قرارات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب خلال الأسابيع الماضية أثارت جدلاً كبيراً، واستجلبت ردود فعل كثيرة، لو حللنا غالبيتها، سنجدها مبنية إما على الانفعالات أو المبالغات، وبين تلكم الدوافع هناك مؤشرات تدل على وجود «محركات» تتم بفعل فاعل، وليس بالصعوبة معرفة مصادرها، وعلى رأسها الحزب الديمقراطي الخاسر في الانتخابات ومسؤولوه السابقون يتقدمهم باراك أوباما إضافة لوسائل الإعلام والقنوات المحسوبة عليهم.
في نقاش مع عدد من الزملاء ممن رأوا بأننا «نندفع» لدعم ومساندة توجهات ترامب، فقط لأنها تأتي على عكس توجهات نظام أوباما الذي «بهدل» العالم في ثماني سنوات، كان طلبي بأن نبتعد عن الحكم بالعاطفة، وأن نحلل الأمور بواقعية.
الشرارة بدأت مع قرار ترامب بشأن منح التأشيرات ونظام الهجرة، الأمر الذي حاول كثيرون تصويره على أنه «حرب صليبية» هدفها «الإسلام والمسلمون»، وفي هذا التصوير مبالغة كبيرة، فأولاً، كرئيس دولة يحق له فرض وتطبيق القوانين التي تحمي مصالح دولته وشعبه، هذا أمر مفروغ منه. وثانياً، لو جئنا لنرى قائمة الدول التي خضعت لهذه الإجراءات ومنع الدخول لمدة 90 يوماً فقط، سنجد أنها: إيران، العراق، سوريا، ليبيا، الصومال والسودان.
بتحليل بسيط هنا نقول إن الإجراءات لم تشمل كل الدول الإسلامية بل نسبة بسيطة جداً منها، ما ينفي تهمة «معاداة الإسلام»، في المقابل الدول التي حددت هنا إما أنها مسيطرٌ عليها تماماً من قبل إيران، مثل العراق وسوريا، أو فيها خلايا إيرانية تمارس الإرهاب الداخلي مثل اليمن، أو فيها تغلغلات ومد لأذرع إيرانية كالسودان وليبيا والصومال.
بالمختصر المفيد الإجراءات لم تشمل إندونيسيا صاحب العدد الأكبر من المسلمين، ولا السعودية، ولا أية دول أخرى فيها غالبية إسلامية، بالتالي لو كانت العملية ضد الإسلام لشملت كافة الدول. أما بخصوص استقبال اللاجئين من سوريا، فالإجراءات تحدد استقبال 50 ألف لاجئ في عام 2017، ما يعني أن الولايات المتحدة ستظل تستقبل اللاجئين وتؤويهم، وهي أصلاً كدولة غير ملزمة بذلك، والإنصاف يقول: قبل الهجوم على ترامب وأمريكا، كم دولة عربية ومسلمة استقطبت أعداداً مماثلة لما استقطبته أمريكا وكثير من الدول الأوروبية؟! هناك دول عربية وإسلامية لن تجدها تفتح أبوابها لاستقبال أي لاجئ والإنفاق عليه، إذ يكفيها الإنفاق على مواطنيها والاهتمام بهم!
ترامب قالها صراحة «أنا أصلح الأمور حالياً»، في إشارة لإجراءات عديدة قامت بها إدارة أوباما، جعلت الخزينة الأمريكية تنزف تريليونات، خاصة وأن أمريكا باتت تعج بكثير من طالبي الجنسية واللاجئين غير الشرعيين، وتأتي إعاشة هذا الكم على حساب المواطن الأمريكي نفسه. فقط طبقوا نفس المعادلة على بلداننا، فهل نقبل بذلك؟!
المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر قال: «المقصود من قرار الرئيس هو حماية الوطن، وهو لديه السلطة الدستورية ومسؤولية حماية الشعب الأمريكي»، وهو كلام واضح ومباشر. لمن اختلف معي في القراءة، أقول إنه من السهولة أن ننجرف وراء المزايدات العاطفية، وتصوير أن ديننا مستهدف، المسألة أكبر من ذلك، هي مسائل تنظيمية داخلية يحق لكل نظام أن يطبقها لما فيه صالح بلده وشعبه، بالتالي لا تلوموا ترامب، بل لوموا من «لخبط» الداخل الأمريكي، وحرفه عن مساره الصحيح ليحول هذه «اللخبطة» للنظام العالمي الخارجي. وتذكروا أن العلاقات الأمريكية مع إيران مقطوعة منذ عام 1980، ومن أعادها ضمنياً، باتفاق على برنامج إيران النووي ليزيد من قوة تهديداتها للمنطقة؟! أعادها باراك أوباما في «أغبى» قرار لرئيس أمريكي على الإطلاق.
بالتالي كبحريني وخليجي، أيهمني الحفاظ على «إرث» أوباما الذي صنع لي من الجماعات المتطرفة داخل بلادي ناشطين وصورها على أنها «قوى ديمقراطية» بينما هي «مجموعات عبيد لخامنئي» ونظامه الذي يستهدف بلادي، أم يهمني من هو يحارب إيران صراحة، ويحاول تقوية العلاقات مع دول الخليج العربي، ويصحح مسار الدبلوماسية الواضحة والمباشرة معها؟!
يحدثونني على علاقات أمريكا بإسرائيل، طيب وما المشكلة هنا؟! الكيان الصهيوني دائماً كان وسيظل مدعوماً من واشنطن، مهما تغير ساكنو البيت الأبيض، فهل هذا يعني محاربة أي نظام أمريكي يأتي؟! لم نفعلها سابقاً ولن يفعلها أي عاقل في أي دولة، لكن المهم أن يبقى موقفنا ثابتاً من القضية الفلسطينية وحق الشعب الأبي هناك.
أوباما حرر 150 ملياراً إيرانياً من التجميد، وترامب بالأمس فرض عقوبات على إيران بسبب تجربة صاروخ باليستي، لو حملت طهران رأساً نووياً عليه وألقت على الخليج لرأينا كيف يكون الدمار. ترامب قال بالأمس: «تعرضنا للاستغلال من كل دولة في العالم تقريباً. لن يحدث ذلك بعد الآن». وطبعاً المطلع سيعرف كم حجم تريليونات الدولارات التي كانت تقدمها أمريكا كمساعدات لدول عديدة، وكم حجم الملايين التي كانت تذهب لجمعيات ومؤسسات مدنية أغلبها تعمل على دعم الحركات المناهضة للأنظمة وصنع «الفوضى الخلاقة». بالتالي أليس ما يفعله صحيحاً بالنسبة لبلاده وشعبه؟!
الحديث يطول، لكن الخلاصة تقول إن ترامب آخذ في تدمير «الدمار الشامل» نفسه الذي صنعته إدارة أوباما في السنوات الثماني الأخيرة، وهذا الذي يقودنا لفهم ما يحصل، وكيف أن الحزب الخاسر وعناصره وإعلامهم من يعملون ضد «التغيير» و«الخيار الديمقراطي» في بلادهم، وهم من تدخلوا في بلادنا بحجة «دعم الديمقراطية» واحترام «خيارات الناس».
في نقاش مع عدد من الزملاء ممن رأوا بأننا «نندفع» لدعم ومساندة توجهات ترامب، فقط لأنها تأتي على عكس توجهات نظام أوباما الذي «بهدل» العالم في ثماني سنوات، كان طلبي بأن نبتعد عن الحكم بالعاطفة، وأن نحلل الأمور بواقعية.
الشرارة بدأت مع قرار ترامب بشأن منح التأشيرات ونظام الهجرة، الأمر الذي حاول كثيرون تصويره على أنه «حرب صليبية» هدفها «الإسلام والمسلمون»، وفي هذا التصوير مبالغة كبيرة، فأولاً، كرئيس دولة يحق له فرض وتطبيق القوانين التي تحمي مصالح دولته وشعبه، هذا أمر مفروغ منه. وثانياً، لو جئنا لنرى قائمة الدول التي خضعت لهذه الإجراءات ومنع الدخول لمدة 90 يوماً فقط، سنجد أنها: إيران، العراق، سوريا، ليبيا، الصومال والسودان.
بتحليل بسيط هنا نقول إن الإجراءات لم تشمل كل الدول الإسلامية بل نسبة بسيطة جداً منها، ما ينفي تهمة «معاداة الإسلام»، في المقابل الدول التي حددت هنا إما أنها مسيطرٌ عليها تماماً من قبل إيران، مثل العراق وسوريا، أو فيها خلايا إيرانية تمارس الإرهاب الداخلي مثل اليمن، أو فيها تغلغلات ومد لأذرع إيرانية كالسودان وليبيا والصومال.
بالمختصر المفيد الإجراءات لم تشمل إندونيسيا صاحب العدد الأكبر من المسلمين، ولا السعودية، ولا أية دول أخرى فيها غالبية إسلامية، بالتالي لو كانت العملية ضد الإسلام لشملت كافة الدول. أما بخصوص استقبال اللاجئين من سوريا، فالإجراءات تحدد استقبال 50 ألف لاجئ في عام 2017، ما يعني أن الولايات المتحدة ستظل تستقبل اللاجئين وتؤويهم، وهي أصلاً كدولة غير ملزمة بذلك، والإنصاف يقول: قبل الهجوم على ترامب وأمريكا، كم دولة عربية ومسلمة استقطبت أعداداً مماثلة لما استقطبته أمريكا وكثير من الدول الأوروبية؟! هناك دول عربية وإسلامية لن تجدها تفتح أبوابها لاستقبال أي لاجئ والإنفاق عليه، إذ يكفيها الإنفاق على مواطنيها والاهتمام بهم!
ترامب قالها صراحة «أنا أصلح الأمور حالياً»، في إشارة لإجراءات عديدة قامت بها إدارة أوباما، جعلت الخزينة الأمريكية تنزف تريليونات، خاصة وأن أمريكا باتت تعج بكثير من طالبي الجنسية واللاجئين غير الشرعيين، وتأتي إعاشة هذا الكم على حساب المواطن الأمريكي نفسه. فقط طبقوا نفس المعادلة على بلداننا، فهل نقبل بذلك؟!
المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر قال: «المقصود من قرار الرئيس هو حماية الوطن، وهو لديه السلطة الدستورية ومسؤولية حماية الشعب الأمريكي»، وهو كلام واضح ومباشر. لمن اختلف معي في القراءة، أقول إنه من السهولة أن ننجرف وراء المزايدات العاطفية، وتصوير أن ديننا مستهدف، المسألة أكبر من ذلك، هي مسائل تنظيمية داخلية يحق لكل نظام أن يطبقها لما فيه صالح بلده وشعبه، بالتالي لا تلوموا ترامب، بل لوموا من «لخبط» الداخل الأمريكي، وحرفه عن مساره الصحيح ليحول هذه «اللخبطة» للنظام العالمي الخارجي. وتذكروا أن العلاقات الأمريكية مع إيران مقطوعة منذ عام 1980، ومن أعادها ضمنياً، باتفاق على برنامج إيران النووي ليزيد من قوة تهديداتها للمنطقة؟! أعادها باراك أوباما في «أغبى» قرار لرئيس أمريكي على الإطلاق.
بالتالي كبحريني وخليجي، أيهمني الحفاظ على «إرث» أوباما الذي صنع لي من الجماعات المتطرفة داخل بلادي ناشطين وصورها على أنها «قوى ديمقراطية» بينما هي «مجموعات عبيد لخامنئي» ونظامه الذي يستهدف بلادي، أم يهمني من هو يحارب إيران صراحة، ويحاول تقوية العلاقات مع دول الخليج العربي، ويصحح مسار الدبلوماسية الواضحة والمباشرة معها؟!
يحدثونني على علاقات أمريكا بإسرائيل، طيب وما المشكلة هنا؟! الكيان الصهيوني دائماً كان وسيظل مدعوماً من واشنطن، مهما تغير ساكنو البيت الأبيض، فهل هذا يعني محاربة أي نظام أمريكي يأتي؟! لم نفعلها سابقاً ولن يفعلها أي عاقل في أي دولة، لكن المهم أن يبقى موقفنا ثابتاً من القضية الفلسطينية وحق الشعب الأبي هناك.
أوباما حرر 150 ملياراً إيرانياً من التجميد، وترامب بالأمس فرض عقوبات على إيران بسبب تجربة صاروخ باليستي، لو حملت طهران رأساً نووياً عليه وألقت على الخليج لرأينا كيف يكون الدمار. ترامب قال بالأمس: «تعرضنا للاستغلال من كل دولة في العالم تقريباً. لن يحدث ذلك بعد الآن». وطبعاً المطلع سيعرف كم حجم تريليونات الدولارات التي كانت تقدمها أمريكا كمساعدات لدول عديدة، وكم حجم الملايين التي كانت تذهب لجمعيات ومؤسسات مدنية أغلبها تعمل على دعم الحركات المناهضة للأنظمة وصنع «الفوضى الخلاقة». بالتالي أليس ما يفعله صحيحاً بالنسبة لبلاده وشعبه؟!
الحديث يطول، لكن الخلاصة تقول إن ترامب آخذ في تدمير «الدمار الشامل» نفسه الذي صنعته إدارة أوباما في السنوات الثماني الأخيرة، وهذا الذي يقودنا لفهم ما يحصل، وكيف أن الحزب الخاسر وعناصره وإعلامهم من يعملون ضد «التغيير» و«الخيار الديمقراطي» في بلادهم، وهم من تدخلوا في بلادنا بحجة «دعم الديمقراطية» واحترام «خيارات الناس».