يعتبر ديسمبر من الأشهر المريحة من الناحية الحرارية، إلا أن بعض التأثيرات الصحية تظهر تبعاً لانخفاض درجات الحرارة، وزيادة الرطوبة النسبية، والتقلبات الجوية المصاحبة للمنخفضات.

وفيما يلي بعض التأثيرات.

أولا : التأثير على الصحة:

1. أمراض الجهاز التنفسي: تزداد احتمالات الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا نتيجة انخفاض درجات الحرارة ليلا من 12°إلى 16°م. كما يزداد نشاط أكبر للفيروسات التنفسية؛ بسبب البرودة النسبية والرطوبة، أضف إلى ذلك، فإن دخول الهواء البارد إلى الشعب الهوائية قد يسبب تهيجاً لمرضى الربو، والفئات الأكثر تأثراً من ذلك هم الأطفال، وكبار السن، ومرضى الحساسية والربو.

2. الحساسية وأمراض الجيوب الأنفية: إن انخفاض درجة الحرارة مع ارتفاع نسبي للرطوبة يتسبب في زيادة احتقان الجيوب الأنفية. كما أن نشاط الرياح الشمالية قد يرفع تركيز الغبار الدقيق في بعض الأيام، وهذا يسبب الربو عند البعض لوصول حبيبات الأغبرة الدقيقة جدا إلى الحويصلات الرئوية.

3. التأثيرات على الجلد: قد يؤدي الطقس الأكثر جفافاً (رغم الرطوبة المتوسطة) إلى جفاف الجلد، وتشقق اليدين، وتهيج البشرة خاصة لمن يعانون الأكزيما.

4. الضباب وانخفاض الرؤية : من المتوقع حدوث الضباب الصباحي الذي يتكرر حدوثه في ديسمبر؛ مما يزيد من مخاطر الحوادث المرورية. كما أن الرطوبة المرتفعة قد تزيد الوعكات الصحية عند المصابين بأمراض القلب والتنفس.

5. التأثير الحراري على الجسم: تسبب برودة الليل إلى انخفاض حرارة الأطراف، خاصة لدى كبار السن. كما أن الإحساس بالبرودة يزداد مع الرياح الشمالية – البرودة الظاهرية (Wind Chill Effect).

ثانيا: التأثير على البيئة:

1. زيادة كفاءة الطاقة في ديسمبر: وهذا يكون نتيجة انخفاض الحرارة؛ مما يعني كفاءة أعلى للمباني حيث يقل الفاقد الحراري. كما أنها فرصة ممتازة لإجراء صيانة لأنظمة التكييف دون أحمال مرتفعة.

2. تأثير الأمطار على البنية التحتية: قد تسبب الأمطار المتفرقة المتوقعة في ديسمبر قد تسبب تبريد التربة والأسطح، مما يقلل الحرارة داخل المباني، ولكن قد تحدث تأثيرات على الطرق مثل تجمعات المياه (المستنقات)، وحوادث انزلاق السيارات، والضغط على شبكات الصرف الصحي.

3. تأثير الطقس على جودة الهواء: تجلب الرياح الشمالية الغربية عادةً هواءً نقياً، ولكن بعض المنخفضات الجوية قد تجلب غباراً خفيفاً؛ مما يؤثر سلبا على مرضى الحساسية.

4. فرصة لتعزيز السلوك البيئي: إن اعتدال الطقس نسبيا يجعل الاعتماد على الكهرباء أقل بكثير مقارنة في الصيف «بمقدار 70% تقريبا» فتقل تكاليف شراء الكهرباء، وهي فرصة للاستفادة من التهوية الطبيعية، وفرصة لزيادة النشاط البدني في الخارج، وهو جو مناسب لتنظيم فعاليات بيئية وتعليمية.

الخلاصة: إن تأثير شهر ديسمبر في البحرين على الصحة قد يتمثل في زيادة أمراض البرد والإنفلونزا، وظهور ضباب ورطوبة صباحية مع تحسن ملحوظ في بيئة الحرارة مقارنة بالصيف. أما التأثير على البيئة فسيكون متمثلا في حدوث انخفاض كبير في استهلاك الكهرباء «أحد أدنى مستويات السنة» مع وزيادة طفيفة في استهلاك السخانات والإضاءة.

* أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة الخليج العربي