لم يعد الإرهاب مستتراً، بل أصبح يعلن عن نفسه ويستخدم منصات جديدة وخاصة وسائط الإعلام الإلكتروني بأشكاله المتعددة بغرض تجنيد أعوانه وتمويل عملياته، وقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك، تويتر، إنستغرام، وغيرها» فضاءات مفتوحة عسكرياً وتمويلياً وتجنيدياً لأغراض الاستقطاب والدعاية والأعمال اللوجستية الخطرة!
لقد أتاحت طبيعة الإنترنت من حيث قدرة أي فرد على إنتاج المضمون وفق ما يريد وبتكاليف زهيدة تواجداً كثيفاً لدعاة الفكر الإرهابي في المدونات blogs والنشر الذاتي «يوتيوب»، وغيرها. وبرغم رفض هؤلاء لفكر العصرنة والتحديث بصفة عامة إلا أنهم وبصورة «برغماتية» فصلوا التكنولوجيا العصرية عن مصدرها الثقافي كي يحل لهم توظيفها في التبشير بالأفكار المغلقة والمخططات العنيفة، ولذا فقد ترجمت رسائلهم باللغات الحية على الشبكة العنكبوتية، ويشير د.صادق الحمامي «2015» إلى أن تنظيم «داعش» على سبيل المثال طور استراتيجية كاملة في مجال الميديا الجديدة والميديا الاجتماعية تقوم على التمايز بينه وبين تنظيم «القاعدة» حيث يتصرف كدولة وليس كتنظيم، وأن منشوراته يتم توزيعها في ملفات PDF، كما يستخدم تقنيات متقدمة في إنتاج الفيديو والأفلام العنيفة جداً كما ينشر على جوجل بلاي google play مستخدماً ألعاب الفيديو، وكما يتواجد بكثافة على موقع تويتر حيث رصد 46 ألف حساب للتنظيم على الموقع، وقد أبرزت دراسة أنجزها المجلس الوطني لبحوث الإرهاب «2015» أن الميديا الجديدة والمنظومات التكنولوجية تمثل مورداً استراتيجياً بالنسبة لتنظيم «داعش»، وأظهرت الملاحظة المستمرة لمدة عام أن فريق التنظيم يستخدم منصات تكنولوجية متعددة ومضامين ملائمة للجماهير التي يتوجه إليها بملفات متعددة.
إن التعاطي مع التكنولوجيا الجديدة أصبح أمراً على درجة عالية من الأهمية لمواجهة الفكر الإرهابي وذلك من خلال إنشاء منظومات إلكترونية على أسس مهنية تؤدي دوراً مستمراً لنقض أساليب الدعاية الإرهابية، والاستعانة بأساليب الكشف عن منصات الإرهاب وتفكيكها أولاً بأول مع ضمان التشريعات القانونية التي تجرم فعل النشر الإرهابي، ويمكن في ختام هذه الورقة تلخيص تعاطي وسائل الإعلام التقليدية والرقمية في مبادرة إعلامية تضمن مفهوم الأمن الإعلامي أو ما يسمى أحياناً «بالإعلام الاستباقي»، وفق البنود الآتية:
أولاً: ضرورة «الرصد الدائم والتنبؤ» بالممارسات الإرهابية ومواجهتها إعلامياً في إطار من نسق برامجي تحليلي دائم يتعامل مع الحدث الإرهابي كظاهرة وليس مجرد خبر طارئ.
ثانياً: الوقاية من هذا الفكر المتطرف مع معالجة معمقة باستخدام الأجناس التفسيرية والاستقصائية لتنمية الوعي الاجتماعي.
ثالثاً: الردع الإعلامي، وذلك عبر مواجهة الحدث الإرهابي قبل وقوعه والتعامل معه في حال حدوثه عبر استراتيجية تكاملية بين دول المجلس وعبر فريق إعلامي متخصص وفرق التعامل مع الأزمات.
رابعاً: العلاج وترميم آثار الأحداث الإرهابية عن طريق البرامج والمواد التي تدفع نحو التحديث الدائم والتنمية المستدامة التي تقضي على الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للظاهرة الإرهابية.
لقد أتاحت طبيعة الإنترنت من حيث قدرة أي فرد على إنتاج المضمون وفق ما يريد وبتكاليف زهيدة تواجداً كثيفاً لدعاة الفكر الإرهابي في المدونات blogs والنشر الذاتي «يوتيوب»، وغيرها. وبرغم رفض هؤلاء لفكر العصرنة والتحديث بصفة عامة إلا أنهم وبصورة «برغماتية» فصلوا التكنولوجيا العصرية عن مصدرها الثقافي كي يحل لهم توظيفها في التبشير بالأفكار المغلقة والمخططات العنيفة، ولذا فقد ترجمت رسائلهم باللغات الحية على الشبكة العنكبوتية، ويشير د.صادق الحمامي «2015» إلى أن تنظيم «داعش» على سبيل المثال طور استراتيجية كاملة في مجال الميديا الجديدة والميديا الاجتماعية تقوم على التمايز بينه وبين تنظيم «القاعدة» حيث يتصرف كدولة وليس كتنظيم، وأن منشوراته يتم توزيعها في ملفات PDF، كما يستخدم تقنيات متقدمة في إنتاج الفيديو والأفلام العنيفة جداً كما ينشر على جوجل بلاي google play مستخدماً ألعاب الفيديو، وكما يتواجد بكثافة على موقع تويتر حيث رصد 46 ألف حساب للتنظيم على الموقع، وقد أبرزت دراسة أنجزها المجلس الوطني لبحوث الإرهاب «2015» أن الميديا الجديدة والمنظومات التكنولوجية تمثل مورداً استراتيجياً بالنسبة لتنظيم «داعش»، وأظهرت الملاحظة المستمرة لمدة عام أن فريق التنظيم يستخدم منصات تكنولوجية متعددة ومضامين ملائمة للجماهير التي يتوجه إليها بملفات متعددة.
إن التعاطي مع التكنولوجيا الجديدة أصبح أمراً على درجة عالية من الأهمية لمواجهة الفكر الإرهابي وذلك من خلال إنشاء منظومات إلكترونية على أسس مهنية تؤدي دوراً مستمراً لنقض أساليب الدعاية الإرهابية، والاستعانة بأساليب الكشف عن منصات الإرهاب وتفكيكها أولاً بأول مع ضمان التشريعات القانونية التي تجرم فعل النشر الإرهابي، ويمكن في ختام هذه الورقة تلخيص تعاطي وسائل الإعلام التقليدية والرقمية في مبادرة إعلامية تضمن مفهوم الأمن الإعلامي أو ما يسمى أحياناً «بالإعلام الاستباقي»، وفق البنود الآتية:
أولاً: ضرورة «الرصد الدائم والتنبؤ» بالممارسات الإرهابية ومواجهتها إعلامياً في إطار من نسق برامجي تحليلي دائم يتعامل مع الحدث الإرهابي كظاهرة وليس مجرد خبر طارئ.
ثانياً: الوقاية من هذا الفكر المتطرف مع معالجة معمقة باستخدام الأجناس التفسيرية والاستقصائية لتنمية الوعي الاجتماعي.
ثالثاً: الردع الإعلامي، وذلك عبر مواجهة الحدث الإرهابي قبل وقوعه والتعامل معه في حال حدوثه عبر استراتيجية تكاملية بين دول المجلس وعبر فريق إعلامي متخصص وفرق التعامل مع الأزمات.
رابعاً: العلاج وترميم آثار الأحداث الإرهابية عن طريق البرامج والمواد التي تدفع نحو التحديث الدائم والتنمية المستدامة التي تقضي على الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للظاهرة الإرهابية.