غازي الغريري

تأتي الأعياد الوطنية في مملكة البحرين كل عام لتعيد إلى الذاكرة مسيرة وطن صنع مجده بجهود أبنائه وتلاحم قيادته وشعبه، هي أيام يستعيد فيها البحرينيون حكاية تأسيس البحرين الحديثة وانطلاق نهضتها وهويتها التي جمعت بين الأصالة والانفتاح، إن مناسبة اليوم الوطني ليست مجرد تاريخ يحتفى به بل محطة لاستحضار اللحظات الفاصلة في بناء الدولة، والتعبير عن الامتنان لقيم الاستقرار والتعايش والإنجاز التي شكلت ملامح البحرين على مدى العقود الماضية، وفي كل عام يزداد هذا الشعور رسوخاً ليؤكد ارتباط المواطن البحريني بترابه واقتناعه بأن الوطن ليس مكاناً فقط بل انتماء وحكاية تمتد عبر الأجيال.

وتتجلى مظاهر الفرح في أبهى صورها مع اقتراب هذه المناسبة الوطنية، حيث تتحول البحرين إلى لوحة مضيئة تمتد من العاصمة إلى القرى والمدن كافة، نرى الأعلام ترفرف بين جنبات الشوارع والواجهات تتزين بالأحمر والأبيض، فيما تضاء المباني والجسور بتشكيلات ضوئية تعكس جمال علم البحرين، ونلاحظ أن الاحتفالات نابضة بالحياة في كل أنحاء البلاد، نشاهد العائلات تخرج للتنزه والأطفال يلوحون بالأعلام، ويتم تنظيم الفعاليات الفنية والتراثية في الساحات الخارجية خصوصاً وأن موسم الأعياد الوطنية يأتي متزامناً مع الأجواء المعتدلة، وفي يوم العيد الوطني، وفي الليل تمنح الألعاب النارية سماء البحرين وهجاً خاصاً يضاعف بهجة المناسبة الوطنية لتتحول لحظات المشاهدة إلى ذكريات الطفولة التي تحفر في ذاكرة البحرينيين كل عام.

ولا يقتصر الاحتفال والمظاهر على الجانب الجمالي والزينة فحسب بل يمتد ليعكس تلاحم المجتمع بكل فئاته، إذ تشهد المؤسسات الرسمية والخاصة مبادرات تعزز الانتماء الوطني، ويتم تكريم الشخصيات التي أسهمت في خدمة الوطن، كما تحتفي المدارس والجامعات ببرامج تعرف الأجيال بقيمة هذا اليوم ورمزيته ليبقى الوطن حاضراً في نفوسهم، ومن خلال هذه الأجواء نعيش جميعنا الفرحة بالبحرين التي احتضنت الجميع دون تفرقة، لذلك فإن الوطن يستحق منا الاحتفاء به كل يوم، وأن التضحيات والإنجازات تبنى بتكاتف القلوب قبل الأيادي.

همسة

في الأعياد الوطنية لا تحتفل البحرين بذكرى عابرة، بل تحتفل بقلوب أهلها التي تنبض ولم تتوقف يوما عن الحب الحقيقي لهذا الوطن وقيادته.