بسيطاً قبل سفري للدراسة، أنها مهارات صعبة ويجب التدريب عليها مسبقاً، فلو تعلمنا تلك المهارات لما واجهنا صعوبة الحياة، خاصة في الطبخ، فطيلة هذه السنوات لم أطبخ سوى البيض المسلوق والبيض بالطماطم، ولا زلت أذكر أنني ذات مرة اجتهدت وطلبت من والدتي طريقة عمل أحد أطباق الأرز وهو (المكبوس ) وبالرغم من كثرة تعليمات الوالدة ومتابعتها لي عن بُعد أثناء إعداد الطبخة فجأة تحول هذا «المكبوس» إلى طبق آخر وهو مضروبة دجاج!!! ، وكانت هي محاولتي الوحيدة في الطبخ التي لم تتكرر، ويؤكد الدكتور أن عدم امتلاك هذه المهارات يزيد من معاناة الطلبة في الغربة.

ويرى العديد من القراء أن سهولة طلب الوجبات عن طريق شركات التوصيل، جعل الأبناء والآباء يعتمدون على الوجبات الجاهزة والطلب من المطاعم، مما جعلهم يستغنون عن الطبخ في المنزل.

أما القارئة الدكتورة (أ، ن) فتقول إن كثيراً ما يحاول أولياء الأمور إقناع أبنائهم للاعتماد على أنفسهم في ترتيب غرفهم، أو طبخ وجباتهم الخاصة بهم، أو كي ملابسهم أو غيرها من الأعمال المنزلية الخاصة بهم، إلا أن الأبناء يرفضون بشدة العمل المنزلي، ويقاومون توجيهات آبائهم. ويعتبرونه نوعاً من الضغط عليهم للعمل من المنزل، مما يجعلهم يشعرون بالاستياء والتمرد.

ويتفق العديد من القراء مع طرح القارئ (ع، ن) بأن السبب يكمن بأن الآباء يعتمدون على الخادمة والسائق في جميع الأعمال المنزلية، ولا يقومون بالأعمال المنزلية بأيديهم، فيقتدي الأبناء بهم، مما يجعل الأبناء يتأثرون بهم وينهجون نهجهم، فالقدوة أمر مهم في تعويد الأبناء على الاعتماد على أنفسهم في إنجاز أعمالهم المنزلية.

وإنني أتفق مع جميع ما طرحه القراء حول هذا الموضوع ، فظروف الحياة وتسهيلاتها مثل: توفر خدمة توصيل الطلبات، وتوفر الخدم وغيرها جعلت جميع أفراد المنزل من آباء وأبناء يعزفون عن القيام بالأعمال المنزلية بأنفسهم، كما اتفق مع طرحهم بضرورة تعليم الأبناء المهارات المنزلية، وأفضل طريقة أن يتولى كل فرد مسؤولية بعض الأعمال مثل ترتيب غرفته الخاصة وتنظيفها سواء الآباء أو الأبناء، وأثني على مداخلة الأستاذ القدير أحمد بن محمد البنا الذي أكد من خلالها على أهمية دور المجتمع المدني لتنمية قدرات الأبناء في مهارات الأعمال المنزلية. فظروف الحياة تتغير من حال إلى حال، وعلينا أن نعد أبناءنا لجميع الظروف فلا زلنا نذكر مقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم».. ودمتم سالمين.