لم تمضِ أيام عديدة على توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لوزارة العمل بتقديم ثلاث فرص وظيفية لكل باحث عن عمل قبل نهاية العام، حتى بدأت الشركات الوطنية الكبرى في الاستجابة بشكل ملحوظ.
شهدنا خلال اليومين الماضيين تحركاً سريعاً من مؤسسات بارزة قامت بتحديث المنصة الوطنية للتوظيف بمئات الفرص الجديدة المخصصة للمواطنين.
عديد من الشركات أعلنت تزويد المنصة بالوظائف الشاغرة، وتجاوز عدد الوظائف المعروضة حتى الآن 1200 فرصة. وهذا الرقم يعكس استجابة جدية من القطاعين العام والخاص لرؤية القيادة، وثقة متجددة في إمكانات الكفاءات البحرينية.
هذا التفاعل السريع يكشف عن أن الفرص كانت موجودة فعلياً، لكنها لم تُفعّل بالشكل الكافي إلا بعد صدور التوجيهات الحاسمة.
ويبدو واضحاً اليوم أن حل ملف الباحثين عن عمل لا يعتمد على الموارد فقط، بل على وجود إرادة صادقة ورؤية واضحة، تُترجم إلى إجراءات ملموسة تقاس بنتائج حقيقية.
الوظائف الجديدة تنوّعت بين قطاعات مختلفة كالسياحة، والصناعة، والخدمات الصحية، والمصارف، ما يدل على أن المواطن البحريني بات مؤهلاً لشغل وظائف في أغلب المجالات.
وهذا يعكس تغييراً في نظرة الشركات، حيث لم تعد ترى في المواطن خياراً بديلاً، بل مرشحاً أول بفضل ما أظهره من كفاءة وجدية.
ما جرى مؤخراً يبعث برسالة مهمة مفادها أن التغيير ممكن متى ما وُجدت الجدية والإرادة. وقد تكون مثل هذه الاستجابة ممكنة قبل سنوات، لو أن المؤسسات بادرت من تلقاء نفسها دون انتظار التعليمات.
إلا أن ما نشهده اليوم يؤكد أن القيادة عندما تتبنى قضية معينة، فإنها تتابع تنفيذها بفعالية.
لا شك أن الفضل في هذا التحول الكبير يعود إلى الأمير سلمان حفظه الله، الذي لا يكتفي بإطلاق المبادرات، بل يحرص على متابعة تنفيذها، بما يعزز من ثقافة العمل المسؤول، ويضع تحسين واقع المواطن في مقدمة الأولويات.
والأهم من ذلك أن روح المبادرة يجب ألا تكون حكراً على القيادة فقط، بل ينبغي أن تبدأ من داخل المؤسسات ذاتها، من منطلق وطني وشعور حقيقي بالمسؤولية.
فإذا ما تحركت الجهات بنفس الروح الإيجابية التي يجسدها الأمير سلمان المبنية على المبادرة والشفافية والتركيز على النتائج، فإن البحرين ستواصل تميزها في مسار التنمية المستدامة.
لقد أثبتت الأيام القليلة الماضية أنه متى ما وُجدت الإرادة الحقيقية، فإن الفرص لا تتأخر في الظهور، وتبدأ الحلول بالتحقق على أرض الواقع.