هي حالة قلق تعتري من طالعنا ومازال يطالعنا بنظرة الطامع والمستهدف.
منطقة الخليج العربي الغنية بمواردها النفطية واقتصادياتها القوية، منطقة كانت منذ عقود محط أنظار وأطماع، حاولوا التغلغل لداخل دولها بشتى الطرق والوسائل.
كانت هناك محاولات باستغلال الدبلوماسية، وبفتل عضلات القوى العالمية، وعبر تبريرات مد جسور التعاون، وفي جانب آخر هناك محاولات تدخل آثمة من خلال دعم الحركات المتطرفة، وصناعة طوابير خامسة، وتحريك بائعي ولاءات أوطانهم لصناعة الفوضى واستهداف الأمن.
تعود العالم باختلاف تكويناته على تعامل دول الخليج مع هذه الأمور بأسلوب ردات الفعل، وبتقديم حسن النوايا والحرص على العلاقات والسعي للتعاون مع الأصدقاء، وحتى في عملية ضبط الأمن وتثبيت أركانه، كانت هناك اعتبارات لعديد من المواثيق الدولية والاتفاقات.
لكن هذا التعاطي الإيجابي الصحي من دول خليجنا العربي، والمعاملة الطيبة التي اشتهرنا بها، قوبلت بسوء تعامل، وبسوء تقدير، وهو أمر كان منطقياً ألا نقف عنده متفرجين.
بالتالي التحول الواضح في مسار الحراك الخليجي المشترك والمواقف المتفق عليها إزاء كثير من الملفات المهمة على الساحة، كان له أثر كبير على تلكم الجهات.
إن كانت منطقتنا في السابق ينظر لها باعتبار أنها هدف متاح، فإننا اليوم نقف على أرض صلبة في إطار المواقف المشتركة والتعاون الوثيق بين دول المجلس في شأن أساليب التعاطي مع هكذا تحديات.
وعليه فتغيير أسلوب التعامل مع دول الخليج، وتصحيح المسارات من قبل الجهات الخارجية أمر كان بديهياً حصوله.
اليوم هناك عيون غربية تطالع وتراقب بدقة تحركات قادة دول مجلس التعاون بالتحديد، تحركات خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لها نصيب كبير من هذا القلق الغربي، خاصة وأنها زرعت في قلوب بعضهم الخوف سابقاً من إمكانية تحول الخليج العربي لمنظومة قوية عسكرياً واقتصادياً، منظومة موحدة اختراقها صعب جداً، والاستفراد بأفرادها أصعب جداً.
زيارة الملك سلمان هذه الأيام لدول الشرق الآسيوي، لا تظنوا بأنها تمر أمامهم مرور الكرام، بل هناك رصد وتحليل لمضامين الخطابات والتصريحات اليومية، هناك «بيوت خبرة» تعمل لتحليل كل شيء، واستقراء واستشفاف المستقبل، ووضع أفضل الأساليب للتعامل.
وهذا ما يفسر تحول خطاب الغرب بشكل لافت في الفترة الأخيرة، وكيف أن النظرة لمنظومة الخليج العربي اختلفت، وكيف أن الاهتمام بمد جسور التعاون وبناء علاقات قوية واضح تماماً.
الأمريكيون أنفسهم بدأ مسار تعاملاتهم معنا يتغير بشكل واضح، حتى في آخر أيام باراك أوباما كانت هناك مؤشرات لتغير الاتجاهات، ويؤكدها اليوم النهج الذي بدأت باتباعه إدارة الرئيس دونالد ترامب.
أمس اتصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون بجلالة الملك حمد حفظه الله، ليعرب له عن شكر الولايات المتحدة للخدمات التي تقدمها البحرين للأسطول الخامس، مشيداً بالانفتاح السياسي في بلادنا، ومؤكداً رغبة بلاده بالعمل مع البحرين على مختلف الأصعدة خاصة ما يرتبط بالأمن والاستقرار وجهود مكافحة الإرهاب.
إدارة الرئيس ترامب أكدت في عدة رسائل واتصالات لجلالة الملك رغبتها الصادقة في تعزيز العلاقات وتصحيح المسارات وبناء الثقة، وهذه كلها إشارات على تغير صريح في المواقف وحتى في اللغة المستخدمة، بخلاف الأساليب الملتوية التي كانت تستخدم سابقاً.
باختصار دول الخليج العربي اليوم قوة لا يستهان بها، كل بلد من بلداننا له اعتباراته لدى الغرب، والأهم وقوف دولنا مجتمعة في منظومة دول مجلس التعاون بحد ذاته تحدٍّ أمام الغرب بأن يختار طريقين لا ثالث لهما، إما أن يتعامل معنا بأعلى درجات النزاهة والاستقامة ومد جسور التعاون، أو يقف منا موقفاً ملتوياً، عندها عليه تحمل الموقف الموحد الصارم الذي سيواجهه.
موازين القوى تتغير، لكن الثابت هنا بأن «الوحدة» بين الأشقاء هي الرقم الصعب الذي يحكم في أي معادلة.
منطقة الخليج العربي الغنية بمواردها النفطية واقتصادياتها القوية، منطقة كانت منذ عقود محط أنظار وأطماع، حاولوا التغلغل لداخل دولها بشتى الطرق والوسائل.
كانت هناك محاولات باستغلال الدبلوماسية، وبفتل عضلات القوى العالمية، وعبر تبريرات مد جسور التعاون، وفي جانب آخر هناك محاولات تدخل آثمة من خلال دعم الحركات المتطرفة، وصناعة طوابير خامسة، وتحريك بائعي ولاءات أوطانهم لصناعة الفوضى واستهداف الأمن.
تعود العالم باختلاف تكويناته على تعامل دول الخليج مع هذه الأمور بأسلوب ردات الفعل، وبتقديم حسن النوايا والحرص على العلاقات والسعي للتعاون مع الأصدقاء، وحتى في عملية ضبط الأمن وتثبيت أركانه، كانت هناك اعتبارات لعديد من المواثيق الدولية والاتفاقات.
لكن هذا التعاطي الإيجابي الصحي من دول خليجنا العربي، والمعاملة الطيبة التي اشتهرنا بها، قوبلت بسوء تعامل، وبسوء تقدير، وهو أمر كان منطقياً ألا نقف عنده متفرجين.
بالتالي التحول الواضح في مسار الحراك الخليجي المشترك والمواقف المتفق عليها إزاء كثير من الملفات المهمة على الساحة، كان له أثر كبير على تلكم الجهات.
إن كانت منطقتنا في السابق ينظر لها باعتبار أنها هدف متاح، فإننا اليوم نقف على أرض صلبة في إطار المواقف المشتركة والتعاون الوثيق بين دول المجلس في شأن أساليب التعاطي مع هكذا تحديات.
وعليه فتغيير أسلوب التعامل مع دول الخليج، وتصحيح المسارات من قبل الجهات الخارجية أمر كان بديهياً حصوله.
اليوم هناك عيون غربية تطالع وتراقب بدقة تحركات قادة دول مجلس التعاون بالتحديد، تحركات خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لها نصيب كبير من هذا القلق الغربي، خاصة وأنها زرعت في قلوب بعضهم الخوف سابقاً من إمكانية تحول الخليج العربي لمنظومة قوية عسكرياً واقتصادياً، منظومة موحدة اختراقها صعب جداً، والاستفراد بأفرادها أصعب جداً.
زيارة الملك سلمان هذه الأيام لدول الشرق الآسيوي، لا تظنوا بأنها تمر أمامهم مرور الكرام، بل هناك رصد وتحليل لمضامين الخطابات والتصريحات اليومية، هناك «بيوت خبرة» تعمل لتحليل كل شيء، واستقراء واستشفاف المستقبل، ووضع أفضل الأساليب للتعامل.
وهذا ما يفسر تحول خطاب الغرب بشكل لافت في الفترة الأخيرة، وكيف أن النظرة لمنظومة الخليج العربي اختلفت، وكيف أن الاهتمام بمد جسور التعاون وبناء علاقات قوية واضح تماماً.
الأمريكيون أنفسهم بدأ مسار تعاملاتهم معنا يتغير بشكل واضح، حتى في آخر أيام باراك أوباما كانت هناك مؤشرات لتغير الاتجاهات، ويؤكدها اليوم النهج الذي بدأت باتباعه إدارة الرئيس دونالد ترامب.
أمس اتصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون بجلالة الملك حمد حفظه الله، ليعرب له عن شكر الولايات المتحدة للخدمات التي تقدمها البحرين للأسطول الخامس، مشيداً بالانفتاح السياسي في بلادنا، ومؤكداً رغبة بلاده بالعمل مع البحرين على مختلف الأصعدة خاصة ما يرتبط بالأمن والاستقرار وجهود مكافحة الإرهاب.
إدارة الرئيس ترامب أكدت في عدة رسائل واتصالات لجلالة الملك رغبتها الصادقة في تعزيز العلاقات وتصحيح المسارات وبناء الثقة، وهذه كلها إشارات على تغير صريح في المواقف وحتى في اللغة المستخدمة، بخلاف الأساليب الملتوية التي كانت تستخدم سابقاً.
باختصار دول الخليج العربي اليوم قوة لا يستهان بها، كل بلد من بلداننا له اعتباراته لدى الغرب، والأهم وقوف دولنا مجتمعة في منظومة دول مجلس التعاون بحد ذاته تحدٍّ أمام الغرب بأن يختار طريقين لا ثالث لهما، إما أن يتعامل معنا بأعلى درجات النزاهة والاستقامة ومد جسور التعاون، أو يقف منا موقفاً ملتوياً، عندها عليه تحمل الموقف الموحد الصارم الذي سيواجهه.
موازين القوى تتغير، لكن الثابت هنا بأن «الوحدة» بين الأشقاء هي الرقم الصعب الذي يحكم في أي معادلة.