أنت طبيب أم تاجر؟ هذا سؤال يجب أن يطرحه كل طبيب على نفسه، هل أمارس الطب كعمل إنساني ام فقط لكسب المال؟ وتكمن القضية في أن الطب مهنة إنسانية ولكن في نفس الوقت مهنة مربحة مادياً ويمكن أن تتحول لتجارة بسهولة، وهنا يكون الطبيب في مفترق طرق، حيث يقاوم إغراءات المكاسب المادية لينتصر لقيمه ومهنته الإنسانية.
لعمري إنه موقف يفتن فيه الرجال، فالرجال يفتنون بالذهب، هكذا قال الأولون، وزاد حجم المشكلة انتشار المستشفيات والعيادات الخاصة، حيث بدأ العديد من الأطباء ينسى دوره الإنساني في زحمة الصراع لنجاح مشروعه التجاري الخاص، سواء كان مستشفى خاصاً أو عيادة خاصة.
أذكر يوماً اني سألت مجموعة من طلبة كلية الطب، لماذا اخترتم هذا الاختصاص؟ اختلفت الإجابة بين الرغبة في الحصول على القيمة الاجتماعية وما يتبعها من مكاسب من وراء وظيفة الطبيب وبين الرغبة في إرضاء الأهل وبين الرغبة في الحصول على مكاسب مادية؟ والقلة كانت إجاباتهم أنهم يدرسون الطب إيماناً بالمهنة أو على الأقل لمواجهة تحدي مرض تسبب في اختطاف أحد أحبابه، فهو يريد أن يبتكر علاجاً ينتصر فيه على هذا المرض، عجبي، فغالبيتهم يطمحون إلى الكسب الاجتماعي أو المادي من وراء هذه المهنة، فيا اسفى على مجتمع تندر فيه ملائكة الرحمة، وهنا نستنجد بالقائمين على الجامعات والكليات الطبية والمسؤولين عن تخريج أطباء المستقبل، أطباء يؤمنون بالجانب الإنساني للطب، فيعززون رسالة إنسانية في عملهم، عليهم تدريس أخلاقيات المهنة والقيم التي يجب أن يلتزم بها الطبيب، وكم أتمنى أن يُلزم الطبيب بتقديم خدمات إنسانية تطوعية.
كما يجب على معلمي أطباء المستقبل أن يعززوا لدى الأطباء القيم الإنسانية ورفع الدافعية لديهم لإنقاذ المرضى من المرض ولحمايتهم من الإصابة بالأمراض، فلا يتخرج الطبيب إلا ولديه قضية يؤمن بها ويبذل وقته وعلمه لتحقيقها، فطبيب بلا إيمان ولا قضية كمصلح الأجهزة، فعليهم رفع الإحساس بالمسؤولية لدى الطبيب تجاه مرضاه، وأن يحمل همهم، ويتعامل معهم كإنسان متكامل يجسد إحساس أوضاع اجتماعية وظروف وهموم بل وحتى علاقات إنسانية بأهله وأقاربه، فالإنسان منظومة متكاملة يرتبط بعضها البعض وليس مجرد جسد يصلحه ليصبح الطبيب أشبه بمصلح السيارات والأجهزة، وينسى أن الجسد الذي يعالجه به روح أنه إنسان له احترامه وإحساسه بل ان جسده له قيمة واحترام حتى ولو خرجت منه روحه.
فمهنة الطب تمتاز عن باقي المهن الاخرى باكتسابها صفة الإنسانية، وقد اكتسبت صفتها هذه من خلال الخدمة الجليلة التي يقدمها الطبيب للمرضى، ففي السابق كان الأطباء والممرضات يسمون ملائكة الرحمة وربما إلى الآن، لكن ما نراه ونسمع عنه من معاملة بعض الأطباء الجافة للمرضى والمغالاة في أسعار تقديم هذه الخدمة ينفي وينكر عليهم هذا المسمى تماماً.
أخشى يوماً لا يكون العلاج فيه من حق الفقير، إذا لم يجد أموالاً يدفعها للطبيب، أخشى يوماً أن يربط الطبيب مستوى العلاج والخدمة الطبية بقيمة ما يدفعه المريض من مبالغ، اخشى اليوم الذي يرى فيه الطبيب المريض يموت ولا يقدم له العلاج، لأنه لا يملك ما يدفعه له، فلا رحمة في قلب ذلك الطبيب، أخشى اليوم الذي ينسى فيه الطبيب ما أقسم به يوم تخرجه فيحنث بقسمه، مقابل همه الأول وهو كسب المال.
أجراس أقرعها لأبناء قومي لمشكلة بدأت تظهر في المجتمع وأجد الحل بأن تكون المستشفيات والعيادات غير ربحية، وبان تتكفل الجهات الخيرية مثل الأوقاف أو غيرها من الجمعيات التعاونية أوغيرها من الجمعيات الخيرية لتنشيء مستشفيات غير ربحية، فالطب ليس تجارة، فلا تجرد المهنة من مضمونها، ويا أطباءنا الأعزاء، اجعلوا هذه المهنة في خدمة الإنسان والمجتمع، ولا تجعلوها مهنة للمرابحة والاستغلال، فالمجتمع ينظر إلى هذه المهنة على أنها ارقى وامثل المهن في المجتمع، فلماذا لا تجعلوها مثالية في كل شيء؟ انتم تحملون هذه الأمانة الإنسانية العظيمة «علاج المريض»، هذه الأمانة التي تعد من أسمى القيم الإنسانية.
ودمت أبناء قومي بصحة وعافية.
لعمري إنه موقف يفتن فيه الرجال، فالرجال يفتنون بالذهب، هكذا قال الأولون، وزاد حجم المشكلة انتشار المستشفيات والعيادات الخاصة، حيث بدأ العديد من الأطباء ينسى دوره الإنساني في زحمة الصراع لنجاح مشروعه التجاري الخاص، سواء كان مستشفى خاصاً أو عيادة خاصة.
أذكر يوماً اني سألت مجموعة من طلبة كلية الطب، لماذا اخترتم هذا الاختصاص؟ اختلفت الإجابة بين الرغبة في الحصول على القيمة الاجتماعية وما يتبعها من مكاسب من وراء وظيفة الطبيب وبين الرغبة في إرضاء الأهل وبين الرغبة في الحصول على مكاسب مادية؟ والقلة كانت إجاباتهم أنهم يدرسون الطب إيماناً بالمهنة أو على الأقل لمواجهة تحدي مرض تسبب في اختطاف أحد أحبابه، فهو يريد أن يبتكر علاجاً ينتصر فيه على هذا المرض، عجبي، فغالبيتهم يطمحون إلى الكسب الاجتماعي أو المادي من وراء هذه المهنة، فيا اسفى على مجتمع تندر فيه ملائكة الرحمة، وهنا نستنجد بالقائمين على الجامعات والكليات الطبية والمسؤولين عن تخريج أطباء المستقبل، أطباء يؤمنون بالجانب الإنساني للطب، فيعززون رسالة إنسانية في عملهم، عليهم تدريس أخلاقيات المهنة والقيم التي يجب أن يلتزم بها الطبيب، وكم أتمنى أن يُلزم الطبيب بتقديم خدمات إنسانية تطوعية.
كما يجب على معلمي أطباء المستقبل أن يعززوا لدى الأطباء القيم الإنسانية ورفع الدافعية لديهم لإنقاذ المرضى من المرض ولحمايتهم من الإصابة بالأمراض، فلا يتخرج الطبيب إلا ولديه قضية يؤمن بها ويبذل وقته وعلمه لتحقيقها، فطبيب بلا إيمان ولا قضية كمصلح الأجهزة، فعليهم رفع الإحساس بالمسؤولية لدى الطبيب تجاه مرضاه، وأن يحمل همهم، ويتعامل معهم كإنسان متكامل يجسد إحساس أوضاع اجتماعية وظروف وهموم بل وحتى علاقات إنسانية بأهله وأقاربه، فالإنسان منظومة متكاملة يرتبط بعضها البعض وليس مجرد جسد يصلحه ليصبح الطبيب أشبه بمصلح السيارات والأجهزة، وينسى أن الجسد الذي يعالجه به روح أنه إنسان له احترامه وإحساسه بل ان جسده له قيمة واحترام حتى ولو خرجت منه روحه.
فمهنة الطب تمتاز عن باقي المهن الاخرى باكتسابها صفة الإنسانية، وقد اكتسبت صفتها هذه من خلال الخدمة الجليلة التي يقدمها الطبيب للمرضى، ففي السابق كان الأطباء والممرضات يسمون ملائكة الرحمة وربما إلى الآن، لكن ما نراه ونسمع عنه من معاملة بعض الأطباء الجافة للمرضى والمغالاة في أسعار تقديم هذه الخدمة ينفي وينكر عليهم هذا المسمى تماماً.
أخشى يوماً لا يكون العلاج فيه من حق الفقير، إذا لم يجد أموالاً يدفعها للطبيب، أخشى يوماً أن يربط الطبيب مستوى العلاج والخدمة الطبية بقيمة ما يدفعه المريض من مبالغ، اخشى اليوم الذي يرى فيه الطبيب المريض يموت ولا يقدم له العلاج، لأنه لا يملك ما يدفعه له، فلا رحمة في قلب ذلك الطبيب، أخشى اليوم الذي ينسى فيه الطبيب ما أقسم به يوم تخرجه فيحنث بقسمه، مقابل همه الأول وهو كسب المال.
أجراس أقرعها لأبناء قومي لمشكلة بدأت تظهر في المجتمع وأجد الحل بأن تكون المستشفيات والعيادات غير ربحية، وبان تتكفل الجهات الخيرية مثل الأوقاف أو غيرها من الجمعيات التعاونية أوغيرها من الجمعيات الخيرية لتنشيء مستشفيات غير ربحية، فالطب ليس تجارة، فلا تجرد المهنة من مضمونها، ويا أطباءنا الأعزاء، اجعلوا هذه المهنة في خدمة الإنسان والمجتمع، ولا تجعلوها مهنة للمرابحة والاستغلال، فالمجتمع ينظر إلى هذه المهنة على أنها ارقى وامثل المهن في المجتمع، فلماذا لا تجعلوها مثالية في كل شيء؟ انتم تحملون هذه الأمانة الإنسانية العظيمة «علاج المريض»، هذه الأمانة التي تعد من أسمى القيم الإنسانية.
ودمت أبناء قومي بصحة وعافية.