في كل يوم اثنين، يفتح سعادة سفير المملكة العربية السعودية لدى مملكة البحرين، نايف بن بندر السديري، أبواب منزله الراقي بطرازه العصري والأنيق، ليجمع الصفوة من الوزراء وكبار المسؤولين وقامات الفكر والثقافة، في مجلس أجواؤه تحمل بصمة خاصة من الحفاوة والكرم السعودي الأصيل.
المجلس الذي ينعقد أسبوعياً تحت عنوان متجدد في كل مرة، ليس مجرد مناسبة اجتماعية، بل مساحة رحبة للحوار وتبادل الرؤى، تجمع بين الرسمية والدفء الإنساني. وهو نموذج حي للدبلوماسية الناعمة التي عُرفت بها المملكة العربية السعودية، حيث يلتقي الحضور على مائدة الفكر والنقاش، كما يلتقون على مائدة الأخوة والمحبة.
في كل تفاصيل هذا المجلس يلمس المرء عمق الاهتمام الذي يوليه سعادة السفير بضيوفه، بدءاً من الترحيب الدافئ، مروراً بانتقاء المواضيع التي تُثري النقاش، وصولاً إلى تلك اللمسات الإنسانية التي تجعل اللقاء أكثر من مجرد اجتماع رسمي، بل تجربة ثقافية واجتماعية تُرسّخ القرب بين الشعبين الشقيقين.
هذه المبادرة الدبلوماسية التي يحرص عليها السفير نايف بن بندر السديري، تمثل إضافة نوعية لمسيرة العلاقات البحرينية السعودية، إذ تفتح نوافذ للتواصل المباشر، وتعزز من التفاهم المشترك، وتؤكد أن العلاقات بين البلدين لا تقوم على المصالح فحسب، بل على وشائج الأخوة التي تتجدد وتتعزز مع كل لقاء.
وقد كان لي شرف حضور هذا المجلس مساء أمس الاثنين، بحضور قامات وطنية بارزة، لأشهد عن قرب ذلك المزيج الفريد من الحوار الراقي، والاهتمام البالغ، والكرم الذي يليق بصورة المملكة العربية السعودية في وجدان البحرينيين. غادرتُ وأنا أحمل تقديراً أعمق لهذا النهج، وإيماناً أكبر بأن ما يجمع البحرين والسعودية يتجاوز الجغرافيا والسياسة، ليصل إلى عمق المشاعر وروابط التاريخ والمصير المشترك.