عدت للتو من زيارة لدبي شاركت فيها في أعمال منتدى الجوائز العربية للدورة الخامسة ممثلاً عن جائزة يوسف بن أحمد كانو، والتي استضافته بكل كرم وسخاء مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبحضور أكثر من عشرين جائزة عربية مرموقة تحمل أسماء لملوك وأمراء ورؤساء دول عربية وكذلك رجال أعمال مؤثرين وشخصيات ثقافية مهمة. وكانت جائزة الملك فيصل قد تبنت تأسيس المنتدى الذي يُعد تجمّعاً عربياً ثقافياً ويضم في عضويته جوائز المنطقة العربية المتاحة لجميع العرب في خطوة تنم عن روح المسؤولية والرغبة الجادة في تنسيق الجهود العربية في مجال الثقافة والعلوم وتبادل الخبرات والأفكار.
اللقاء العربي-العربي على أرض دبي، أرض الخير والعطاء، والذي ضم نخبة من قيادي الفكر والثقافة والإعلام كان فرصة رائعة لبحث سبل التعاون بين القائمين على الجوائز العربية بمباركة ودعم سعودي لافت. فلولا المبادرة السعودية والإماراتية وجهودهما التنظيمية والمالية التي بذلت من أجل جمع العاملين في قطاع الجوائز التقديرية العربية في مكان واحد لما تحقق هذا اللقاء.
ولأهمية الحدث، الذي يقام كل عامين، شهد افتتاح أعمال المنتدى حضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة الثقافة والفنون في إمارة دبي التي التقت بالمشاركين ورحبت بالتجمع العربي الثقافي في دورته الخامسة. وبعدها قاد أعمال المنتدى بكل اقتدار كل من
د.عبدالعزيز السبيل الكاتب والباحث والإعلامي السعودي الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية رئيس منتدى الجوائز العربية والمؤرخ والكاتب والإعلامي الإماراتي جمال بن حويرب مستشار حكومة دبي للثقافة والمدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، واللذان حرصا على نجاح أعمال المنتدى وتحقيق أهدافه.
وجاءت استضافة مكتبة محمد بن راشد هذا الصرح المعرفي والثقافي الأنيق في دبي لاجتماع الدورة الخامسة للمنتدى لتمنح الحضور فرصة التعرف على ما تحتويه هذه المكتبة العالمية من مقتنيات تاريخيّة لا تقدر بثمن. وقد اصطحبنا مشكوراً د.محمد المزروعي عضو مجلس إدارة المكتبة في جولة شيقة مع التاريخ الإنساني بين الكتب القديمة والمخطوطات التاريخية سبقت عقد الاجتماع.
في هذه الدورة، سجلت جائزة يوسف بن أحمد كانو، الجائزة البحرينية العريقة، حضورها الأول في تاريخ المنتدى، في مشاركة تحمل بعدا معنوياً ثميناً وتعد خطوة مهمة في مسيرتها التي تجاوزت الربع قرن. هذا الحضور وضع الجائزة في مصاف أهم وأرقى الجوائز العربية حيث شاركت إلى جانب جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في تمثيل البحرين ضمن هذا التجمع الثقافي العربي البارز.
ويعد الاحتضان الخليجي للجوائز العربية التي تشجع الإبداع امتداداً لمسيرة طويلة تميزت بفتح الأيدي والأبواب من قبل دول الخليج العربية لأي مجهود عربي مشترك، وفي كل المجالات. والأكيد أن دول الخليج وبفضل دعمها السخي وإيمانها العميق بالعروبة وبالتكامل العربي أصبحت الوجهة المفضلة للمثقفين العرب للقاءات المثمرة والمكان الأنسب لتبادل الرؤى والمعرفة.
تحليق منفرد
وعدني رئيس الجائزة الأردنية بإرسال قائمة أسماء محكمين أردنيين من باب تبادل الخبرات ورئيس إحدى الجوائز الخليجية لمح إلى إمكانية فتح مجال التعاون في النشر ورئيس الوفد الموريتاني قال لي طرفة عن أم موريتانية صادرت كل ألعاب ابنها عقاباً له بعد أن اكتشفت أنه لم ينظم الشعر مؤكداً أنه من النادر أن يخلو البيت الموريتاني من الشعراء ! وهكذا كان اللقاء العربي، تعاوناً وفرصاً وقصصاً!