كشفت البيانات الواردة في التقرير الأخير لهيئة جودة التعليم والتدريب عن تحسّن ملحوظ في أداء المؤسسات التعليمية في مملكة البحرين، مما يدل على أن جهود التطوير مثّلت تحولاً فعلياً في مسار العملية التعليمية.
أظهر التقرير أن 24 مدرسة حكومية تمكّنت من تحسين أدائها، في حين حافظت 45 مدرسة أخرى على مستواها، وهو ما يعكس فعالية السياسات المطبقة ومتابعة الأداء الميداني.
على صعيد التعليم الخاص، أحرزت 11 مدرسة خاصة تقدّماً في تقييمها، بينما استقرت 7 مدارس على وضعها السابق، مما يعكس وجود بيئة تنافسية تشجع على رفع مستوى الأداء والالتزام بمعايير الجودة.
هذه المؤشرات تدل على أن قطاع التعليم الخاص في البحرين بات أكثر تجاوباً مع معايير التقييم، في إطار السعي لتحقيق أهداف التنمية التعليمية الوطنية.
التقرير لم يقتصر على التعليم العام، بل امتد ليشمل رياض الأطفال والتعليم الفني والمهني والتعليم العالي، مما يؤكد أن عملية الإصلاح تتبنّى رؤية شاملة تسعى إلى تحسين جودة التعليم في جميع مراحله. وقد رافق ذلك توصيات نوعية تهدف إلى تعزيز بيئات التعلم وتطوير قدرات الطلبة بما يتناسب مع متطلبات المستقبل.
إتاحة مثل هذه التقارير للعموم يُعد خطوة مهمة نحو ترسيخ مبدأ الشفافية، حيث يُمكن لأولياء الأمور والمجتمع متابعة أداء المؤسسات التعليمية بشكل مباشر. كما أن هذا الانفتاح في نشر البيانات يعزّز من مستوى الثقة بين الهيئة والمجتمع، ويوضح أن الدولة جادة في تطبيق سياسات تعليمية قائمة على الكفاءة والتميّز.
الأثر الأبرز لهذا النهج يكمن في تحفيز المؤسسات التعليمية على تحسين أدائها، في ظل إدراكها أن نتائج التقييم تنعكس على سمعتها أمام المجتمع. وهذا ما يدفع المدارس والمعاهد إلى تطوير خططها وتحسين مخرجاتها التعليمية بصورة مستمرة.
لا تقتصر مهمة هيئة جودة التعليم والتدريب على التقييم والمحاسبة، بل تشمل أيضاً تقديم الدعم والتوجيه من خلال تقارير مفصلة تتضمّن جوانب القوة والفرص الممكنة للتحسين. هذا التوازن بين الرقابة والدعم يُساهم في خلق ثقافة تعليمية قائمة على التطوير الذاتي والاستجابة لمتطلبات الجودة.
في التعليم الخاص، تلعب الهيئة دوراً في تعزيز روح المنافسة بين المؤسسات، وهو أمر ينعكس إيجاباً على مستوى الخدمات المقدّمة للطلبة. أما في التعليم الحكومي، فإن نتائج التقييم توفر للجهات المعنية قاعدة بيانات دقيقة تُسهم في توجيه الموارد إلى المدارس التي تحتاج دعماً أكبر.
الأرقام الواردة في التقرير تمثّل خلاصة جهد مستمر نحو ترسيخ ثقافة الجودة وضمان استدامة التطوير في المنظومة التعليمية.
ومع كل دورة تقييم جديدة، يزداد الوعي المؤسسي بأهمية الالتزام بمعايير الجودة، ما يشير إلى أن البحرين تسير بخطى ثابتة نحو بناء نظام تعليمي حديث ومتين، قادر على إعداد جيل يمتلك أدوات المستقبل.