النجاح الكبير والملحوظ للزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يجسد الرؤية الملكية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، من خلال السعي الحثيث للتأكيد على الشراكة الاستراتيجية والعلاقات التاريخية المتنامية بين البلدين الصديقين، لاسيما وأن تلك الزيارة حظيت بإشادات واسعة وكذلك باهتمام إعلامي محلي وإقليمي وخليجي وعربي وعالمي، خاصة وأنه تم تفعيل نحو 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم للتعاون الثنائي وهو ما يؤكد على نجاح تقوية العلاقات السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية والصناعية والتكنولوجية الأمر الذي يسهم بشكل مباشر في خلق فرص استثمارية نوعية من خلال شراكات تجارية وفق نهج دبلوماسي رفيع يؤكد على الشراكة التاريخية والمتميزة بني البحرين وأمريكا.

من هذا المنطلق، فقد نجحت الزيارة في التأكيد على الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البحرين وأمريكا، والتي تستند إلى تاريخ طويل من العلاقات الثنائية المتينة تمتد لأكثر من 130 عاماً، لاسيما مع حرص مملكة البحرين على تعزيز آفاق التعاون الثنائي بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز السلام والتنمية المستدامة، لاسيما وأن جذور العلاقات البحرينية الأمريكية بدأت على الصعيد المدني في عام 1893، وعلى الصعيد الرسمي في عام 1948، ومن ثم على مدار تلك العقود شهدت العلاقات بين البلدين الصديقين تقدماً ملحوظاً على كافة المستويات، وفي مختلف الأصعدة لاسيما في العقدين الأخيرين حيث يعد ذلك ثمرة للرؤى السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وبتوجيه ومتابعة حثيثة وحكيمة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، الأمر الذي يؤكد الجهود الكبيرة والمتميزة لـ"فريق البحرين" وهو ما ينعكس إيجاباً على العلاقات الاستراتيجية الوطيدة والتاريخية بين البلدين الصديقين.

إن الترحيب الكبير الذي شهدته الزيارة لاسيما من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال استقباله لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، بالإضافة إلى حديثه القيم والمتميز عن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه حينما قال "إن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، شخصية تحظى بالاحترام الكبير في منطقة الشرق الأوسط، وفي العالم أجمع"، حيث رحب بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، كما أعرب عن سعادته باستضافة سموه في البيت الأبيض، وأعرب عن ترحيبه بسمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة وزير ديوان رئيس مجلس الوزراء.

كما كان لافتاً تأكيد الرئيس الأمريكي على التحالفات الوثيقة بين البلدين الصديقين، وهو ما يؤكد على الشراكة الاستراتيجية، عندما قال "إن مملكة البحرين دوماً حليفاً رائعاً، وأن الولايات المتحدة الأمريكية دوماً تدعم مملكة البحرين وكذلك مملكة البحرين تدعم الولايات المتحدة الأمريكية دوماً"، بالإضافة إلى الحديث عن "العلاقات الاقتصادية بين البلدين ووجود تبادل تجاري كبير بين البلدين".

إن تلك الإشادات والشهادات الدولية من أقوى دولة في العالم بحق القيادة الرشيدة الحكيمة لهو تأكيد وترسيخ للنهج الدبلوماسي الحكيم لمملكة البحرين والسعي الحثيث في المملكة لإعلاء قيم التسامح والتعايش والتآخي الإنساني، والحرص على إيجاد الحلول لمختلف المشاكل والأزمات والصراعات عبر الحوار والتفاوض من أجل نشر سبل السلام والخير وتعزيز قيم التنمية والازدهار والرخاء لشعوب العالم أجمع.

ولقد شهدت الزيارة الإعلان عن حزمة استثمارية تبلغ قيمتها نحو 17 مليار دولار، وتشمل اتفاقيات وإعلانات تعاون في المجالات المختلفة تعكس الثقة المتبادلة والشراكة المتينة بين البلدين، من خلال توفير حلول تقنية لشبكة المعلومات والاتصالات الحكومية من شركة "سيسكو" الأمريكية، وإنشاء كابل ألياف ضوئية بحري بطول 800 كلم، في شمال الخليج العربي يربط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت والعراق، مع الشبكات العالمية.

بالإضافة إلى ذلك الإعلان استثمار 10.7 مليار دولار من عدد من المؤسسات المالية ومؤسسات القطاع الخاص بمملكة البحرين في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى إطلاق رحلات مباشرة من مملكة البحرين إلى مدينة نيويورك، فضلاً عن تفعيل التعاون الاستراتيجي بين شركة ممتلكات البحرين القابضة وعدد من الشركات الأمريكية، بقيمة إجمالية تصل إلى ملياري دولار، بهدف خلق فرص عمل في الصناعات التحويلية المرتبطة بالألمنيوم، وكذلك اتفاقية التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، من أجل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة وبخاصة في مجال الطاقة النووية.

ليس هذا فحسب، بل إن التوقيع على اتفاقية ثلاثية لانضمام المملكة المتحدة الصديقة إلى الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار (C-SIPA)، تؤكد الشراكة المتميزة بين البلدان الثلاثة الصديقة والحليفة.

من هذا المنطلق، نستطيع أن نؤكد أن النجاح الكبير والملحوظ الذي حققته زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله إلى أمريكا ترسخ لنقلة نوعية متميزة في العلاقات البحرينية الأمريكية خلال السنوات المقبلة.