انتشرت مؤخراً عبارة «حبو بعض» كنوع من التعليق الساخر على أي خصام أو اختلاف في وجهات النظر بين شخصين أو أكثر.
ولربما تستخدم هذه العبارة من قبل أولياء الأمور كذلك لتشجيع الإخوة المتناحرين لتجنب الخلافات العائلية وبدء علاقة صحية مبنية على الحب.
وأنا أعتقد أن هذه العبارة رغم أنها تستخدم في كثير من الأحيان «بسخرية» إلا أنها عبارة عميقة والدعوة فيها للحب مبدأ سامٍ وراقٍ جداً خصوصاً في ظل الأوضاع التي نعيشها والتي تستهدف فرقتنا، وتدعو بعلانية إلى الكره والبغض والفرقة.
أصوات نشاز غير منطقية وغير منصفة تدعونا إلى أن نكون «كنتونات» كل فرد ينتمي فيها لجماعة وطائفة وفكر وأيديولوجية معينة، ويستثني الآخر.
أصوات تريد منا أن نتخلف، تريد منا أن نرجع للوراء. أصوات تريد منا أن نتقوقع، نتعصب، ننزوي. أصوات نشاز مبدؤها يسعى لأن تدخلنا في دوامة، «إذا لم تكن معي فأنت ضدي»، أصوات نشاز تريد أن تقنعنا بأن كل مكون في مجتمعنا لا يتناسب للاندماج مع المكون الآخر، أصوات نشاز تدعونا إلى نبذ وكره الآخر.
لن أتكلم عن فريق ولن أدافع عن فريق على حساب الآخر، فأنا منذ زمان بعيد أكره بشدة «التصنيف»، أكره التصنيف بجميع أشكاله وأنواعه.
في عام 2007 كتبت مقالاً عن «التصنيف»، داعية فيه المجتمع البحريني إلى أن يكف عن تصنيفي على أي أساس، كنت حينها أكثر جرأة وشجاعة على طرح أفكاري إذ لم يكن النصح آنذاك مكتملاً لكي يقلم لي هذه الأفكار ويبلورها في معانٍ تحتمل التأويل لكي يخف وطؤها على المتلقي.
أذكر آنذاك أن أحدهم قال لي «إذا لم تصنفي ستضيعين وسط زحام الجماعات» يجب أن تختاري جماعة لتكوني معهم. هذا هو المبدأ الاجتماعي الذي جبلنا عليه. أذكر حينها أنني دافعت باستماتة عن رأيي بعدم قبولي التصنيف بكافة أشكاله، سواء التصنيف المذهبي أو القبلي أو الأيديولوجي أو الإداري أو أي تصنيف آخر.
ولكن رغم كل جهودي في الظهور «بلا تصنيف» في المجتمع إلا أنني أجد كل جماعة أو أفراد يصنفونني على حسب أهوائهم. وللأمانة فإن سماع آرائهم يجعلني أضحك من عمق التحليل وسلبياته.
اسمي الذي أحمله وإن كان ذا دلالة على شيء فإنه يبقى اسماً. مكان نشأتي وتعليمي ليس دليلاً دامغاً على فكر أتبناه، معرفتي بأشخاص ذوي فكر معين لا يعني تبعيتي لفكرهم، عملي في جهة معينة لا يعني أنني أحمل نفس التوجه الإداري، إذا كان لا بد من تصنيفي فأنا أفتخر بأن أكون بحرينية فقط لا غير.
«حبو بعض» هذه النصيحة التي يجب أن تعلو وتنتشر، «حبو بعض» وارتقوا في تفكيركم، «حبو بعض» وتعايشوا بود واحترام، «حبو بعض» وتجنبوا الاستماع إلى هذه الأصوات النشاز، كي نرتقي ونتقدم.
{{ article.visit_count }}
ولربما تستخدم هذه العبارة من قبل أولياء الأمور كذلك لتشجيع الإخوة المتناحرين لتجنب الخلافات العائلية وبدء علاقة صحية مبنية على الحب.
وأنا أعتقد أن هذه العبارة رغم أنها تستخدم في كثير من الأحيان «بسخرية» إلا أنها عبارة عميقة والدعوة فيها للحب مبدأ سامٍ وراقٍ جداً خصوصاً في ظل الأوضاع التي نعيشها والتي تستهدف فرقتنا، وتدعو بعلانية إلى الكره والبغض والفرقة.
أصوات نشاز غير منطقية وغير منصفة تدعونا إلى أن نكون «كنتونات» كل فرد ينتمي فيها لجماعة وطائفة وفكر وأيديولوجية معينة، ويستثني الآخر.
أصوات تريد منا أن نتخلف، تريد منا أن نرجع للوراء. أصوات تريد منا أن نتقوقع، نتعصب، ننزوي. أصوات نشاز مبدؤها يسعى لأن تدخلنا في دوامة، «إذا لم تكن معي فأنت ضدي»، أصوات نشاز تريد أن تقنعنا بأن كل مكون في مجتمعنا لا يتناسب للاندماج مع المكون الآخر، أصوات نشاز تدعونا إلى نبذ وكره الآخر.
لن أتكلم عن فريق ولن أدافع عن فريق على حساب الآخر، فأنا منذ زمان بعيد أكره بشدة «التصنيف»، أكره التصنيف بجميع أشكاله وأنواعه.
في عام 2007 كتبت مقالاً عن «التصنيف»، داعية فيه المجتمع البحريني إلى أن يكف عن تصنيفي على أي أساس، كنت حينها أكثر جرأة وشجاعة على طرح أفكاري إذ لم يكن النصح آنذاك مكتملاً لكي يقلم لي هذه الأفكار ويبلورها في معانٍ تحتمل التأويل لكي يخف وطؤها على المتلقي.
أذكر آنذاك أن أحدهم قال لي «إذا لم تصنفي ستضيعين وسط زحام الجماعات» يجب أن تختاري جماعة لتكوني معهم. هذا هو المبدأ الاجتماعي الذي جبلنا عليه. أذكر حينها أنني دافعت باستماتة عن رأيي بعدم قبولي التصنيف بكافة أشكاله، سواء التصنيف المذهبي أو القبلي أو الأيديولوجي أو الإداري أو أي تصنيف آخر.
ولكن رغم كل جهودي في الظهور «بلا تصنيف» في المجتمع إلا أنني أجد كل جماعة أو أفراد يصنفونني على حسب أهوائهم. وللأمانة فإن سماع آرائهم يجعلني أضحك من عمق التحليل وسلبياته.
اسمي الذي أحمله وإن كان ذا دلالة على شيء فإنه يبقى اسماً. مكان نشأتي وتعليمي ليس دليلاً دامغاً على فكر أتبناه، معرفتي بأشخاص ذوي فكر معين لا يعني تبعيتي لفكرهم، عملي في جهة معينة لا يعني أنني أحمل نفس التوجه الإداري، إذا كان لا بد من تصنيفي فأنا أفتخر بأن أكون بحرينية فقط لا غير.
«حبو بعض» هذه النصيحة التي يجب أن تعلو وتنتشر، «حبو بعض» وارتقوا في تفكيركم، «حبو بعض» وتعايشوا بود واحترام، «حبو بعض» وتجنبوا الاستماع إلى هذه الأصوات النشاز، كي نرتقي ونتقدم.