حين نتحدث عن الأصالة بلغة الإبداع، تتجلى الأيادي البحرينية المنتجة كأحد الأوجه المشرقة لمملكتنا الغالية؛ أيادٍ تعمل بإصرار لتجعل من الحرفة البحرينية تراثاً حياً ومصدراً للفخر والاعتزاز، ولتثبت قدرتها على الإنتاج والاعتماد على نفسها عبر تحويل المواد البسيطة إلى منتجات متقنة تحمل في طياتها هوية البحرين، فمنها ما يجسّد إرثاً عريقاً كصناعة القوارب والنسيج والفخار ومنتجات النخيل والسعف، ومنها ما يدمج الماضي بذوق معاصر، وغيرها مما يقدّم أفكاراً مبتكرة ومتنوعة تصنع منتجات بحرينية فريدة لتروي قصص إبداع متجددة.
لقد أثبتت هذه الأسر قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص عبر العمل الدؤوب لتطوير منتجاتها بروح ابتكارية تمزج بين الحرفية والدقة واللمسة الفنية، فهي لم تكتفِ بصون الموروث بل قدمته بروح عصرية تلبّي احتياجات المجتمع ليبقى التراث حاضراً في وجدان الأجيال ومندمجاً مع متطلبات العصر.
وفي خطوة رائدة، افتتحت وزارة التنمية الاجتماعية «متجر الأيادي البحرينية» بمركز مبارك بن جاسم كانو الشامل في السنابس، ليشكّل مركزاً متكاملاً لدعم الأسر المنتجة، يحتضن المنتجات الوطنية ويعزّز مسيرة العطاء، ويحفّز هذه الأسر على مواصلة الإنتاج والابتكار، بما يتيح فرصاً مباشرة للتواصل مع المستهلكين وضمان وصول المنتجات إلى جمهور أوسع، مع رفع جودة المنتجات وزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية.
إن هذا المتجر الذي يحتضن الإبداع البحريني لا يقتصر على كونه مجرد منفذ للبيع، بل يمثل قناة تتيح للأسر المنتجة البحرينية آفاقاً جديدة للابتكار والتطوير والاستمرارية، وتمكّنها من إبراز هويتها الوطنية من خلال منتجات عالية الجودة تحمل بصمة بحرينية أصيلة.
ومن هذا المنطلق، تؤكد مبادرة وزارة التنمية الاجتماعية بافتتاح هذا المتجر على أهمية توفير منصات تسويقية مستدامة لدعم هذه الأسر، لتكون خطوة محورية في تعزيز الاقتصاد الوطني وتشجيع روح ريادة الأعمال، مما يجعل المتجر منصة حقيقية للتمكين الاقتصادي للأسر، ورفع مستوى معيشتها، وفتح آفاق جديدة للارتقاء بمشاريعها نحو التميز والاستدامة.
ويبرز دور المجتمع كشريك محوري في هذه المسيرة، إذ لا تقع المسؤولية على الجهات الرسمية وحدها، بل يمتد الدعم إلى كل فرد بحريني من خلال اقتناء هذه المنتجات، والترويج لها، وإدماجها في المناسبات الخاصة والوطنية، أو تقديمها كهدايا تذكارية للأصدقاء خارج البحرين، لتكون رمزاً للأصالة والتميز.
كما أن مشاركة قصص نجاح الأسر عبر وسائل التواصل الاجتماعي تشكّل دعماً معنوياً بالغ الأهمية، يعزّز حضور المنتج البحريني محلياً وعالمياً، ويحفّز الأسر على المزيد من الابتكار والعطاء، ليظل المجتمع الداعم الأول لهذه الرحلة بفخر واعتزاز.
وختاماً؛ إن الأيادي البحرينية أيادٍ تستحق الإشادة والدعم، لأنها تمثل قلب الإبداع الوطني، وتحمل إرث الوطن وهويته، وتجسّد قدرة الأسر البحرينية على الارتقاء بوضعها الاقتصادي والاجتماعي عبر ما تتمتع به من مهارات.
لذلك، فإن هذه المنتجات الوطنية والأسر البحرينية بحاجة إلى دعم ملموس يساهم في تمكينها للارتقاء بمستواها الاقتصادي وتوفير دخل مستدام لها بما يضمن الاستمرارية وتوسيع مشاريعها، ويظل هذا الدعم مهما تعدّدت أبعاده التزاماً وطنياً ومجتمعياً يعزّز التماسك ويحافظ على الهوية البحرينية ويصون إبداعها، وليظل المنتج البحريني دائماً رمزاً للأصالة والتميّز، وسفيراً صادقاً يحمل هوية مملكتنا إلى العالم.