هذه المرة جاء التحريض من «آية الله حسين نوري همداني» الذي دعا «علماء البحرين» إلى أن يلبسوا الأكفان وقال «لو لبسوا الأكفان وضحوا بأنفسهم في هذا الطريق لرأينا نتائج جيدة قطعاً.. ولكن للأسف شعب البحرين وعلماؤه تراجعوا في كثير من المواضع». همداني قال لجمع من «العلماء البحرينيين» الذين استقبلهم في مجلسه في طهران الأسبوع الماضي ما معناه أن البرنامج الذي يسيرون عليه حالياً لن يكون له تأثير من دون تقديم «دم»، وقال أيضاً «(....) يزداد قوة بسبب ضعفنا».
المشهد السابق يتضمن مجموعة من العناصر، أولها قيام مجموعة من «علماء البحرين» «المقيمين في إيران طبعاً» بزيارة همداني في منزله لإطلاعه على الأحوال في البحرين وطلب مشورته ودعمه، والثاني هو التحريض غير المحدود الذي يقوم به همداني مع ضيوفه الذين من الواضح أنهم تمكنوا من شحنه جيداً، والثالث حرصه على الاستفادة من الزيارة لممارسة فعل التحريض، أما الرابع والأهم فهو أنه وصف الحكم في البحرين بوصف غير لائق، وتحدث بصيغة أنه وإيران جزء من المجموعة التي طالبها بلبس الأكفان وتقديم المزيد من الدماء. ومع هذا يأتي من يقول بأنه «لا علاقة لإيران بما يجري في البحرين ولا علاقة لمن يقوم بعمليات التخريب في البحرين بإيران»، وتأتي إيران لتقول إنها «لا تتدخل في شؤون جيرانها وإنها تتمنى لهم الخير، وإنها لهم من الناصحين»!
ما قاله همداني لمن لجؤوا إليه لطلب «الفزعة» كان واضحاً وملخصه إن كنتم تريدون أن تنتصروا فليس أمامكم سوى مواصلة السير في هذا الطريق مهما كلفكم وأياً كان عدد الضحايا. ورغم أن «العلماء» لن يأخذوا بالجزئية المتعلقة بلبسهم الأكفان والتضحية بأنفسهم إلا أنهم سيأخذون بالجزئيات الأخرى وسيقومون بدور المكمل للتحريض الذي انطلق من مجلس همداني.
زيارة همداني في مجلسه وممارسته عملية التحريض كشفا عن أمر مهم، هو وجود علاقة غير عادية بين إيران وما جرى في البحرين منذ الرابع عشر من فبراير عام 2011، وكشفا أيضاً عن أن ما جرى في ذلك التاريخ لم يكن «هبة شعبية» وإنما كان تحركاً من قبل فئة يقودها «علماء الدين» المسنودون من إيران، كما كشفا جانباً من حالة القلق التي صارت فيها إيران بعد التقدم الذي أحرزه الحكم هنا والذي يؤكد سيطرته على الأوضاع واقترابه من وضع النقطة في نهاية السطر.
التحرك الذي يقوم به «علماء الدين البحرينيون» في إيران، والعراق ولبنان أيضاً يهدم كل ما يحاول أن يبنيه الآخرون ويقلل من قيمة كل بيان يصدر عن كل جهة ذات علاقة، فالبيان الذي أصدرته أخيراً جمعيات سياسية مثلاً وحذرت من خلاله من اتساع دائرة العنف في البلاد ودعت الحكومة إلى اتخاذ خطوات معينة تم وأده في الحال بخبر تلك الزيارة إلى همداني الذي بدل أن يدعو إلى التهدئة وإلى العمل على الابتعاد عن كل ما يؤدي إلى إسالة الدماء ويزيد من أعمال الفوضى دعا إلى لبس الأكفان والموت من أجل لا شيء.
هذا يعني أن مسؤولية الأطراف الأخرى وخصوصاً الجمعيات السياسية صارت كبيرة لأن ما يقوم به «علماء الدين» في الخارج، وفي الداخل أيضاً، يهدم كل بناء يقومون به وكل محاولة يبذلونها لرأب الصدع، وفي وضع كهذا لا يمكن مطالبة الحكومة بالتهدئة أو بتغيير طريقة تعاطيها مع ما يجري من أحداث، إذ كيف لها أن تهدئ وهي ترى المستجيبين لدعوات همداني وأمثاله يعتبرون ما يقومون به بطولة وطريقاً إلى نيل الشهادة، ويعتبرون «علماء الدين» الذين طلبوا العون من طهران واعتبروها إماماً وقائداً نبراساً؟
{{ article.visit_count }}
المشهد السابق يتضمن مجموعة من العناصر، أولها قيام مجموعة من «علماء البحرين» «المقيمين في إيران طبعاً» بزيارة همداني في منزله لإطلاعه على الأحوال في البحرين وطلب مشورته ودعمه، والثاني هو التحريض غير المحدود الذي يقوم به همداني مع ضيوفه الذين من الواضح أنهم تمكنوا من شحنه جيداً، والثالث حرصه على الاستفادة من الزيارة لممارسة فعل التحريض، أما الرابع والأهم فهو أنه وصف الحكم في البحرين بوصف غير لائق، وتحدث بصيغة أنه وإيران جزء من المجموعة التي طالبها بلبس الأكفان وتقديم المزيد من الدماء. ومع هذا يأتي من يقول بأنه «لا علاقة لإيران بما يجري في البحرين ولا علاقة لمن يقوم بعمليات التخريب في البحرين بإيران»، وتأتي إيران لتقول إنها «لا تتدخل في شؤون جيرانها وإنها تتمنى لهم الخير، وإنها لهم من الناصحين»!
ما قاله همداني لمن لجؤوا إليه لطلب «الفزعة» كان واضحاً وملخصه إن كنتم تريدون أن تنتصروا فليس أمامكم سوى مواصلة السير في هذا الطريق مهما كلفكم وأياً كان عدد الضحايا. ورغم أن «العلماء» لن يأخذوا بالجزئية المتعلقة بلبسهم الأكفان والتضحية بأنفسهم إلا أنهم سيأخذون بالجزئيات الأخرى وسيقومون بدور المكمل للتحريض الذي انطلق من مجلس همداني.
زيارة همداني في مجلسه وممارسته عملية التحريض كشفا عن أمر مهم، هو وجود علاقة غير عادية بين إيران وما جرى في البحرين منذ الرابع عشر من فبراير عام 2011، وكشفا أيضاً عن أن ما جرى في ذلك التاريخ لم يكن «هبة شعبية» وإنما كان تحركاً من قبل فئة يقودها «علماء الدين» المسنودون من إيران، كما كشفا جانباً من حالة القلق التي صارت فيها إيران بعد التقدم الذي أحرزه الحكم هنا والذي يؤكد سيطرته على الأوضاع واقترابه من وضع النقطة في نهاية السطر.
التحرك الذي يقوم به «علماء الدين البحرينيون» في إيران، والعراق ولبنان أيضاً يهدم كل ما يحاول أن يبنيه الآخرون ويقلل من قيمة كل بيان يصدر عن كل جهة ذات علاقة، فالبيان الذي أصدرته أخيراً جمعيات سياسية مثلاً وحذرت من خلاله من اتساع دائرة العنف في البلاد ودعت الحكومة إلى اتخاذ خطوات معينة تم وأده في الحال بخبر تلك الزيارة إلى همداني الذي بدل أن يدعو إلى التهدئة وإلى العمل على الابتعاد عن كل ما يؤدي إلى إسالة الدماء ويزيد من أعمال الفوضى دعا إلى لبس الأكفان والموت من أجل لا شيء.
هذا يعني أن مسؤولية الأطراف الأخرى وخصوصاً الجمعيات السياسية صارت كبيرة لأن ما يقوم به «علماء الدين» في الخارج، وفي الداخل أيضاً، يهدم كل بناء يقومون به وكل محاولة يبذلونها لرأب الصدع، وفي وضع كهذا لا يمكن مطالبة الحكومة بالتهدئة أو بتغيير طريقة تعاطيها مع ما يجري من أحداث، إذ كيف لها أن تهدئ وهي ترى المستجيبين لدعوات همداني وأمثاله يعتبرون ما يقومون به بطولة وطريقاً إلى نيل الشهادة، ويعتبرون «علماء الدين» الذين طلبوا العون من طهران واعتبروها إماماً وقائداً نبراساً؟