صرحت شركة جوجل بأنها قد طوّرت خوارزمية حاسوبية تمهد الطريق لتطبيقات عملية للحوسبة الكمّية، وستكون قادرة على توليد بيانات فريدة يمكن استخدامها في مجال الذكاء الاصطناعي.

تحمل الخوارزمية الجديدة اسم «الصدى الكمّي»، «Quot;Quantum Echoes»، وهي تعمل على الشريحة الكمّية الخاصة بالشركة، وتتميز بسرعتها التي تفوق أسرع الخوارزميات الكلاسيكية على الحواسيب الفائقة بنحو 13,000 مرة.

وفي المستقبل، قد تساعد خوارزمية «الصدى الكمّي» في قياس البنية الجزيئية للجزيئات، مما قد يسهم في اكتشاف الأدوية ودعم علوم المواد من خلال تحديد أنواع جديدة من المواد، وفقاً لما أوضحه مسؤولو الشركة في إيجاز إعلامي الأسبوع الماضي.

تُعد شركة جوجل، التابعة لمجموعة ألفابت «GOOGL.O»، واحدة من عدة شركات تكنولوجية كبرى -من بينها أمازون «AMZN.O» ومايكروسوفت «MSFT.O»- تستثمر في مجال الحوسبة الكمّية التي تُعد واعدة في تسريع عمليات الحوسبة وحل مشكلات تتجاوز قدرات الحواسيب التقليدية.

في العام الماضي، كشفت جوجل عن شريحتها الكمّية «ويلو» «Willow»، والتي قالت إنها قادرة على التغلب على مشكلة جوهرية تتعلق بـ«الكيوبِتات» «qubits» - اللبنات الأساسية للحوسبة الكمّية.

ويُعد تطوير الخوارزمية الجديدة إنجازاً يعادل في أهميته ابتكار تلك الشريحة.

كما يمكن التحقق من الخوارزمية عبر حواسيب كمّية أخرى أو من خلال تجارب عملية، مما يجعل بياناتها قابلة للتطبيق العملي.

وفي مجال الذكاء الاصطناعي، يأمل مهندسو جوجل في استخدام هذه الخوارزمية لتوليد مجموعات بيانات جديدة يمكن الاستفادة منها في مجالات مثل علوم الحياة، حيث لا تتوافر بيانات كافية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

تُشفِّر الحواسيب الكلاسيكية معلوماتها في وحدات البِت «bits»، والتي تُعبّر عن 0 أو 1، وتُنقل على شكل نبضات كهربائية. فكل رسالة نصية أو بريد إلكتروني أو حتى فيلم يُبث عبر الإنترنت ما هو إلا سلسلة من هذه البتّات.

أما في الحواسيب الكمّية، فتُخزَّن المعلومات في الكيوبِتات «qubits»، وهي جسيمات مثل الإلكترونات أو الفوتونات، يمكن أن تكون في عدة حالات في الوقت ذاته - وهي خاصية تُعرف في فيزياء الكم بـ«التراكب» «superposition».

هذا يعني أن الكيوبِتات يمكنها ترميز توليفات متعددة من الأصفار والواحدات في آن واحد، ما يسمح بإجراء حسابات عبر عدد هائل من الاحتمالات المختلفة في وقت قصير، وهو ما يتعذّر على الحواسيب التقليدية. ومع ذلك، يجب أن تُحفظ هذه الكيوبِتات في بيئة شديدة الانضباط خالية من التداخل الكهرومغناطيسي، لأنها شديدة الحساسية ويمكن أن تتعرض للاضطراب بسهولة.

وقد أثارت الإنجازات المتسارعة لشركات مثل جوجل مخاوف خبراء الأمن السيبراني من احتمال أن تتمكن هذه التقنية مستقبلاً من كسر أنظمة التشفير عالية المستوى، مما دفع إلى دعوات للحكومات والشركات لتبنّي أنظمة تشفير مقاومة للحوسبة الكمّية.