لطالما كانت المرأة البحرينية رمزاً للعطاء اللامحدود وها هي تتألق وترتقي عاماً بعد عام وتصوغ قصصًا وإنجازاتٍ جديدة لتضيف فصولاً مشرقة إلى سجلها الوطني، وتسطر ما وصلت إليه من تقدم وتمكين وتفوّق بالإرادة والعطاء والإصرار الذي لا يلين.
وفي هذا السياق، فإن الذكرى السنوية ليوم المرأة البحرينية ليست مناسبة تُحتفى بها فحسب في كل عام، بل محطة تتجلّى من خلالها مسيرة المرأة البحرينية، وشهادة على نجاحات تتوالى لتؤكد على ما وصلت إليه من السبق الريادي لتحمل بيدها راية البناء، وراية الوطن الأخرى وراية الوطن بيدها الأخرى، وتسطر بذلك رصيداً متنامياً من العمل والمثابرة والإنجاز عاماً بعد عام. إنها ذكرى تتجدد فيها العزيمة، وترتقي فيها الهمم، لتصبح بذلك شريكاً أصيلاً في بناء الدولة.
لقد رسّخت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله قاعدة صلبة لدعم المرأة، ولطالما كانت الداعم الأول لهذه المسيرة التي ترجمت هذا الدعم وهذه الرؤية السامية عبر المجلس الأعلى للمرأة والتي تعد بمثابة مظلة شاملة ومتكاملة لدعم وتبنّي الرؤى والخطط التي تصب في صالح المرأة وتوثق في الوقت ذاته مسيرتها وتبرز مكانتها مستندة إلى العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وسنّ التشريعات التي تحمي حقوقها، كما يعمل المجلس على تهيئة بيئة صديقة للمرأة البحرينية وتسخير كافة التسهيلات والإمكانيات بما يدعم استمرارية مسيرة العطاء والإبداع والابتكار والتمكين. وقد أثمرت هذه الرؤية في صعود نماذج نسائية ملهمة في السلطة في مختلف المجالات. لقد كان المجلس الأعلى للمرأة ولايزال في تقدمٍ مستمر، واضعاً إطاراً شاملاً من المبادرات والاستراتيجيات المستقبلية التي تصب في صالح المرأة البحرينية. وهكذا، يستمر عطاء المجلس الأعلى للمرأة كمسيرة متجددة، تُهيّئ بيئة مساندة للمرأة، كي تواصل دورها الطبيعي: صانعة نهضة، وشريكة حضارة، وقوة فاعلة للمجتمع والإنسانية.
وقد حظي هذا المسار والتوجه على دعم ملكي كريم من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه برؤية تثق بقدرات المرأة وتؤمن بأنها قوة وطنية لا يمكن استثناؤها من أي موقع، وأن تمكينها ضرورة من ضرورات النهضة والتقدم محلياً وعالمياً، وهذا ما أصبحنا نشهده من ثقة ملكية بالمرأة البحرينية والتي تجسّدت من خلال التعيينات والتكليفات السامية بعدد من المناصب الحيوية، والتي تُعد جزءاً من منظومة تكاملية تجعل مملكة البحرين في صدارة الدول المتقدمة.
لطالما سجلت المرأة البحرينية عبر التاريخ صفحات مشرّفة في بناء مجتمعها، وكانت نموذجاً يُحتذى به رغم محدودية الفرص في الماضي محافظة على عاداتها وتقاليدها، ومربيةً للأجيال، ومساندةً أساسية لاستقرار الأسرة والمجتمع، وظلّ عطاؤها مستمرًا؛ فقد أعطت وبذلت، وجاهدت وناضلت، وربّت وعلّمت وتعلّمت، وتحدّت العقبات، وجربت وخاضت وارتقت وتمكنت، حتى وصلت إلى مواقع القيادة والريادة. واليوم، تشارك المرأة بصوت مسموع وتأثير واضح في بناء الاقتصاد، وصناعة القرار، والتنمية المستدامة، وتثبت حضورها في المجالات الإنسانية، والتقنية، والعسكرية، والثقافية وفي مختلف المجالات حتى انتقلت من المشاركة التقليدية إلى دور ريادي يُسهم بفعالية في صنع القرار.