دائماً ما يكون الحديث عن الوطن حديثَ حبٍّ يطول، فمكانةُ الوطن أسمى من أن تُختزل في سطور. إنها مملكةُ البحرين الغالية؛ بلدُ الأمن والأمان والسلام، وصاحبةُ المجد والحضارة العريقة، والماضي المشرّف، والواقع المزدهر، والمستقبل الواعد، وأما الحديث عن قيادتنا الرشيدة، فهو حديثُ ولاءٍ متجذّر، وعهدٍ وثيق، ورابطٍ متين، وانتماءٌ يزداد رسوخاً تجاه هذا الوطن الغالي الذي بات جزءاً لا ينفصل عن ملامحنا وهويتنا.
وفي هذا المشهد الوطني الذي يفيض فخراً واعتزازاً، ومع إطلالة أعياد مملكتنا الغالية، يشرفني أن أرفع أصدق التهاني والتبريكات إلى سيدي حضرةِ صاحبِ الجلالةِ الملكِ حمدِ بنِ عيسى آل خليفة، ملكِ البلادِ المعظّم حفظه الله ورعاه، بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية، وعيد الجلوس السادس والعشرين لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وما يصاحبها من مناسبات وطنية. والتهنئةُ موصولةٌ لصاحبِ السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيسِ مجلس الوزراء حفظه الله، وللعائلة المالكة الكريمة، ولكافة أبناء شعب البحرين.
وفي هذا المقام، نستحضر ما شهدته مملكتنا من تحوّل فكري وحضاري خلال العهد الزاهر لجلالة الملك المعظّم والرؤيةِ الملكيةِ السامية التي ترجمتها سلسلةٌ من المبادرات الإصلاحية التي أرست دعائمَ دولةٍ حديثة ومتقدّمة، وقد شكّل المشروعُ الإصلاحي لجلالة الملك مساراً وطنياً راسخاً التقت فيه الحكمة مع القرارات السديدة التي وضعت المواطن في قلب التنمية ومحلّ الرعاية الملكية السامية، وبفضل هذه الرؤية الثاقبة، تعزّزت مكانةُ القانون كمرجعيةٍ عليا، وتقدّمت مختلفُ القطاعات بخطى واثقة نحو آفاقٍ أكثر نضجًا واستدامة، كما حظيت المرأةُ البحرينية بدعمٍ ملكي كريم مكّنها من ترسيخ حضورها ودورها الريادي على المستويَين المحلي والدولي. كذلك حظيت المبادراتُ الشبابيةُ برعايةٍ سامية ودعمٍ كبير عزّز دور الشباب في النهوض بالمجتمع وصناعة مستقبل الوطن.
وعلى هذا النهج المبارك، قاد صاحبُ السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بفكره المستنير مسيرةَ الإصلاح والتطوير، مُترجماً رؤيةَ جلالة الملك إلى واقعٍ ملموس وإنجازاتٍ مشهودة.
وقد انطلقت حزمةٌ من المبادرات والمشاريع التنموية التي عزّزت الاقتصادَ الوطني، وطوّرت البنيةَ التحتية، ومكّنت القطاعَ الخاص، ورفعت مستوى الأداء الحكومي، وأسهمت في الارتقاء بجودة وكفاءة الخدمات الحكومية، ودعمت القيادات الشابة، وشجّعت الابتكار والإبداع.
أما على الصعيد الدولي، فقد رسّخ سموّه مكانةَ مملكة البحرين كدولةٍ فاعلة ومؤثرة، وحاضنةٍ للاستثمار، وشريكٍ أساسي في التعاون الإقليمي والعالمي، بما يعكس ثقة المجتمع الدولي بقيادتنا ويزيد من اعتزازنا بوطننا الغالي.سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، القائد والوالد، ورمز الوطن، وصاحب العزة والمكارم والشهامة؛ يا من تجلّت في قيادتكم الحكمةُ الراسخة والرؤيةُ الثاقبة والقيمُ الأصيلة والعزائمُ التي لا تُحَدّ. نعم، نستلهم من نهجكم المضيء ما يُرسِّخ فينا قيم العزم والإخلاص.
نُجدّد العهد والولاء لجلالتكم ولحكومتنا الموقرة، معاهدين الله، ثم جلالتكم، على مواصلة العمل من أجل رفعة الوطن وازدهاره، سائلين المولى عز وجل أن يديم على مملكتنا الغالية هذه المناسبة الوطنية، وأن يحفظها بنعمة الأمن والأمان، والتقدّم والرفعة. وكل عام، ومملكة البحرين في تقدّم وازدهار.
