تم تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراءحفظه الله، حفل افتتاح معرض سيتي سكيب البحرين 2025، بمركز البحرين العالمي للمعارض بمنطقة الصخير، بحضور عدد من كبار المسؤولين، مما يعكس الاهتمام الدعم الرسمي الرفيع لهذا الحدث الذي امتدّ في نسخته الحالية على مدى خمسة أيام.
تجلّى معرض سيتي سكيب البحرين 2025 كمنصّة محورية للاستثمار العقاري في المنطقة، ليس مجرد معرض تقليدي، بل منظومة متكاملة تجمع عرض المشاريع، إطلاق المبادرات الحكومية، بناء الشراكات، وتبادل المعرفة، كما يُعد المعرض منصة للإفصاح عن المشاريع الحكومية الجديدة.
وقد أعلن هذا العام عن 10 فرص استثمارية لأراضٍ حكومية، ما يؤكد التوجّه نحو الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وبيئة تشريعية مرنة. كما يعكس المعرض اعتماد البحرين على رقمنة القطاع العقاري، أفضل الممارسات العالمية في التصميم المستدام وإدارة العقارات، وتطوير المدن الذكية، بما يعزز ثقة المستثمرين.
على مستوى الأثر الاقتصادي، يسهم القطاع العقاري من خلال إقامة معرض سيتي سكيب البحرين في تنويع الاقتصاد، وزيادة إيرادات القطاعات غير النفطية، ورفع كفاءة الإنشاء، ودعم التوازن السكاني، وخلق فرص عمل، مما يجعله رافداً مهماً للاستثمار في قطاعات أخرى مثل السياحة والضيافة والخدمات المساندة.
ويعكس الإقبال الكبير من الشركات المحلية والإقليمية والدولية، وحضور أكثر من 14 ألف زائر مع مشاركة أكثر من 75 جهة عارضة، قدرة البحرين على تنظيم فعاليات ذات وزن اقتصادي واستثماري كبير، فيما تُظهر المعاملات السابقة التي تجاوزت 340 مليون دينار البحريني الدور المباشر للمعرض في دفع التطوير العقاري وتحفيز الاستثمار.
بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ هذا المعرض لا يمثّل فقط منصّة محورية للاستثمار العقاري في المنطقة، بل يشكِّلُ أيضاً منصة محورية، تُجسّد مرتكزات أخرى في رؤية البحرين 2030، إذ يقوم بدور أساسي آخر يعنى بتحفيز الاقتصاد الإبداعي، وتعزيز بيئة الأعمال، واستقطاب الاستثمارات النوعية، وخلق فضاءات تفاعلية تسهم في إبراز تنافسية القطاعين العقاري والسياحي والثقافي في المملكة، إذ لا تتوقف القيمة المضافة للمعرض عند حدود العرض العقاري داخل القاعات، بل تمتد إلى منظومة متكاملة من الأنشطة المصاحبة، التي تعزز أثره الاقتصادي والثّقافي، وتوسّع من دائرة الاستفادة من إقامته.
ففي داخل قاعة العرض، برز ركن لحلقة نقاشية (Panel Discussion) بوصفه مساحة معرفية نوعية، أتاحت للخبراء والمطورين والمستثمرين تحليل اتجاهات السوق ومناقشة الأهداف المستقبلية، وتفكيك البيانات العقارية وفق رؤى علمية. وقد أسهم هذا الركن في تعزيز القرارات الاستثمارية المستنيرة، وربط المعرفة التطبيقية بصنّاع القرار، بما يعزّز قدرة المعرض على توجيه الاستثمارات نحو الفرص ذات الجدوى الأعلى، ويدعم توجه البحرين نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
هذا إلى جانب بادرة ملفتة للانتباه عند مدخل القاعة، وهي أنَّ بعد مسح كود تسجيل الدخول، يقوم المنظم أو المنظمة بتقديم وردة بيضاء للزائر، في رسالة مشبعة بالمعاني تعكس حسن الضيافة بأوسع نطاق، لتشمل صناعة السياحة ودلالة على نقاء التعامل وروح السلام، ما يضيف بعداً رمزياً وتجريبياً يرحّب بالزائر، ويهيئه لتجربة المعرض بأجواء ودية وإنسانية.
أما خارج القاعة، فقد شكّلت الفعاليات المصاحبة عنصراً محورياً في إثراء التجربة، عبر العروض الفنية والموسيقية المفتوحة، وتنوّع المطاعم والمقاهي، ما خلق حركة ترفيهية نابضة وساهم في رفع مستوى الإقبال من الزوار والمستثمرين. وفي بُعد ثقافي يعكس هوية البحرين، قدّم ركن التعريف بالتراث البحريني، بتنظيم الجهة المختصة وإشراف معهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة، تجربة تفاعلية فريدة مكّنت الزوار من التعرّف على مهنة صيد اللؤلؤ، ومشاهدة الحرفيين وهم يفتحون المحار، مع إتاحة فرصة خوض لحظة الترقّب للحصول على لؤلؤة داخل المحار. وقد شكّل هذا الجانب الثقافي قيمة مُضافة تُبرز العمق التاريخي للبحرين، وتُفعِّل حضور هويتها في حدث اقتصادي استثماري عالمي.
ويُظهر هذا التكامل بين المعرفة الاقتصادية، والفعاليات التّرفيهية، وتجارب التراث البحريني، والرمزية الإنسانية للترحيب بالزوار قدرة المملكة على تقديم نموذج حديث لاقتصاد متنوع يدمج بين الابتكار والهوية، ويعكس تطبيق أفضل الممارسات العالمية في إدارة الفعاليات الكبرى.
كما يرسّخ مكانة البحرين كوجهة استثمارية رائدة، ومركز إقليمي قادر على تنظيم فعاليات دولية ضخمة بكفاءة عالية، وهو ما يتوافق مع توجهات رؤية 2030 في تعزيز الاستدامة الاقتصادية، وتحسين جودة الحياة، ورفع نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي.
وبذلك، يُعد Cityscape Bahrain أكثر من مجرد مُلتقى عقاري، وإنَّما هو منصة استراتيجية تُسهم في تنويع الاقتصاد، وتمكين الاستثمار، وتفعيل الهوية الوطنية، وتأكيد ريادة البحرين في صناعة المعارض والفعاليات، بما يعزز من حضورها كمركز اقتصادي وثقافي عالمي في المنطقة.