من الأمثال الشعبية الخليجية الشهيرة «إبليس ما يكسر مواعينه»، وهو يعني أن إبليس من الذكاء والحذر بحيث لا يتيح الفرصة لضحيته الإفلات منه كي يرسله في نهاية المطاف إلى حيث يريد، ويعني أيضاً أنه لا يفرط في أدواته التي يستخدمها لتحقيق هذه الغاية. مهمة إبليس تتلخص في الإغواء وهي تتحقق باستخدام أدوات معينة، إن تكسرت صعب عليه القيام بعمله. هذا المثل يبرز اليوم مع التهديدات الأمريكية لإيران والتي تجعل غير العارف بواقع الحال والعلاقة الحقيقية بين أمريكا وإيران يعتقد أن أمريكا ستزيل إيران من على وجه الأرض كي يعيش الجميع، وخصوصاً دول التعاون، في أمان وراحة بال.
هذا للأسف غير صحيح، فإيران أداة من أدوات أمريكا، وهي المخلب الذي تهدد به وتبتز كل دول المنطقة، فإذا انتهت إيران أو تم ترويضها فبأي شيء يمكن لأمريكا أن تحصل على كل ما تريده من هذه الدول؟ ليس بالضرورة ما يجري حالياً من تطورات وما توجهه أمريكا من تهديدات لإيران تمثيلية، فقد يكون كل ذلك حقيقياً، بل من غير المستبعد أن توجه أمريكا ضربة لإيران تؤثر على نشاطها، لكن الأكيد هو أنها لن تبالغ في الأمر، فمن دون إيران وحماقات إيران لا تتمكن أمريكا من بيع ما تشاء من أسلحة لدول المنطقة، فعندما ينتهي مصدر الخطر، وهو إيران، فما الداعي لشراء الأسلحة؟
إيران تعمل بجد على تطوير منظومة صاروخية، بها وبغيرها من أسلحة وأنشطة تستطيع أن تهدد جيرانها وتبتزهم، ومن مصلحة أمريكا وغيرها من الدول الكبرى التي لها مصالح في المنطقة أن تواصل إيران في أسلوبها وعملها. لهذا، فإنه من غير المنطقي أن تعمل على إضعاف إيران إلى الحد الذي لا تستطيع أن تلعب فيه هذا الدور لأن في هذا خسارة كبيرة لأمريكا ولكل دولة تسعى إلى بيع الأسلحة والسيطرة على المنطقة.
نحن إذن إزاء لعبة دولية كبيرة وخطيرة ملخصها أن أمريكا والدول التي لها مصالح في المنطقة تعتبر إيران أداة من أدواتها فلا تفرط فيها وتحرص على أن تظل قوية وقادرة على التهديد، لذا فإن من يعتقد أن إيران ستتوقف عن إنتاج وتطوير الصواريخ بكل أنواعها مخطئ، فإيران لن تتوقف عن هذا الأمر، لا لأنها لا تريد أن تتوقف ولكن لأن أمريكا وغيرها من الدول التي لها مصالح في المنطقة لا تريد لها أن تتوقف عنه وأن تظل قادرة على تهديد جيرانها وكل دول المنطقة.
هذا منطق لم يتوفر حتى الآن ما يضعفه، أي أنه هو الواقع وإن أنكرت أمريكا ومن معها من دول تشاركها الغاية نفسها ذلك، وهو الواقع وإن أنكرته إيران أيضاً، فإيران تعلم جيداً أن أمريكا لا يمكن أن تفرط فيها وتبيعها، فهي من مواعينها! بناء على هذا فإن من يقول إن ترامب سيلغي الاتفاق النووي وإن خامنئي سيمزقه مخطئ إلى حد كبير، ومع هذا فإن حصول هذا الأمر لا يعني أبداً أن أمريكا لن تستفيد من إيران، فمن دونها لا تستطيع أن تنفذ الكثير من خططها وتحقق الكثير من مراميها.
متوقع طبعاً أن تزداد تهديدات أمريكا لإيران، ومتوقع أيضاً ردود فعل قوية من إيران على تصريحات ترامب وغيره من المسؤولين الأمريكيين مثل منع إيران مصارعين أمريكيين للمشاركة في بطولة رياضية بطهران رداً على منع ترامب الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة، بل متوقع حصول توتر أكبر يستدعي تصريحات ومواقف أقوى وأقسى، لكن كل هذا لن يؤثر على العلاقة الحقيقية بين أمريكا وماعونها!
هذا للأسف غير صحيح، فإيران أداة من أدوات أمريكا، وهي المخلب الذي تهدد به وتبتز كل دول المنطقة، فإذا انتهت إيران أو تم ترويضها فبأي شيء يمكن لأمريكا أن تحصل على كل ما تريده من هذه الدول؟ ليس بالضرورة ما يجري حالياً من تطورات وما توجهه أمريكا من تهديدات لإيران تمثيلية، فقد يكون كل ذلك حقيقياً، بل من غير المستبعد أن توجه أمريكا ضربة لإيران تؤثر على نشاطها، لكن الأكيد هو أنها لن تبالغ في الأمر، فمن دون إيران وحماقات إيران لا تتمكن أمريكا من بيع ما تشاء من أسلحة لدول المنطقة، فعندما ينتهي مصدر الخطر، وهو إيران، فما الداعي لشراء الأسلحة؟
إيران تعمل بجد على تطوير منظومة صاروخية، بها وبغيرها من أسلحة وأنشطة تستطيع أن تهدد جيرانها وتبتزهم، ومن مصلحة أمريكا وغيرها من الدول الكبرى التي لها مصالح في المنطقة أن تواصل إيران في أسلوبها وعملها. لهذا، فإنه من غير المنطقي أن تعمل على إضعاف إيران إلى الحد الذي لا تستطيع أن تلعب فيه هذا الدور لأن في هذا خسارة كبيرة لأمريكا ولكل دولة تسعى إلى بيع الأسلحة والسيطرة على المنطقة.
نحن إذن إزاء لعبة دولية كبيرة وخطيرة ملخصها أن أمريكا والدول التي لها مصالح في المنطقة تعتبر إيران أداة من أدواتها فلا تفرط فيها وتحرص على أن تظل قوية وقادرة على التهديد، لذا فإن من يعتقد أن إيران ستتوقف عن إنتاج وتطوير الصواريخ بكل أنواعها مخطئ، فإيران لن تتوقف عن هذا الأمر، لا لأنها لا تريد أن تتوقف ولكن لأن أمريكا وغيرها من الدول التي لها مصالح في المنطقة لا تريد لها أن تتوقف عنه وأن تظل قادرة على تهديد جيرانها وكل دول المنطقة.
هذا منطق لم يتوفر حتى الآن ما يضعفه، أي أنه هو الواقع وإن أنكرت أمريكا ومن معها من دول تشاركها الغاية نفسها ذلك، وهو الواقع وإن أنكرته إيران أيضاً، فإيران تعلم جيداً أن أمريكا لا يمكن أن تفرط فيها وتبيعها، فهي من مواعينها! بناء على هذا فإن من يقول إن ترامب سيلغي الاتفاق النووي وإن خامنئي سيمزقه مخطئ إلى حد كبير، ومع هذا فإن حصول هذا الأمر لا يعني أبداً أن أمريكا لن تستفيد من إيران، فمن دونها لا تستطيع أن تنفذ الكثير من خططها وتحقق الكثير من مراميها.
متوقع طبعاً أن تزداد تهديدات أمريكا لإيران، ومتوقع أيضاً ردود فعل قوية من إيران على تصريحات ترامب وغيره من المسؤولين الأمريكيين مثل منع إيران مصارعين أمريكيين للمشاركة في بطولة رياضية بطهران رداً على منع ترامب الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة، بل متوقع حصول توتر أكبر يستدعي تصريحات ومواقف أقوى وأقسى، لكن كل هذا لن يؤثر على العلاقة الحقيقية بين أمريكا وماعونها!