* نتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وإلى الأسرة المالكة الكريمة، وإلى شعب البحرين الوفي، بمناسبة احتفال مملكتنا الحبيبة بأعيادها الوطنية وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وما يُصاحبها من مناسبات وطنية. سائلين المولى الكريم أن يعيد علينا هذه المناسبة بالخير والبركة والأمن والأمان، وأن يحفظ قيادتنا ويوفقها إلى ما يحبه ويرضاه، لما فيه خير البلاد والعباد.
* كل واحدٍ في محيط عمله يجب أن يكون قائداً في تنفيذ مهام عمله، قادراً على تحمل المسؤولية كاملة، مُتصفًا بالإحسان في أدائه، حتى عند التقصير، ساعياً لأن يكون نموذجاً يُحتذى به في مهنية العمل، وحسن المتابعة، والإحسان، والقدرة على إنجاز المطلوب بأقل جهد، وأذكى أسلوب، معتمداً على خبرته ونضجه، وقادراً على تقديم مهام عمله في أبهى حُلّة وبإتقان، مستنداً إلى قواعد متينة من ديننا الحنيف. يقول الله تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين). فعبادة الله تعالى والقيام بأعمال الحياة تستدعي أن يستشعر العبد قربه من الله تعالى، وأن يتحلّى بالخشية منه، بما يدفعه ليكون مُحسناً مُتقناً في جميع شؤون حياته. وقد عبّر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك عندما سُئل عن الإحسان، فقال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك». وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملًا أن يُتقنه». من هنا، فإن المحافظة على هذه القيم، تُعطينا سواعد وطنية إيجابية متميزة ومبدعة في عطاءاتها، وفي تنفيذ مبادراتها الوطنية التي تساهم بلا شك في نهضة الوطن وازدهاره. نحتاج أن نكون مُنجزين مُبادرين مُتقنين، في طليعة ركب العطاء والتطوير الوطني، مهما كانت الأعمار، وأن نحتضن الطاقات الفكرية المبدعة التي تُسهم في تطوير العمل والارتقاء به، إلى جانب خبراء الحياة والتنمية الذين ينبغي أن يكونوا قريبين من أصحاب القرار، تتبادل معهم الثقة، فوجود ثلّةٍ من المُخلصين في كلا الجانبين، يعطينا بيئة عمل مثلى للتطوير والتميز.
* أعود للحديث عن «ليالي المحرق»؛ ليالي الإرث المحرقي الأصيل، الذي يشهد هذا العام إقبالاً منقطع النظير، وفق ما نشهده بالقرب من مسجدنا الواقع بمحاذاة مسار اللؤلؤ.
ليالي المحرق ليست ليالي عادية، بل هي لقاء يجمع أبناء المحرق الذين خرجوا من دورهم، وأبناء البحرين جميعًا بلا استثناء. ونقترح على القائمين على هذا المشروع الجميل تكرار الفكرة بتطوير وشمولية أكبر خلال ليالي شهر رمضان المبارك، حيث الأجواء الشتوية الجميلة، والليالي الرمضانية المبهجة «اللهم بلغنا رمضان». ويمكن تسميته: «ليالي المحرق الرمضانية»، وفتح المجال واسعاً لزيادة المجالس الشعبية المفتوحة للكبار، ومساحات اللعب التي تحتضن الألعاب الشعبية البحرينية الأصيلة للصغار، وتنظيم ليلة القرقاعون ضمن البرامج. ليالٍ يستفيد منها الصغير والكبير، ويمكن فتح المجال للعائلات المحرقية الأصيلة للمشاركة والإشراف على بعض الأنشطة عبر بيوت قديمة تُعاد الحياة إليها، تعزيزًا لقيم التواصل والتكافل التي كانت حاضرة في فرجان لول المترابطة. جميلةٌ هي هذه الليالي المحرقية، ولعلنا نحتاج معها إلى التوسع خارج إطار مسار اللؤلؤ بتنظيم برامج مصاحبة، لاستيعاب المزيد من الزوار والتخفيف من الازدحامات الخانقة. بوركت الجهود المبذولة من جميع الجهات المنظمة، ونتمنى استمرار مثل هذه البرامج المؤنِسة التي تجمع القلوب طوال العام، عبر استثمار البيوت القديمة على المسار، وبخاصة تلك التي تحتضن كبار المحرق وتجمعهم في موقع واحد، في ظل قلة المجالس الشعبية المتاحة اليوم.
* في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، انطلقت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية لتكون مَعلمًا من معالم الإنسانية في هذا الوطن العزيز. وبحمد الله تعالى وتوفيقه، فقد وفقني المولى الكريم لإتمام عشرين عامًا في هذه المؤسسة المباركة، عاصرتُ من خلالها سنوات التأسيس الأولى، وساهمنا مع نخبة من المُخلصين في تأسيس مناشط وبرامج إنسانية متعددة، وفي وضع إجراءات رصينة لجوانب المساعدات المختلفة.ومضينا في هذا الركب مستلهمين العون من المولى الكريم الذي أسبق علينا نعمه بأن اصطفانا لنكون ضمن هذا المسار المبارك. ولطالما حنّت النفس لكل لحظة من لحظات الخير في هذه المؤسسة العامرة؛ في كل مشروع تم تأسيسه، وفي كل منتدى تم تنظيمه، وفي كل مهرجان استقبلنا فيه أهل البحرين بمشاركة أمهات وأبناء المؤسسة.
ستظل المؤسسة، بعون الله تعالى، «بيت الإنسانية»، تقدم عملها باحترافية ومؤسسية داخل البحرين وخارجها، وستتطور بسواعد المخلصين من العاملين فيها، برعاية ملكية سامية من جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، الذي نسأل الله أن يجعلها صدقة جارية له، ويبارك له في صحته وعمره. وبقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، القريب من المؤسسة، والداعم الأول لها، والذي يحرص على أن تتميز المؤسسة في جميع مناشطها الإنسانية، منشغلة بالعطاء والتطوير الإنساني، لا تقف لحظة عن تقديم الخير للآخرين، تحتضن جوانب البر والإحسان، وتنفذ المبادرات الإنسانية والتنموية على أوسع نطاق، لتشمل المجتمع كله.، وتكون مظلة للعمل الإنساني المُتقن، ولكافة المتطوعين فيه. وإنّا على العهد سائرون، عهد التجديد والإبداع المؤسسي، خدمةً للبحرين الطيبة الأصيلة. فالعمل الإنساني لا ينشغل بصغائر الأمور، ولا يلتفت إلى الجوانب الضيقة، بل تمتد أذرعه للإنسانية جمعاء، وتبرز معه إنسانية ملكٍ يرعى الخير.
ومضة أملأعشق بصمات الحب والوئام في القلوب الساكنة المحبة للخير.. وطني، أحبك.. سأكون عصفوراً يحلّق في سماء محبتك.