حملت كلمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في مناسبة المولد النبوي الشريف، بين طياتها معاني عظيمة، ورسائل عميقة تمسّ جوهر العلاقة بين القيادة والشعب، وترسّخ الثوابت الوطنية التي قامت عليها مملكة البحرين.
لم تكن الكلمة تهنئة تقليدية، بل كانت بمثابة خريطة طريق تؤسس لمرحلة من التلاحم الوطني والتفاؤل بالمستقبل، حالها كحال كلمات جلالته المليئة بالمضامين الراقية وبالمعاني الأصيلة.
استهل جلالته حديثه بالتذكير بسيرة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، باعتبارها نموذجاً خالداً في الأخلاق والرحمة والتسامح.
وهذا التذكير يأتي ليؤكد فيه جلالته على أهمية العودة إلى القيم النبوية الأصيلة التي تدعو إلى الأخوّة والتفاهم ونبذ التفرقة، وهي قيم تشكّل حجر الأساس لأي مجتمع يسعى للسلام والاستقرار.
تطرّق ملكنا الغالي إلى ما يميّز البحرين من ترابط اجتماعي ووحدة وطنية راسخة، موضحاً أن هذه الروح الجماعية كانت دائماً صمام الأمان أمام التحديات، وعاملاً مهماً في بناء دولة حديثة تجمع بين التقدّم والتمسّك بالهوية الأصيلة.
وكالعادة الأبعاد الإنسانية حاضرة في خطاب جلالته، حيث عبّر عن تضامنه مع الشعوب التي تعاني من الحروب والمآسي، وعلى وجه الخصوص الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة.
في تضامن يؤكد مواقف البحرين الثابتة تجاه القضايا العربية، ويبرز دورها الفاعل في دعم العدالة والسلام.
ومن أبرز الرسائل التي حملها الخطاب، التأكيد على أن الوحدة الوطنية هي الركيزة الأساسية لحفظ الأمن وتعزيز التنمية، وأن البحرين ستظل قوية ما دام شعبها متمسكاً بقيمه، ومستلهِماً من سيرة النبي الكريم ما يعزّز صموده وثباته.
كلمة جلالة الملك المعظم لم تكن فقط تعبيراً عن المحبة في مناسبة دينية عظيمة، بل كانت أيضاً تأكيداً على الثقة في الشعب، وتجديداً للميثاق الوطني الذي يجمع الجميع تحت راية واحدة.
خطاب جامع يدعو للمحبة والتعايش والعمل المشترك من أجل رفعة الوطن وازدهاره. خطاب فيه إيمان راسخ بقدرة الشعب البحريني على الحفاظ على مكتسباته الوطنية من خلال وعيه وتلاحمه.
خطاب يمثل لنا كشعب مخلص فرصة لتجديد العهد على التمسّك بالقيم النبيلة التي تجمع أبناء الوطن، والعمل بروح جماعية من أجل مستقبل أكثر إشراقاً.
كل عام والبحرين في أمن ووحدة، وقيادتها وشعبها الوفي في خير وسلام.