التربية والتعليم والرمز «القدوة».. ثلاث مراحل تتوالى وتتكامل في حياة كل إنسان وهي الترمومتر الحقيقي لتقييم المجتمعات والحضارات منذ القدم، ثلاثة محاور للمعادلة الأخلاقية التي لطالما تميز مجتمعاً عن آخر وحضارة عن أخرى، ولا شك بالطبع في أن قوة وتماسك ورفاهية وأمن وأمان أي مجتمع أو حضارة يتوقف على التعامل مع هذه المحاور بشكل إيجابي لكي تصبح ثقافة شعبية مكتسبة تضمن الحفاظ على قوة المجتمع وتماسك مكوناته وذلك من خلال الأسرة والمدرسة والجامعة ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات المهنية والاتحادات والروابط المختلفة التي تزداد قوة ومعرفة بالحقوق والواجبات والتوعية والإرشاد عندما تنشأ في مناخ صحي وطبيعي فيه الاحترام والتقدير المتبادل بين جميع أفراد المجتمع.
ولكن دعونا نعود إلى نقطة البداية في الموضوع عن المحاور الثلاثة المهمة في حياتنا والتي أقصد بها الجانب الأخلاقي في المجتمع وهي محاور ثلاثة كما ذكرت سالفاُ لكل فرد منذ مولده وإلى أن ينطلق في دروب الحياة مع تقدمه في مراحل العمر المختلفة وهكذا دورة الحياة، وفي الواقع أن دور الأم في الأسرة وتأثيرها في نفوس الأبناء هو الأقوى في الحياة في كل زمان ومكان، أو كما قال حافظ إبراهيم:
«الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق»
وتهميش دور الأم هو جريمة في حق المجتمع وسباحة ضد تيار السنن الإلهية والفطرة السوية وحتماً هو تهميش يؤدي إلى سقوط الأسرة وبالتالي المجتمع بأكمله في هوة سحيقة من الرجعية والتخلف لأن الاهتمام بالأم وتكريمها ليس سلوكاً رسمياً فقط في يوم أو احتفالية ولكن هي ثقافة مجتمعية لمن يبحث عن مجتمع إنساني حقيقي.
فالأم هي أول مستودع للنفس البشرية والمربية والحاضنة الأولى بحنانها الغريزي الذي لا يتغير إلى نهاية العمر، وهي أجندة المواسم والمناسبات وذاكرة الأسرة وخزينة أسرارها وخصائصها ويمكن تلخيص ما نعجز عن تفصيله في فضل الأم على المجتمعات الإنسانية ونهضتها بأنها أصل الحضارة الإنسانية، وإذا انتقلنا إلى المحور الثاني في المعادلة الأخلاقية لأي حضارة إنسانية وهو التعليم أو المدرسة نجد أن دور المعلم هو تكملة لدور الآباء في الأسرة من حيث التنشئة السليمة للصغار وتهذيب سلوكياتهم وللأسف نفتقد في زمننا هذا للمعلم القديم في أزمنة مضت، وهو المعلم الذي قال عنه أحمد شوقي في بيته الشهير:
«قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا»
وتغييب هذا المعلم القديم يعود إلى عدم تقدير دور التعليم والمعلمين حتى كاد أن يكون التعليم مهنة من لا مهنة له حيث طغت على المهنة ثقافة التربح على حساب الرسالة والواجب والذي أثر بشكل كبير على العملية التعليمية والأخلاقية في المنطقة العربية والذي أدى إلى غياب الجامعات العربية عن قائمة أفضل 500 جامعة على مستوى العالم مع تغييب دور القدوة أو الرمز للمجتمع بأكمله وهو المحور الثالث في المعادلة الأخلاقية والذي يتمثل في تهميش دور كبار المفكرين والعلماء وهي نتيجة منطقية وحتمية لتغييب أهمية ومكانة ومهابة المعلم والتعليم منذ الصغر.
وفي فضل العلم والعلماء يقول الجاحظ:
«طيب العيش أن تلقى حليماً
غذاه العلم والرأي المصيب
ليكشف عنك حيلة كل ريب
وفضل العلم يعرفه الأريب»
ويمكننا بوضوح أن نلاحظ المناخ العام في منطقتنا العربية وهو مناخ غير علمي بالمرة لا يهتم إلا بالتفاهات التي تجلب الأموال مع غلبة الثقافة المادية وعدم التأسيس النفسي والروحي السليم، وقد تكلمنا من قبل عن عالمة النانو تكنولوجي السعودية د.غادة المطيري وكيف يتجاهلها الإعلام ولا يكاد يعرفها أحد من شعوب المنطقة المشغولة ببرامج المسابقات الغنائية!!
فمن أراد أن يبني حضارة ومجتمعاً على أسس صحيحة عليه أن يبني الإنسان في مختلف مراحله العمرية وعدم تغييب المعادلة التعليمية والأخلاقية، لأن العلم والأخلاق وجهان لنفس العملة ومهما طال بنا العمر سنظل تلاميذ في مدرسة الحياة، ولكن التنشئة السليمة هي الأساس، أو كما يقال إن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.
ولكن دعونا نعود إلى نقطة البداية في الموضوع عن المحاور الثلاثة المهمة في حياتنا والتي أقصد بها الجانب الأخلاقي في المجتمع وهي محاور ثلاثة كما ذكرت سالفاُ لكل فرد منذ مولده وإلى أن ينطلق في دروب الحياة مع تقدمه في مراحل العمر المختلفة وهكذا دورة الحياة، وفي الواقع أن دور الأم في الأسرة وتأثيرها في نفوس الأبناء هو الأقوى في الحياة في كل زمان ومكان، أو كما قال حافظ إبراهيم:
«الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق»
وتهميش دور الأم هو جريمة في حق المجتمع وسباحة ضد تيار السنن الإلهية والفطرة السوية وحتماً هو تهميش يؤدي إلى سقوط الأسرة وبالتالي المجتمع بأكمله في هوة سحيقة من الرجعية والتخلف لأن الاهتمام بالأم وتكريمها ليس سلوكاً رسمياً فقط في يوم أو احتفالية ولكن هي ثقافة مجتمعية لمن يبحث عن مجتمع إنساني حقيقي.
فالأم هي أول مستودع للنفس البشرية والمربية والحاضنة الأولى بحنانها الغريزي الذي لا يتغير إلى نهاية العمر، وهي أجندة المواسم والمناسبات وذاكرة الأسرة وخزينة أسرارها وخصائصها ويمكن تلخيص ما نعجز عن تفصيله في فضل الأم على المجتمعات الإنسانية ونهضتها بأنها أصل الحضارة الإنسانية، وإذا انتقلنا إلى المحور الثاني في المعادلة الأخلاقية لأي حضارة إنسانية وهو التعليم أو المدرسة نجد أن دور المعلم هو تكملة لدور الآباء في الأسرة من حيث التنشئة السليمة للصغار وتهذيب سلوكياتهم وللأسف نفتقد في زمننا هذا للمعلم القديم في أزمنة مضت، وهو المعلم الذي قال عنه أحمد شوقي في بيته الشهير:
«قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا»
وتغييب هذا المعلم القديم يعود إلى عدم تقدير دور التعليم والمعلمين حتى كاد أن يكون التعليم مهنة من لا مهنة له حيث طغت على المهنة ثقافة التربح على حساب الرسالة والواجب والذي أثر بشكل كبير على العملية التعليمية والأخلاقية في المنطقة العربية والذي أدى إلى غياب الجامعات العربية عن قائمة أفضل 500 جامعة على مستوى العالم مع تغييب دور القدوة أو الرمز للمجتمع بأكمله وهو المحور الثالث في المعادلة الأخلاقية والذي يتمثل في تهميش دور كبار المفكرين والعلماء وهي نتيجة منطقية وحتمية لتغييب أهمية ومكانة ومهابة المعلم والتعليم منذ الصغر.
وفي فضل العلم والعلماء يقول الجاحظ:
«طيب العيش أن تلقى حليماً
غذاه العلم والرأي المصيب
ليكشف عنك حيلة كل ريب
وفضل العلم يعرفه الأريب»
ويمكننا بوضوح أن نلاحظ المناخ العام في منطقتنا العربية وهو مناخ غير علمي بالمرة لا يهتم إلا بالتفاهات التي تجلب الأموال مع غلبة الثقافة المادية وعدم التأسيس النفسي والروحي السليم، وقد تكلمنا من قبل عن عالمة النانو تكنولوجي السعودية د.غادة المطيري وكيف يتجاهلها الإعلام ولا يكاد يعرفها أحد من شعوب المنطقة المشغولة ببرامج المسابقات الغنائية!!
فمن أراد أن يبني حضارة ومجتمعاً على أسس صحيحة عليه أن يبني الإنسان في مختلف مراحله العمرية وعدم تغييب المعادلة التعليمية والأخلاقية، لأن العلم والأخلاق وجهان لنفس العملة ومهما طال بنا العمر سنظل تلاميذ في مدرسة الحياة، ولكن التنشئة السليمة هي الأساس، أو كما يقال إن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.