فرص عمل وأعمال كبيرة يوفرها سوق خدمات التوصيل في البحرين، والمنطقة والعالم، فمن المتوقع أن ينمو هذا السوق حول العالم من 417.8 مليار دولار أمريكي في عام 2025 إلى 782.1 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2034، مدفوعاً بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.2%، ومع تبدل أنماط حياتنا، وتوقّع وصول كل ما نريده من منتجات وخدمات عبر مندوب التوصيل إلى الباب، فإنه من الواضح أن نمو هذا السوق في تسارع مستمر.

في دول مجلس التعاون الخليجي قُدّرت قيمة سوق توصيل الطعام عبر الإنترنت بحوالي 3.93 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى حوالي 11.18 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 14.48%.، أي تقريباً ضعف معدل النمو العالمي، أو أسرع من النمو العالمي بمرتين.

في مملكة البحرين، يشهد قطاع خدمات التوصيل نمواً ملحوظاً، مدفوعاً بالبنية التحتية الرقمية ومستخدمين متقنيين للتكنولوجيا مع تزايد انتشار الإنترنت واستخدام الهواتف الذكية، والتحضر، وارتفاع نسبة الشباب من السكان، وهذا يعني تبدلات كبيرة في السوق، والفرص الناشئة، بما فيها فرص الاستثمار، وفرص العمل.

ومع مشروعات طموحة مثل قرية الشحن الجوي في منطقة مطار البحرين الدولي، ينتظر أن يشهد سوق توصيل البضائع عبر الإنترنت نشاطاً أكبر، ليس على صعيد شركات التوصيل فقط، بل ما يرتبط بهذا السوق من خدمات أخرى مثل البنوك وشركات التكنولوجيا المالية التي توفر خدمات دفع رقمية فعالة بما في ذلك الدفع عبر العملات المشفرة.

في الإمارات مثلاً يتم تبنّي التكنولوجيا الذاتية في التوصيل، ومن المتوقع إطلاق مركبات توصيل بدون سائق خلال عام بعد تجارب ناجحة في مدينة مصدر، أما السعودية فتشهد صعود العلامات التجارية المحلية، مثل شركة جاهز، وذلك بدعم من البنية التحتية الرقمية والتنظيمية واللوجستية وتسهيل التراخيص وتحسين شبكات النقل.

على مستوى العالم، يشهد سوق التوصيل تطورات كبيرة، حيث تعمل أمازون على استخدام نحو 100,000 مركبة توصيل كهربائية بحلول عام 2030، كما تُحسّن شركات التجزئة العملاقة، مثل وول مارت، قدراتها في التوصيل، محققةً سرعة قياسية في التوصيل في أقل من خمس دقائق، وتحقق شركة "كيتا" الصينية توسعا كبيرا حول العالم بما فيه دول الخليج، مدعومة بنماذج عمل جديدة، وببنية تحتية رقمية متقدمة.

لدينا هنا في البحرين كل ما يلزم للمنافسة على حصة سوقية صغيرة أو كبيرة من قطاع التوصيل: البنية التحتية والكفاءة والمواهب والسوق، وهذا ما يؤهلنا لنكون مستهلكين لهذه الصناعة، نعم، لكن قادة لها أيضاً.