خلال الحملة الانتخابية في السباق الرئاسي الأمريكي، كان كلام الرئيس الحالي المترشح آنذاك دونالد ترامب واضحاً تماماً بشأن إيران وتهديداتها للشرق الأوسط.

قال بصريح العبارة إن «الاتفاق النووي» الذي أبرمه باراك أوباما مع خامنئي إيران، هو أسوأ خطأ ترتكبه أية إدارة أمريكية على الإطلاق، ووصفه بأنه اتفاق «غبي».

واليوم يكشف ترامب كيف أن أوباما «أنقذ» إيران من الانهيار، بالأخص فيما يتعلق باقتصادها، حينما حرر مليارات الدولارات المجمدة منذ عقود، طبعاً بالنظر لكون ثروة إيران «منهوبة» أصلاً من قبل خامنئي ونظام الملالي، وميزانية الجمهورية تذهب في أوجه التسلح، ودعم التنظيمات والميليشيات المعلنة أو الطوابير الخامسة، ويبقى الشعب الإيراني يعاني الفقر.

دونالد ترامب بالأمس وجه رسالة صريحة «انتفضت» لها إيران، حينما قال تعليقاً على تجربة صاروخ إيراني «باليستي» يقول الخبراء إنه بعيد المدى ويمكنه حمل رأس نووي، قال إن «إيران تلعب بالنار، ولم تقدر كم كان الرئيس أوباما لطيفاً معها، أنا لست كذلك».

تصريحات ترامب دقت «الجرس» لدى القيادة الإيرانية، فخرج وزير خارجيتها ليصرح بكلام فيه «توجس» واضح، وفيه مخاوف من أن تبدأ الولايات المتحدة هجوماً متعدد الأوجه على إيران، خاصة في ظل الحديث عن التوجه لفرض عقوبات أمريكية جديدة ضد إيران، حتى في ظل الاستمرار في الاتفاق النووي.

وزير الخارجية الإيراني «الظريف» محمد جواد ظريف قال إن إيران «لا تعبأ بالتهديدات الأمريكية»، لكنه واصل ليقول «لن نبادر بالحرب، لكن يمكننا دوماً الاعتماد على وسائلنا في الدفاع».

كلام بدايته «فبركة»، إذ أي قوة في العالم اليوم لن تعبأ بالولايات المتحدة في ظل وجود القوة العسكرية الأولى بيد الرئيس ترامب الذي لا يمارس الدبلوماسية التي تصل لأعتى درجات «الخبث» مثلما كان يفعل أوباما؟! لكن بقية الكلام فيه من الواقعية الكثير، فإيران لن تبدأ الحرب، وطبعاً لن تبدأ، لكن مجرد بدء شرارتها سيعني نهايتها والإطاحة بخامنئي من على كرسيه، ونهاية كلامه أنهم سيعتمدون مبدأ «الدفاع»، لأنهم أصلاً لا يقوون على أساليب الهجوم، فمن يعمل دائماً في الظلام وعبر عملاء، يظل في موقع الدفاع لا الهجوم.

أوباما كان «غبياً» سياسياً لدرجة أنه «خان» حلفاءه في الشرق الأوسط، وأخذ يلعب بالبيضة والحجر مع دول الخليج العربي، كاذب للنخاع، فهو يقول في جانب بأن إيران تهدد أمن المنطقة، وفي جانب آخر يحرر 150 ملياراً مجمدة في حساباتهم وهو يعلم أنها ستذهب لدعم «حزب الله» و»داعش» وكل عملاء خامنئي حول العالم، ويقدم لهم صلاحية العمل النووي، ويقول في نفس الوقت إنه لن يسمح لهم بذلك!

«شيزوفرينيا» من ظن أنه خليفة مارتن لوثر كينج، جعلته يتشابه مع كينج في لون البشرة فقط، في حين هو «باع» كل ما آمن به كينج، باع أمن المواطن الأمريكي، وباع اقتصاده، وبعثر الأموال الأمريكية في الخارج، ورخص بدماء الجنود الأمريكيين، وحتى في تركه للعراق «غباء»، حيث أهدر سنوات من المليارات والجهود والطاقات العسكرية، ليسلمها في النهاية لقمة سهلة الابتلاع لإيران، في المقابل أطلق عنان مسؤوليه الخبثاء وعلى رأسهم هيلاري ليجربوا لعب «الروليت» في المنطقة العربية وتحت مسمى «الخريف العربي».

عموماً، ترامب الذي يواجه موجات احتجاج ليست بالحجم المهول الذي يحاول أن يصوره الإعلام المنحاز للحزب الديمقراطي، والذي يواجه مناهضة يقف وراءها أوباما نفسه، الرجل الكاذب الذي قال في مشهد «كوميدي» سخيف إن ترامب لن يصبح رئيساً، ورمى الهاتف بحركة استعراضية أمام الإعلاميين قبل عامين، هو نفس الرجل الذي استقبل ترامب في البيت الأبيض ليسلمه السلطة وهو مطأطأ الرأس ويقول «ادعموا ترامب»، ترامب يواجه كل هذا لكنه لا يعبأ، ويمضي ليكشف المزيد من خيانات أوباما لحلفائه، ومزيداً من التحالفات الشاذة مع الشيطان الإيراني.

إن كان من تغيير قادم في المنطقة، فسيكون بإسقاط الولايات المتحدة لخامنئي ونظام الملالي، أوباما ومن سبقوه لم يجرؤوا على ذلك، واكتفوا بكلام «فاضي»، لكن رجل مثل دونالد ترامب يفعلها دون تردد، والمؤشرات الأولى تقول إن إيران باتت ترقص ومسؤوليها قلقاً، وتهتز من «تغريدة قصيرة» يطلقها الرئيس الجديد.