في إطار حرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه على تنمية العلاقات مع كافة الدول وتنويعها بما يخدم مصلحة الشعب البحريني والشعوب الشقيقة والصديقة، جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله إلى اليابان، والتي تضمنت لقاءات هامة في مقدمتها لقاء الإمبراطور «ناروهيتو»، والسيد رئيس وزراء اليابان لمناقشة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبحث سبل تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، فمن المعروف أن البحرين واليابان تجمعهما علاقات ثنائية وصلت لمستويات متقدمة بفضل دعم قيادة البلدين، وحرصهما على تطوير الأسس والروابط التي تجمع الشعبين لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
فقد أظهرت اليابان خلال تنظيمها لمعرض «إكسبو 2025» مدى قدرتها التنظيمية الفائقة وتقديم الابتكارات والحلول غير التقليدية لأنواع عديدة من القضايا الهامة التي تشغل بال العالم، ومن هنا فقد حرصت المملكة على رفع وتعزيز العلاقات مع اليابان في عدد من المجالات من أجل تبادل الخبرات المشتركة ودفع مجالات التعاون في مجالات عديدة، وفي مقدمتها توقيع مذكرات التعاون والتفاهم في مجال إدارة الموارد البشرية في القطاع الحكومي بين مؤسسات البلدين، وكذلك تبادل الخبرات في مجال الحكومة الإلكترونية والتحول الرقمي بين هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية البحرينية والوكالة الرقمية اليابانية، وتشجيع الابتكارات والاختراعات وذلك بتوقيع مذكرة تعاون بشأن برنامج الفحص السريع لبراءات الاختراع بين وزارة الصناعة والتجارة البحرينية ومكتب براءات الاختراع الياباني، والتشاور بشأن خدمات النقل الجوي والرحلات المباشرة، ولم تنحصر مخرجات الزيارة عند حد التعاون المثمر في تلك المجالات، بل شملت كذلك مشاورات ومباحثات بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتي أظهرت توافقاً بين البلدين حول العدد من الملفات والقضايا، وهو ما يشير إلى أن العلاقات بين المملكة واليابان تسير بخطى سريعة نحو بناء فاعل للشراكة الاستراتيجية التي تعود بالازدهار والتنمية المتبادلة والاستفادة من الخبرات اليابانية في العديد من المجالات الهامة.
في الأخير: فخورون بما قامت به هيئة الثقافة والآثار في إكسبو أوسكا في اليابان، حيث نجحت في إبراز هويتنا الوطنية بلمسة إبداعية وتوازن بين أصالة التراث وروح المعاصرة، وقدّمت للعالم صورة مشرّفة عن حضارتنا العريقة وثقافتنا المتجذرة. شكراً لجهودكم التي جسّدت البحرين كجسر حضاري ينقل هويتنا إلى آفاق عالمية.
