كلّ جولة يقطعها «مكلارين» نحو القمة، هي خطوة جديدة تُعزّز مكانة البحرين، وتُثبت أن النهج الذي يقوده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تجاوز المفهوم التقليدي للتنمية، ليصنع اقتصاداً وطنياً يمتد صداه إلى ميادين العالم.

منذ أن قاد صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مشروع استضافة أول سباق فورمولا وان في الشرق الأوسط عام 2004، أدرك أن الرياضة يمكن أن تكون منصةً للاستثمار وجسراً للتأثير الدولي.

اليوم، وبعد عقدين من تلك البداية الجريئة، يُتوّج فريق مكلارين -المملوك لشركة ممتلكات البحرين القابضة- بلقب بطولة العالم للفورمولا وان للمصنّعين للعام الثاني توالياً، ليضع البحرين في صدارة المشهد الرياضي والصناعي، ويُجسّد نتائج الرؤية الاقتصادية التي قادها سمو ولي العهد، والتي جعلت من الفكر الاقتصادي والرياضي جناحين في مسيرة التنمية الوطنية.

لقد كانت «ممتلكات» التجسيد العملي لهذه الرؤية، حين حولت الاستثمار في «مكلارين» إلى مشروع نفوذ اقتصادي ومعنوي. فحين دخلت مرحلة إعادة الهيكلة في أصعب الفترات، لم يكن الهدف إنقاذ فريق سباقات فحسب، بل تأسيس نموذجٍ للاستثمار المستدام الذي يربط بين العائد المالي والعائد الوطني.

كما أثبتت الأعوام القليلة الماضية أن الاستثمار البحريني في «مكلارين» كان قراراً استراتيجياً ناضجاً تُجنى ثماره اليوم في ميادين الاقتصاد كما في مضامير السباق.

فنجاحات الفريق المتتالية وقيمته السوقية المتصاعدة، وتحوّله إلى منصّة عالمية للابتكار التقني والتسويقي، تؤكد أن البحرين رائدة في الاستثمار الرياضي العالمي، وأن «ممتلكات» باتت بين أبرز الصناديق السيادية تأثيراً في المنطقة والعالم.

اليوم، لا تحتفل البحرين بلقبٍ جديد، بل بعلامة فارقة في مسيرتها الاقتصادية والرياضية، وبرؤيةٍ خَلَقَتْ من الشغف صناعةً، ومن الحلم واقعاً، ومن الرياضة قوةً اقتصاديةً ناعمةً ترسم ملامح المستقبل.

عبدالله إلهامي