تحت هذا الشعار نحتفل غداً بيوم المرأة البحرينية، والذي يشكل مناسبة وطنية، ليس لأنه يحتفي بالمرأة البحرينية كشريك كامل في البناء والتنمية فقط، بل لارتباطه الفعلي بتاريخ المرأة، والتي نجحت في أن تدخل معترك العمل الوطني والإنساني منذ عشرات السنين.
يوم المرأة يرتبط بالذاكرة البحرينية، قديماً وحديثاً، بأحد أهم الأحداث التطورات التي عاشتها المرأة، حيث تم تدشين الاحتفال لأول مرة في العام 2008، تزامناً مع ذكرى مرور 80 عاماً على بداية التعليم النظامي للفتيات في البحرين، والذي انطلق في العام 1928، مع تدشين مدرسة الهداية الخليفية للبنات، والتي عرفت لاحقاً باسم مدرسة خديجة الكبرى للبنات.
وإذا كانت البحرين تحتفل بهذا المناسبة كل عام، كمناسبة وطنية أطلقتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، في العام 2008، بشعارها الرئيس «قرأت، تعلمت، شاركت»، فإن شعار هذا العام يعيد التأكيد على ما حققته المرأة البحرينية على مدى السنوات الماضية.
شعار هذا العام لم يأتِ من فراغ، بل يلخص رحلة طويلة صنعت فيها المرأة البحرينية حضورها بثقة، خطوة بعد أخرى، حتى أصبحت قصتها جزءاً من قصة البحرين نفسها. التميز؛ أصبح سمة راسخة لمسيرة المرأة البحرينية في كل مجال طرقته، من التعليم إلى القضاء، ومن السلك الدبلوماسي إلى غرف القرار، كانت المرأة حاضرة بإنجازات لا تقبل التأويل، وهو ما جعلها نموذجاً يحتذى به في المنطقة، وقادرة على تمثيل البحرين في المحافل الدولية باقتدار، باعتبارها طاقة وطنية أثبتت جدارتها في أصعب الملفات وأكثرها حساسية.
أما الإبداع، فهو الروح التي دفعت المرأة البحرينية إلى تجاوز الأدوار النمطية، لتخلق لنفسها مساحة مختلفة، فيها بصمتها الخاصة؛ في الثقافة والفنون، في العمل التطوعي، في المبادرات المجتمعية، وحتى في المشاريع الصغيرة التي تحولت إلى قصص نجاح، فالإبداع يمثل انعكاساً لوعي جديد يؤمن بأن المرأة شريك في صياغة المستقبل، لا متلقٍ له.
ويأتي الابتكار كتعبير واضح عن المرحلة الجديدة التي تعيشها البحرين، مرحلة الاقتصاد الرقمي والتحول الذكي، ووجود المرأة في صميم هذه التحولات، حيث نشهد كثير من قصص الريادة التي تقودها شابات في مجالات التكنولوجيا والبحث العلمي والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، فحضورهن في هذه القطاعات يؤكد أن الابتكار أصبح جزءاً من ثقافة العمل النسائي في المملكة، وأن المرأة اليوم ليست فقط مواكبة للتغيير، بل مساهمة في صناعته.
وهكذا، فإن شعار هذا العام هو تلخيص صادق لمسيرة ممتدة من العطاء، ومسار وطني يؤكد أن المرأة البحرينية، كانت ومازالت، ركيزة أساسية في مشروع التنمية الشاملة للبحرين، إنه احتفال بإنجازات تحققت، وبثقة أكبر نحو إنجازات قادمة، تصنعها المرأة البحرينية بكل ما تحمل من عزيمة وإيمان بدورها.