من الصعب بل من المستحيل أن تقيّم عمل أو إنجازات المسؤول خلال فترة عام واحد، خاصة في المنشآت ذات التاريخ والعراقة التي يأتي قِدَمُها مع تاريخ الخدمات الحكومية، ولكن وكما يُقال بأن الإنجاز يفرض نفسه والنجاح الواقعي يُرى بالعين المجردة دون الحاجة إلى أجهزة ومعدّات لتكشفه، فإذا ما طبّقنا سياسة القياس والمتابعة التي تنتهجها الحكومة في متابعة أداء وزاراتها، فإن وزارة المواصلات والاتصالات حقّقت الكثير خلال عام واحد فقط منذ تولي الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، سواء من خلال البنية التحتية أو اتفاقيات النقل الجوي والبحري والموانئ، والنقل العام وكذلك قطاع البريد.

وتأتي الاتفاقية الخاصة مع شركة كابيتال إيه بيرهارد بإنشاء مركز إقليمي للطيران والخدمات اللوجستية، وهي الشركة المالكة لطيران آسيا، كتعزيز لمكانة البحرين كمركز إقليمي رائد في قطاع الطيران والخدمات اللوجستية ورابط استراتيجي بين دول الآسيان والمنطقة، وهي الخطة التي بالإضافة إلى مردودها الاستثماري في مختلف الجوانب والقطاعات سيكون لها أثر في خلق آلاف من فرص العمل للكوادر الوطنية التي ستتخصّص في مختلف مجالات الطيران.

وما تدشين الخط البحري بين البحرين وقطر إلا جانب من تلك النجاحات التي تسير عليها وزارة المواصلات والاتصالات خاصة في الخطوات الإبداعية والاستفادة من الإمكانيات المتاحة وفق الميزانيات، ودور تلك النجاحات في تنشيط قطاعات أخرى مثل السياحة والاقتصاد الوطني وخلق فرص وظيفية وبالتالي حث القطاع الخاص على الاستثمار في مجال المواصلات الذي يُعتبر من المجالات المربحة إذا ما تمّ استغلال البيئة المحيطة ودراسة المقوّمات وتقديم التسهيلات وعمليات الجذب من قِبل وزارة المواصلات.

لن أسترسل في ذكر الإنجازات، ولكن أُشدّد على أن النجاح لا يتحقّق عبر التفكير التقليدي أو حتى على الاستمرار في أداء المهام الاعتيادية. واليوم وزارة المواصلات والاتصالات عبر خططها الناجحة خلال عام واحد تُقدّم لنا مثالاً على أسلوب التفكير الإبداعي وكيفية التعامل الإيجابي مع الإمكانيات المتوفرة وتحويلها إلى فرص واعدة يُمكن البناء عليها والانطلاق من خلالها، فزيادة جاذبية الاستثمار وتعزيز تنافسية المملكة له من الأثر الاقتصادي الملموس الذي ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين بشكل مباشر.

إن كل ما سبق من إنجازات يجعلنا متطلّعين للمرحلة المقبلة، وأعني بها العام الثاني للوزير، فمنها ما هو استكمال لما تمّ البدء فيه، ومنها ما هو متوقع من مشاريع كبرى مرتقبة. فجميعنا نرقب الإنجازات ونطمح لها ونسلّط الضوء عليها، فهي النتاج الأول الذي يقطف ثماره الوطن ومواطنوه.