«استئناف الحضارة»، كانت هي إحدى محطات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في جلسة سموه الحوارية، التي عقدت ضمن القمة العالمية للحكومات التي تقام في نسختها الخامسة. أعرب خلالها الشيخ محمد بن راشد عن تفاؤل سموه بمستقبل المنطقة، قائلاً «إننا اليوم نتحدث عن استئناف الحضارة وهو أمر يحتاج تعاوناً من الجميع»، مضيفاً سموه «لا بد من وجود الأمل فهذه المنطقة هي مهد الحضارة الإنسانية وأنا متفائل، فالإنسان هو الذي يصنع الحضارات والاقتصاد والمال، وإذا نجح الإنسان العربي والمسلم في بناء حضارة في الماضي فهو قادر من جديد على استئنافها». وأكد سموه باعتزاز أن «لدى الإمارات مشروع للوصول إلى المريخ، وهذا المشروع يدار بالكامل من قبل مواطنين إماراتيين من شباب بلادنا أعمارهم في العشرينات ومن يشكك بنا ندعوه لزيارة هؤلاء الشباب».
سأكتفي بهذا القدر من الاقتباس، حيث يصعب الاقتباس من كلام قائد عظيم مثل الشيخ محمد بن راشد، فكلامه كله «درر»، وسأكرر سؤال سموه الذي طرحه على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، «هل هناك فرصة حقيقية لاستئناف الحضارة في عالمنا العربي، ما هي الوصفة للعودة لطريق التنمية؟ هل نحن قادرون على إعادة صياغة مستقبل منطقتنا؟».
وهنا سأقف عند موقف حدث لي أثناء دراستي في مرحلة الماجستير، حيث كنا نتحدث مع الأستاذ حول العالم القدير د.أحمد زويل رحمه الله وحصوله على جائزة نوبل في مجال الكيمياء، حيث قال بصوت يغلب عليه الأسى، لو لم يغادر أحمد زويل العالم العربي لكان أصبح «.........» بدل «عالم»!!
وفي موقف آخر حدث لي في إحدى الدول الأوروبية، حيث كنت برفقة عدد من الأصدقاء وكان أحدهم «طبيباً»، وبالصدفة شاهدنا سائحاً أمريكياً لديه إصابة في ساقه نتيجة لحادث عرضي، فعرض عليه زميلنا «الطبيب» تضميد جرحه، قائلاً له إنه يعمل «طبيباً»، فاستغرب الأمريكي وقال «أتدرسون الطب؟ ظننت أنكم لا تملكون إلا علوماً أدبية، وإنكم لا تفقهون شيئاً في العلوم الأخرى»!!
لا يهمني ما يعتقده الآخرون عن عالمنا العربي وعن حضارتنا العربية والإسلامية، ولكن الحقيقة مؤلمة، فبالرغم من البيئة الخصبة التي تعيشها معظم دولنا العربية لا سيما الخليجية، إلا أننا «متأخرون»، قد يكون لدينا علماء بعدد أصابع اليد، قد يكون لدينا إنجازات ومنجزين، ولكننا بعيدون كل البعد عن اللحاق بالركب على جميع المستويات.
فأين الخلل؟ أمن المستحيل أن يكون لدينا ابن خلدون جديد، أو من الصعب أن يكون لدينا الخوارزمي، أمن الغريب أن تكون لدينا قائمة بالعلماء والمكتشفين العرب كما كان إبان الحضارة الإسلامية؟
أين الخلل؟! جميع الأمور مواتية، كل الصعاب مذللة، فأين الخلل؟!
أتفق مع سمو الشيخ محمد بن راشد، حين قال «العالم العربي لديه الإمكانات المطلوبة كافة.. الإمكانات البشرية المؤهلة والمتعلمة والأموال.. يمتلك الأراضي الخصبة والموارد.. والإرادة ولا تنقصه إلا الإدارة». وأنا سأضيف تنقصه الإدارة، والإرادة!!
استنهاض الهمم هو أهم وسائل تحقيق استئناف الحضارات. قامت الحضارة الإسلامية على العديد من العوامل التي جعلت من الحضارة الإسلامية نبراساً للعلوم، كان للعلماء آنذاك قدر كبير، ويحصل المؤلفون والكتاب على أوزان كتبهم ذهباً، كانت هناك منافسة حقيقية من أجل رفعة راية الإسلام، وإيصال الحضارة الإسلامية إلى كل العالم.
إذا كنا بالفعل نأمل في استئناف حضارتنا، فلنبدأ بتحليل أسباب نجاح الحضارة الإسلامية، ونقيم وضعنا الحالي، ثم نقف على ردم الفجوة لعلنا بذلك نستطيع أن نعيد إحياء حضارتنا المهددة بالانقراض.
{{ article.visit_count }}
سأكتفي بهذا القدر من الاقتباس، حيث يصعب الاقتباس من كلام قائد عظيم مثل الشيخ محمد بن راشد، فكلامه كله «درر»، وسأكرر سؤال سموه الذي طرحه على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، «هل هناك فرصة حقيقية لاستئناف الحضارة في عالمنا العربي، ما هي الوصفة للعودة لطريق التنمية؟ هل نحن قادرون على إعادة صياغة مستقبل منطقتنا؟».
وهنا سأقف عند موقف حدث لي أثناء دراستي في مرحلة الماجستير، حيث كنا نتحدث مع الأستاذ حول العالم القدير د.أحمد زويل رحمه الله وحصوله على جائزة نوبل في مجال الكيمياء، حيث قال بصوت يغلب عليه الأسى، لو لم يغادر أحمد زويل العالم العربي لكان أصبح «.........» بدل «عالم»!!
وفي موقف آخر حدث لي في إحدى الدول الأوروبية، حيث كنت برفقة عدد من الأصدقاء وكان أحدهم «طبيباً»، وبالصدفة شاهدنا سائحاً أمريكياً لديه إصابة في ساقه نتيجة لحادث عرضي، فعرض عليه زميلنا «الطبيب» تضميد جرحه، قائلاً له إنه يعمل «طبيباً»، فاستغرب الأمريكي وقال «أتدرسون الطب؟ ظننت أنكم لا تملكون إلا علوماً أدبية، وإنكم لا تفقهون شيئاً في العلوم الأخرى»!!
لا يهمني ما يعتقده الآخرون عن عالمنا العربي وعن حضارتنا العربية والإسلامية، ولكن الحقيقة مؤلمة، فبالرغم من البيئة الخصبة التي تعيشها معظم دولنا العربية لا سيما الخليجية، إلا أننا «متأخرون»، قد يكون لدينا علماء بعدد أصابع اليد، قد يكون لدينا إنجازات ومنجزين، ولكننا بعيدون كل البعد عن اللحاق بالركب على جميع المستويات.
فأين الخلل؟ أمن المستحيل أن يكون لدينا ابن خلدون جديد، أو من الصعب أن يكون لدينا الخوارزمي، أمن الغريب أن تكون لدينا قائمة بالعلماء والمكتشفين العرب كما كان إبان الحضارة الإسلامية؟
أين الخلل؟! جميع الأمور مواتية، كل الصعاب مذللة، فأين الخلل؟!
أتفق مع سمو الشيخ محمد بن راشد، حين قال «العالم العربي لديه الإمكانات المطلوبة كافة.. الإمكانات البشرية المؤهلة والمتعلمة والأموال.. يمتلك الأراضي الخصبة والموارد.. والإرادة ولا تنقصه إلا الإدارة». وأنا سأضيف تنقصه الإدارة، والإرادة!!
استنهاض الهمم هو أهم وسائل تحقيق استئناف الحضارات. قامت الحضارة الإسلامية على العديد من العوامل التي جعلت من الحضارة الإسلامية نبراساً للعلوم، كان للعلماء آنذاك قدر كبير، ويحصل المؤلفون والكتاب على أوزان كتبهم ذهباً، كانت هناك منافسة حقيقية من أجل رفعة راية الإسلام، وإيصال الحضارة الإسلامية إلى كل العالم.
إذا كنا بالفعل نأمل في استئناف حضارتنا، فلنبدأ بتحليل أسباب نجاح الحضارة الإسلامية، ونقيم وضعنا الحالي، ثم نقف على ردم الفجوة لعلنا بذلك نستطيع أن نعيد إحياء حضارتنا المهددة بالانقراض.