النسخة الخامسة من ليالي المحرق نسخة استثنائية وناجحة بكافة المعايير، فمن خلالها تحققت السياحة البينية سواء سياحة داخلية لمواطني ومقيمي مملكة البحرين أو من خلال السياحة الإقليمية من دول مجلس التعاون الخليجي، والتي بالتأكيد حققت الكثير من الأهداف والأهمية من إقامة مهرجان وفعالية كبرى في ليالي المحرق لمدة شهر كامل، منها تعزيز الهوية الثقافية من خلال إبراز التراث الثقافي والتاريخي لمحافظة المحرق أدى إلى زيادة اهتمام السياح للتعرف على الثقافة المحلية وخاصة من الدول الشقيقة مثل السعودية والإمارات وعمان وقطر والكويت، كذلك تنوع الفعاليات من عروض موسيقية شعبية وعصرية تغنوا بالأغاني البحرينية والخليجية القديمة، وتنوع بيوتات العرض لتراث وتاريخ البحرين مثل بيت الجلاهمة وحنين سدرة الذي تميز هذا البيت بالفن المعماري التراثي وإعادة تصميمه الداخلي وتميزه بالمقتنيات التراثية النادرة بالإضافة إلى بيت جمشير الذي تم استعراض فيه مقتنيات الوجيه محمود الساعاتي لذاكرة البحرين لتاريخ الفن والموسيقى كونه أول من أدخل السينما في البحرين، ومن أوائل الشركات التي أدخلوا الأسطوانات الموسيقية بالإضافة إلى عرض أندر الساعات الحائطية وأقدمها، فهذه المقتنيات بالتأكيد تاريخ عظيم ولها دور في صناعة الأفلام والموسيقى في البحرين.
بلا شك، فإن مهرجان ليالي المحرق حقق انتعاشاً اقتصادياً ملحوظاً من خلال تعزيز القوة الشرائية وزيادة الإنفاق، خاصة في قطاعات الأطعمة والتسوق حيث شهدت المطاعم والأسواق المحلية إقبالاً كبيراً من الزوار، مما أدى إلى زيادة الطلب على الأطعمة التقليدية والمعاصرة، هذا النشاط الغذائي لا يساهم فقط في تعزيز تجربة الزوار، بل يساهم أيضاً في دعم أصحاب الأعمال الصغيرة والعائلات المنتجة، بالإضافة إلى ذلك أسهم المهرجان في انتعاش حركة السياحة الجوية والبرية، حيث شهدت الفنادق والمرافق السياحية زيادة في الإشغالات، زاد عدد الزوار القادمين من الخارج، مما جعل من المحرق وجهة مفضلة للمسافرين الذين يبحثون عن تجارب ثقافية أصيلة، نستطيع أن نقول بأن مهرجان ليالي المحرق حقق انتعاشاً اقتصادياً شاملاً، مقدماً فرصة للعاملين في مختلف القطاعات لاستغلال هذه الزيادة في النشاط التجاري، مما يعزز من التنمية المستدامة في المملكة، كما أن مهرجان ليالي المحرق، وعلى مدى شهر واحد حقق التواصل والتفاعل بين الزوار والمقيمين، وساهم في بناء علاقات اجتماعية وثقافية وتجارب سياحية نوعية.
تميز المهرجان هذا العام أيضاً بالتسويق والترويج عنه عبر وسائل الإعلام المتعددة سواء من مؤسسات حكومية أو خاصة، أو من خلال الأفراد وبعض المشاهير، وهذا التسويق المكثف جذب السياحة البينية وعمق الوعي الثقافي لدى العديد من الزوار، فالجهود الوطنية المخلصة من الركائز الأساسية التي تسهم في تعزيز الروح الجماعية وتحقيق الأهداف التنموية في مختلف المجالات، والشكر موصول للمخلصين الذين أسهموا في نجاح ليالي المحرق.