ذكرت وكالة «رويترز» أن الاستثمارات البحرينية التي أعلن عنها مؤخراً في أمريكا والتي تبلغ 17 مليار دولار ستدعم 30 ألف وظيفة في السوق الأمريكية وهو أمر يصب حتماً في مصلحة الإدارة الأمريكية - الإدارة الصديقة - التي عاهدت الناخبين على جذب رؤوس الأموال وتوفير فرص عمل جديدة.

وقد وقعت البحرين خلال الزيارة التاريخية لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله للبيت الأبيض في 16 يوليو 2025 اتفاقية لشراء 12 طائرة من بوينغ من طراز «ب 787» بقيمة 4.6 مليار دولار مع خيار زيادة 6 طائرات في المستقبل هذا بالإضافة إلى شراء 36 محركاً من شركة جنرال الكتريك وهي بلا شك خطوة استراتيجية مهمة تضمن للناقل الوطني الحصول على الطائرات المتطورة والمحركات الحديثة بحيث تعزز من موقعها كشركة طيران إقليمية رائدة.

ولم تقتصر الزيارة على ذلك، بل شملت تطوير الربط الجوي بين البلدين من خلال تسيير خط لطيران الخليج إلى مطار جون إف كينيدي الدولي في نيويورك بدءا من 1 أكتوبر 2025م لتعزيز السفر والتبادل التجاري والثقافي وهي خطوة طال انتظارها خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أكبر اقتصاد في العالم ووجهة سياحية لا تضاهى ولديها أهم المؤسسات التعليمية والطبية؛ لذلك تسهيل الوصول إليها يعد ضرورة ملحة للاستفادة؛ مما تقدمه من فرص وخدمات.

وأيضاً تمت الاستعانة بخبرات الشركات الأمريكية المتخصصة في مجال التكنولوجيا مثل (سيسكو) للمساندة في التحول الرقمي الحكومي، والذي يمثل اتجاهاً مهما في دعم البنية التحتية الرقمية في المملكة، وتعزيز بيئة الابتكار والتكنولوجيا نظراً لما تتمتع به (سيسكو) - وهي من أكبر 500 شركة أمريكية - من معرفة واسعة وموثوقة في مجال الشبكات الإلكترونية.

وسلطت الزيارة الضوء على حجم استثمارات المؤسسات المالية البحرينية في السوق الأمريكية والتي تصل إلى 10.7 مليار دولار هذا بالإضافة إلى استثمار ضخم من ممتلكات - الذراع الاستثماري الرسمي للدولة - يبلغ 2 مليار دولار في مشاريع ألمنيوم أمريكية للصهر والصب والتصنيع؛ مما يشير إلى ثقة رأس المال البحريني في الاقتصاد الأمريكي المتنوع، والذي يوفر فرصاً استثمارية واعدة.

وفي الجانب الأمني والعسكري ثمن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث الدعم اللامحدود من المقدم من البحرين لأفراد البحرية الأمريكية وعائلاتهم وأكد على ضرورة العمل مع البحرين جنباً إلى جنب لتحقيق الأهداف التي تتوافق مع سياسة (السلام من خلال القوة) التي تنتهجها أمريكا مؤخراً.

وقد أعادت الزيارة التأكيد على أهمية اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل المعروفة بـ«C- SIPA»، والتي شهدت انضمام المملكة المتحدة مؤخراً بدعوة من مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية؛ مما يعكس الثقل الاستراتيجي لهذه الاتفاقية ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين من خلال التدريبات العسكرية المشتركة والتعاون السيبراني وتأمين المسارات البحرية المهمة.

وهكذا تستمر البحرين في مواصلة مسيرتها الطويلة في الانفتاح على العالم والاستفادة من ما تقدمه الدول الكبرى من فرص استثمارية وتكنولوجية وتعاونات أمنية تساعدها على تحقيق أهدافها التنموية الشاملة وكذلك تسهم بدورها مساهمة ملموسة وفعالة في دعم مساعي الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ترامب في تنمية الاقتصاد الأمريكي؛ وبذلك تعزز البحرين من علاقاتها الدبلوماسية والتجارية والتاريخية التي تربطها بأحد أهم حلفائها منذ أكثر من 130 عاماً.