يجب على العرب تدارك كافة الأخطاء الاستراتيجية في علاقاتهم مع الحلفاء والأصدقاء وتغيير نظرتهم وحتى تعريفهم لمفهوم الصداقة السياسية. لم تعد الدول القوية التي تمتلك ترسانات الأسلحة الباطشة هي وحدها التي يحق للعرب أن يكوَّنوا علاقات مميزة معها، فدولنا اليوم في أمس الحاجة لبناء مفاهيم جديدة فيما يتعلق بالعلاقات والصداقات المتينة بين الدول، فالمصالح السياسية والإقتصادية هي التي يجب أن تكون المعيار «رقم واحد» في تلكم العلاقات، إضافة إلى الالتفات نحو تكوين صداقات مع دول ناهضة وناجزة على كل الأصعدة وعلى وجه التحديد في الجانب المتعلق بالتنمية والصناعة، فمع خطر دخول الطاقة البديلة على خط النفط وارتقاء أضخم الدول من ناحية النسمات وتنافسها على مقاعد عالمية متقدمة في مسارات النهضة الحديثة يكون لزاماً على العرب والخليجيين تحديداً من بناء علاقات متميزة مع هذه الدول التي بدأ الغرب يخشاها أكثر من أي شيء آخر، بل يمكننا وصف بناء علاقات استراتيجية معها بأنها بمثابة الفرصة التاريخية التي لا تعوَّض.
تعتبر الصين والهند وحتى البرازيل من أهم الدول التي تتقدم وفق عطاءاتها ومكانتها العلمية والتنموية وبحسب خططها الاستراتيجية المستقبلية واحترامها العظيم لطاقاتها الشابة، فلم تعوِّل الهند على قنابلها النووية ولا على ترسانتها العسكرية بقدر تركيزها واهتمامها على الطاقات البشرية والعلمية وبناء «هند» جديدة خالية من الفقر والضعف، وبالفعل لقد نجحت هذه القارة في خطف الأنظار في كثير من المجالات وسحب البساط كذلك من تحت أقدام الإدارات الغربية التي لا همَّ لها اليوم سوى استعمالها القوة في فرض وجودها وهيمنتها. أمَّا الصين فإنها غزت العالم بصناعاتها المختلفة في الوقت الذي لم تستطع أوروبا أن توقف زحف بضائع الدولة البعيدة عنها من دخول أراضيها، بل يبدو أن الغرب بدأ يدرك خطورة سلاح المصانع والاقتصاد أكثر من خطورة كافة الأسلحة النووية، فالعالم الحديث بدأ يعتمد على القوى العلمية والعاملة وعلى رؤوس الأموال أكثر مما يعتمد على السلاح، فالنهضة الحقيقية التي تخيف الخصم هو تمدد مصانعه ومنتجاته لكل العالم وليس في العضلات التي لا تنتج سوى الترهيب المؤقت في عالم لا يعترف إلا بالعلم والمعرفة والثروات البشرية.
هذه الدول التي كنَّا نتحدث عن ضرورة وأهمية تكوين علاقات استراتيجية معها في بداية حديثنا هذا، وهذه هي الدول الصريحة التي يجب أن نفتح معها آفاقاً ممتدة من الآن وعدم تفويت الفرص الكبيرة في أن نكوِّن لنا أصدقاء في مجالات التنمية لا السلاح. نحن بطبيعة الحال لا نستخف بقدرة الدول العسكرية على الإطلاق، لكننا نؤكد على ضرورة هذه المرحلة التي تتطلب منَّا أن نبني علاقات استراتيجية مع الدول الناجزة قبل بناء علاقات متينة مع دول «العضلات» فقط، ففي عصر المعرفة تتغير خارطة لعبة الشطرنج من القوة إلى العقل ومن الإيثار إلى المصلحة.
تعتبر الصين والهند وحتى البرازيل من أهم الدول التي تتقدم وفق عطاءاتها ومكانتها العلمية والتنموية وبحسب خططها الاستراتيجية المستقبلية واحترامها العظيم لطاقاتها الشابة، فلم تعوِّل الهند على قنابلها النووية ولا على ترسانتها العسكرية بقدر تركيزها واهتمامها على الطاقات البشرية والعلمية وبناء «هند» جديدة خالية من الفقر والضعف، وبالفعل لقد نجحت هذه القارة في خطف الأنظار في كثير من المجالات وسحب البساط كذلك من تحت أقدام الإدارات الغربية التي لا همَّ لها اليوم سوى استعمالها القوة في فرض وجودها وهيمنتها. أمَّا الصين فإنها غزت العالم بصناعاتها المختلفة في الوقت الذي لم تستطع أوروبا أن توقف زحف بضائع الدولة البعيدة عنها من دخول أراضيها، بل يبدو أن الغرب بدأ يدرك خطورة سلاح المصانع والاقتصاد أكثر من خطورة كافة الأسلحة النووية، فالعالم الحديث بدأ يعتمد على القوى العلمية والعاملة وعلى رؤوس الأموال أكثر مما يعتمد على السلاح، فالنهضة الحقيقية التي تخيف الخصم هو تمدد مصانعه ومنتجاته لكل العالم وليس في العضلات التي لا تنتج سوى الترهيب المؤقت في عالم لا يعترف إلا بالعلم والمعرفة والثروات البشرية.
هذه الدول التي كنَّا نتحدث عن ضرورة وأهمية تكوين علاقات استراتيجية معها في بداية حديثنا هذا، وهذه هي الدول الصريحة التي يجب أن نفتح معها آفاقاً ممتدة من الآن وعدم تفويت الفرص الكبيرة في أن نكوِّن لنا أصدقاء في مجالات التنمية لا السلاح. نحن بطبيعة الحال لا نستخف بقدرة الدول العسكرية على الإطلاق، لكننا نؤكد على ضرورة هذه المرحلة التي تتطلب منَّا أن نبني علاقات استراتيجية مع الدول الناجزة قبل بناء علاقات متينة مع دول «العضلات» فقط، ففي عصر المعرفة تتغير خارطة لعبة الشطرنج من القوة إلى العقل ومن الإيثار إلى المصلحة.