استكمالاً للمقال السابق بعنوان «خواص شهر أكتوبر المناخية في مملكة البحرين» أتناول في هذا العمود الخواص المناخية-الفلكية التي تحدث في شهر أكتوبر مثل عدد ساعات سطوع الشمس، وشدة الإشعاع الشمسي، ودرجة ارتفاع الشمس، وغيرها. وأهم الخواص المناخية-الجوية لهذا الشهر هي التالي:
1. طول ساعات النهار والليل: يبدأ النهار في القِصر تدريجياً، ويزداد طول الليل بعد أن تساوت عدد ساعات الليل مع ساعات النهار في 28 سبتمبر من كل عام، وتأخذ زاوية سقوط الشمس ظهراً في الانخفاض لتصل آخر شهر الشهر إلى 50°، ويكون طول ظل الأجسام التي طولها 1 متر، لحظة أذان الظهر (11:23 صباحاً)، إلى 0.85 متر، وانخفاض ارتفاع الشمس يخفف قليلاً من شدة الحرارة.
2. شروق وغروب الشمس: يكون شروق الشمس في المنامة تقريباً في أوائل أكتوبر حوالي 5:29 صباحاً، وموعد غروبها الساعة 5:25 مساء. أما في أواخر أكتوبر فإن شروق الشمس يكون في الساعة 5:45 صباحاً وغروبها في الساعة 5:57 مساء.
3. عدد ساعات سطوع الشمس: وفقاً للسجلات المناخية طويلة المدى من إدارة الأرصاد الجوية في البحرين (وهي للفترة من 1991 إلى 2020) فإنه يبلغ عدد ساعات سطوع الشمس حوالي 304 ساعات خلال الشهر، أي بمعدل يومي يقارب 9.8 ساعة شمس بسبب بعض السحب البسيطة والهباء، وأطول الأيام تكون غالباً في بداية الشهر وأقصرها في نهايته، مع استمرار صفاء السماء معظم الأيام.
4. شدة الإشعاع الشمسي: يبلغ معدل الإشعاع الشمسي الكلي «المباشر والمنتثر» اليومي في شهر أكتوبر من 6.2 كيلووات-ساعة /م²/ يوم يومياً في بداية الشهر إلى حوالي 4.9 كيلووات-ساعة /م² / يوم نحو نهايته خلال الأيام الصافية. وفي أواخر أكتوبر، هناك انخفاض تدريجي في هذه القيم إلى حوالي 5,200 وات-ساعة/م²/يوم.
5. الطوالع في شهر سبتمبر والظروف الجوية: يضم شهر أكتوبر 4 طوالع، اثنان منها جزئياً واثنان منها كاملة، على النحو التالي:
أ- جزء من طالع الزبرة «20 سبتمبر إلى 2 أكتوبر»، والزبرة هو شعر الأسد الذي يزأبر وينتفش عند الغضب، ويسمى طالع الزيرة «الخرتان»، لسبب أن النجمين يبدوان في بطن الأسد أي كأنهما خرتا وسقطتا في جوف الأسد.
ب. طالع الصرفة «3 أكتوبر– 15 أكتوبر»؛ قال ساجع العرب: «إذا طلعت الصرفة احتال كل ذي حرفة، وجفر كل من ذي نطفة، وأمتيز عن المياه زلفة»، وهذا يعني أن كل صاحب مهنة يبدأ بالتخطيط والاستعداد للشتاء وكسب رزقه بعد انتهاء حر القيظ، وهو موعد العدل عن الضراب عند الإبل في هذا الوقت، لأن فيه موعد المخاض وقد ظهر بها الحمل وعظمت بطونها فلا يدنو منها الفحل، وأن المياه القريبة تبدأ بالقلة، مما يدفع الناس للابتعاد عنها والترحال طلباً للماء والكلأ.
ج. طالع العواء (16 أكتوبر– 28 أكتوبر)، وقال ساجع العرب: «إذا طلعت العواء ضرب الخباء، وطاب الهواء، وُكره العراء، وشنن السقاء»، ووشنن السقاء أي يبست جربة الماء وجفت لقلة استقاء الماء فيها.
د. جزء من طالع السماك (29 أكتوبر– 10 نوفمبر)، وقال ساجع العرب «إذا طلع السماك ذهب العكاك (شدة الحر مع سكون الريح)، وقل على الماء اللكاك (الزحام)».
6. أهم الظواهر الفلكية: في 3 أكتوبر من كل عام تكون كوكبة الفرس المجنح في نقطة السمت (أعلى الرأس مباشرة) في الساعة 8:00 مساء. وفي 24 أكتوبر من كل عام نرى طالع الثريا أو النجم (القدر 1.4) جهة الشرق على ارتفاع 20° من الأفق في الساعة 8:00 مساء (السواقط)، وفي 27 أكتوبر من كل عام تكون كوكبة الدب الأصغر والتنين جهة الشمال في الساعة 8:00 مساء. أما في 31 أكتوبر من كل عام فتدخل الشمس برج الميزان وتخرج منه في 22 نوفمبر (مواليد برج الميزان) وليس كما هو متبع تقليدياً (23 سبتمبر – 22 أكتوبر).
7. ملاحظات عامة: يفضل ارتداء الملابس الخفيفة والمُريحة التي تُناسب الجوّ الحار والنهار الطويل، واستخدم النظارات الشمسية عند السياقة من بعد الشروق عند الاتجاه شرقاً وعند الغروب عند الاتجاه غرباً، وفي الفترة ما بين ساعتين من صلاة الظهر وساعتين قبل صلاة المغرب لأن أشعة الشمس تنعكس من الشارع إلى العين وبها أشعة فوق بنفسجية متمركزة؛ فالشمس مازالت شديدة نسبياً.
تكون ليالي أكتوبر أكثر راحة نسبياً مقارنة بمنتصف الصيف، ولكن لاتزال الحرارة والرطوبة سائدة رغم انخفاضها قليلاً عن أول الشهر، لذا يمكن التفكير في نشاطات مسائية أيضاً.
* أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة الخليج العربي