المسؤولية الاجتماعية لم تعد تعني رعاية الاحتفالات والمهرجانات أو حملات العلاقات العامة المؤقتة، بل أصبحت اليوم أداة استراتيجية لبناء المجتمعات واستدامة الاقتصادات.

وتشير تقديرات خليجية إلى أن حجم إنفاق الشركات في المنطقة على مبادرات المسؤولية الاجتماعية يتجاوز ملياري دولار سنوياً، وهو رقم يكشف عن تحوّل هذه الممارسات من أنشطة دعائية موسمية إلى استثمارات بعيدة المدى تترك أثراً ملموساً على المجتمع والاقتصاد معاً.

تكمن أهمية هذه المسؤولية في أنها تعكس وعياً متنامياً بأن نجاح الشركات لا ينفصل عن نجاح البيئة التي تعمل فيها، فالمجتمع القوي يعني سوقاً أقوى، والموظفون المؤهلون والبيئة المستدامة يمثلون عناصر مباشرة في رفع الكفاءة والإنتاجية، وبذلك تصبح المسؤولية الاجتماعية عقداً جديداً بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع، قوامه الشراكة لا التبعية، والاستثمار لا التجميل.

في البحرين، جسّدت stc البحرين هذه الرؤية من خلال مبادرات نوعية أثبتت أن العمل المؤسسي قادر على صناعة فرق حقيقي، ويكون مسانداً لخطط وتوجهات الأجهزة الحكومية، فقد زرعت الشركة عبر حملة «Trees for Life» أكثر من 27000 شجرة في عام 2024، ليصل المجموع منذ انطلاق الحملة إلى 55000 شجرة.

وقد ساعد هذا المشروع في تحسين جودة الهواء وزيادة الرقعة الخضراء، أما مبادرة «jeel ICT» فقد جذبت أكثر من 3000 خريج بحريني، وتمّ اختيار 33 متدرباً للانضمام إلى برنامج عملي يمنحهم خبرة حقيقية ويفتح أمامهم أبواب سوق العمل في قطاع حيوي.

كما أطلقت الشركة، بالتعاون مع وزارة المواصلات والاتصالات، مشروع المحطة الرقمية الأولى للحافلات في المملكة، في خطوة تعكس وعياً بأهمية دعم التحول الرقمي وتعزيز الاستدامة في الخدمات العامة، وهذا ما جعلها فخر لتمثيل مملكة البحرين في الجوائز العالمية، وآخرها حصولها على جائزتين مرموقتين ضمن جوائز الشرق الأوسط للتميز التكنولوجي 2025 وحصولها على جائزة التميز في فئة المسؤولية المجتمعية – لقطاع الاتصالات عن برنامج جيل ICT، وجائزة التميز في فئة الـBlockchain – لقطاع الاتصالات عن مبادرة Web3 Launchpad.

همسة

جميل أن نرى منصة حكومية معنية بالمشاريع التنموية المدروسة والتي بحاجة إلى تبنيها من قِبل القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني كمشاريع مسؤولية اجتماعية، لنحقق بذلك التكامل بين قطاعات الدولة جميعها.