يقول المولى الكريم: «يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم» «البقرة: 215». وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا». وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشتكي قسوة قلبه فقال له: «أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك»، رواه الطبراني.
يحتفل العالم العربي اليوم الجمعة بيوم اليتيم العربي في ذكرى تجدد في النفوس مكانة اليتيم في الإسلام، وتؤكد على فضل كفالته والظفر بأجر الدنيا والآخرة.. يأتي هذا اليوم ليؤكد على المكانة المتميزة التي تتبوؤها مملكة البحرين في ريادتها وعلى مستوى عال في رعاية الأيتام النابعة من المنطلق الديني والاجتماعي.. فالبحرين قد دأبت أن تكون سباقة في عمل الخير بسخاء الأيادي البيضاء من أبنائها البررة الذين اعتادوا أن يكونوا في مقدمة ركب الخير في كل عمل يساهم في ترابط المجتمع والتكافل المجتمعي.
ويأتي في سياق المبادرة المجتمعية النابعة من الثوابت الإسلامية مبادرة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ـ أجزل الله له المثوبة والأجر ـ بتأسيس لجنة خاصة لكفالة الأيتام البحرينيين في عام 2001 تحت مسمى «لجنة كفالة الأيتام»، وهي من المشروعات الجميلة التي لها أكبر الأثر في مساحات الحياة.. وفي العام 2007 اتسع نطاق هذه اللجنة ليتحول مسماها إلى «المؤسسة الخيرية الملكية» لتقوم بدورها الرائد في العمل الخيري والاجتماعي في مملكة البحرين، وتقديم الرعاية الشاملة للأيتام والأرامل، وتقديم المساعدات الإنسانية الاجتماعية للمحتاجين، فضلاً عن المساهمة في الإغاثة الخارجية وفقاً للأوامر الملكية في هذا الشأن.
لقد بذلت المؤسسة الخيرية الملكية منذ العام 2001 وحتى اليوم في مسيرة امتدت إلى 16 عاماً في خدمة هذا الوطن العزيز، جهوداً مضنية في تأسيس منظومة عمل متكاملة من الرعايات الشاملة للأيتام والأرامل، حيث تكفل اليوم ما يقارب 10600 يتيم وأرملة، منهم 6540 أرملة و4060 يتيماً، تقدم لهم مختلف الخدمات التي تساهم في الارتقاء بمستواهم المعيشي. حيث تقدم لهم الرعاية المادية من خلال تحويل المبالغ المستحقة شهرياً في الحسابات البنكية بما يحفظ كرامتهم ويعينهم على متطلبات العيش، فضلاً عن المكرمات الموسمية في رمضان والعيدين وتوفير قيمة المستلزمات المدرسية. أضف إلى ذلك استحداثها للمساعدات العينية الرمضانية وفي العيدين من خلال شراكتها المجتمعية مع القطاع الخاص والمحلات التجارية، ثم ريادتها في استحداث بطاقة تخفيض تحت مسمى «إشراقات» بمشاركة 120 جهة، تقدم خدمات متنوعة بنسب تخفيض متفاوتة، فضلاً عن تشييد أبراج استثمارية لتأسيس محفظة استثمارية يعود ريعها للأيتام والأرامل.
كما تقدم الخيرية الملكية الرعاية الصحية ضمن مشروع أصدقاء اليتيم للرعاية الصحية، حيث يشارك في هذا المشروع ما يقارب 100 جهة صحية تقدم خدمات صحية مجانية ومخفضة للأسر المكفولة، إضافة إلى الرعاية التعليمية من خلال البعثات والمنح والمساعدات الدراسية التي تساعد الأيتام على استكمال تعليمهم، فضلاً عن تشجيع المتفوقين من خلال الحفل السنوي لتكريم الطلبة المتفوقين حيث كرمت المؤسسة العام الماضي 450 متفوقاً. وبجانب ذلك تقدم المؤسسة الخدمات النفسية للأيتام من خلال مركز الإرشاد النفسي الذي يساهم في تقديم الدعم النفسي للأسر بعد فقد معيل الأسرة، وإعانتها على التكيف مع الحياة الجديدة وتجاوز مختلف المنعطفات النفسية.
أما فيما يتعلق بالبرامج الاجتماعية والتدريبية والترويحية للأيتام المكفولين، فإن المؤسسة تقدم برامج منتقاة تساهم في الارتقاء بشخصيات الأيتام، حيث ساهمت في سنوات سابقة من عطائها في تأسيس شخصيات قيادية متميزة تبوأت اليوم مراكز متقدمة في المجتمع، واستطاعت أن تلحق بركب النجاح والتميز من خلال دورها المتميز في مجالات عملها.
لست وفق هذا السرد بصدد استذكار مجالات عمل المؤسسة الخيرية الملكية فحسب، وإنما ركزت على الجوانب المشرقة التي تعزز من دورها في المجتمع ورعاية فئة هامة حث على كفالتها ورعايتها ديننا الحنيف. ولعل الجانب المهم الذي يجب أن تنتبه إليه الجمعيات المعنية برعاية الأيتام الحرص على ذوبان الأيتام في مشاركاتهم المجتمعية، وأن لا تستفردهم ـ قدر الإمكان ـ في برامج منفصلة، حتى يساهم الجميع في تربيتهم وصقل هواياتهم وتكوين شخصيات منتجة ومبدعة. ودعوة إلى كل مواطن يرغب في رفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنان الخالدة، أن يبادر إلى كفالة يتيم.. فحياة الإنسان القصيرة، يجب أن تجمل بهذه الأجور الأخروية.
كل المحبة والامتنان لملك البلاد المفدى لرعايته الأبوية لهذه المؤسسة ولأبنائه الأيتام، فقد استمتعنا واستمتع الأيتام بلقائه الأبوي الحاني الذي اعتاد فيه أن يكون قريباً منهم ليتذوقوا معه لذة الأبوة المفقودة.. ولسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء على تواصله المستمر مع المؤسسة.. جعل الله عملهم في موازين حسناتهم يوم القيامة.. وتحية إجلال وتقدير وامتنان إلى جميع موظفي المؤسسة الخيرية الملكية الذين لا يتوانون ولو للحظة واحدة في تقديم الخير في هذا الوطن الحبيب، وخدمة فئة الأيتام.. فهم مطالبون باستشعار عملهم واحتساب الأجر والمثوبة، لأنهم يحظون بأجر دنيوي وأخروي.. فهنيئاً لهم العمل في مؤسسة خيرية يرعاها جلالة الملك المفدى.. وعليهم أن يستشعروا حديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله». وأحسبه قال: «كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر».
* ومضة أمل:
عندما لا تسنح لك ظروف تحقيق أفكارك الخيرية المبدعة، فاصبر قليلاً فإن دوام الحال من المحال. فلعل الأيام القادمة تحمل في جعبتها ما يعينك على مواصلة طموحات الحياة.
يحتفل العالم العربي اليوم الجمعة بيوم اليتيم العربي في ذكرى تجدد في النفوس مكانة اليتيم في الإسلام، وتؤكد على فضل كفالته والظفر بأجر الدنيا والآخرة.. يأتي هذا اليوم ليؤكد على المكانة المتميزة التي تتبوؤها مملكة البحرين في ريادتها وعلى مستوى عال في رعاية الأيتام النابعة من المنطلق الديني والاجتماعي.. فالبحرين قد دأبت أن تكون سباقة في عمل الخير بسخاء الأيادي البيضاء من أبنائها البررة الذين اعتادوا أن يكونوا في مقدمة ركب الخير في كل عمل يساهم في ترابط المجتمع والتكافل المجتمعي.
ويأتي في سياق المبادرة المجتمعية النابعة من الثوابت الإسلامية مبادرة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ـ أجزل الله له المثوبة والأجر ـ بتأسيس لجنة خاصة لكفالة الأيتام البحرينيين في عام 2001 تحت مسمى «لجنة كفالة الأيتام»، وهي من المشروعات الجميلة التي لها أكبر الأثر في مساحات الحياة.. وفي العام 2007 اتسع نطاق هذه اللجنة ليتحول مسماها إلى «المؤسسة الخيرية الملكية» لتقوم بدورها الرائد في العمل الخيري والاجتماعي في مملكة البحرين، وتقديم الرعاية الشاملة للأيتام والأرامل، وتقديم المساعدات الإنسانية الاجتماعية للمحتاجين، فضلاً عن المساهمة في الإغاثة الخارجية وفقاً للأوامر الملكية في هذا الشأن.
لقد بذلت المؤسسة الخيرية الملكية منذ العام 2001 وحتى اليوم في مسيرة امتدت إلى 16 عاماً في خدمة هذا الوطن العزيز، جهوداً مضنية في تأسيس منظومة عمل متكاملة من الرعايات الشاملة للأيتام والأرامل، حيث تكفل اليوم ما يقارب 10600 يتيم وأرملة، منهم 6540 أرملة و4060 يتيماً، تقدم لهم مختلف الخدمات التي تساهم في الارتقاء بمستواهم المعيشي. حيث تقدم لهم الرعاية المادية من خلال تحويل المبالغ المستحقة شهرياً في الحسابات البنكية بما يحفظ كرامتهم ويعينهم على متطلبات العيش، فضلاً عن المكرمات الموسمية في رمضان والعيدين وتوفير قيمة المستلزمات المدرسية. أضف إلى ذلك استحداثها للمساعدات العينية الرمضانية وفي العيدين من خلال شراكتها المجتمعية مع القطاع الخاص والمحلات التجارية، ثم ريادتها في استحداث بطاقة تخفيض تحت مسمى «إشراقات» بمشاركة 120 جهة، تقدم خدمات متنوعة بنسب تخفيض متفاوتة، فضلاً عن تشييد أبراج استثمارية لتأسيس محفظة استثمارية يعود ريعها للأيتام والأرامل.
كما تقدم الخيرية الملكية الرعاية الصحية ضمن مشروع أصدقاء اليتيم للرعاية الصحية، حيث يشارك في هذا المشروع ما يقارب 100 جهة صحية تقدم خدمات صحية مجانية ومخفضة للأسر المكفولة، إضافة إلى الرعاية التعليمية من خلال البعثات والمنح والمساعدات الدراسية التي تساعد الأيتام على استكمال تعليمهم، فضلاً عن تشجيع المتفوقين من خلال الحفل السنوي لتكريم الطلبة المتفوقين حيث كرمت المؤسسة العام الماضي 450 متفوقاً. وبجانب ذلك تقدم المؤسسة الخدمات النفسية للأيتام من خلال مركز الإرشاد النفسي الذي يساهم في تقديم الدعم النفسي للأسر بعد فقد معيل الأسرة، وإعانتها على التكيف مع الحياة الجديدة وتجاوز مختلف المنعطفات النفسية.
أما فيما يتعلق بالبرامج الاجتماعية والتدريبية والترويحية للأيتام المكفولين، فإن المؤسسة تقدم برامج منتقاة تساهم في الارتقاء بشخصيات الأيتام، حيث ساهمت في سنوات سابقة من عطائها في تأسيس شخصيات قيادية متميزة تبوأت اليوم مراكز متقدمة في المجتمع، واستطاعت أن تلحق بركب النجاح والتميز من خلال دورها المتميز في مجالات عملها.
لست وفق هذا السرد بصدد استذكار مجالات عمل المؤسسة الخيرية الملكية فحسب، وإنما ركزت على الجوانب المشرقة التي تعزز من دورها في المجتمع ورعاية فئة هامة حث على كفالتها ورعايتها ديننا الحنيف. ولعل الجانب المهم الذي يجب أن تنتبه إليه الجمعيات المعنية برعاية الأيتام الحرص على ذوبان الأيتام في مشاركاتهم المجتمعية، وأن لا تستفردهم ـ قدر الإمكان ـ في برامج منفصلة، حتى يساهم الجميع في تربيتهم وصقل هواياتهم وتكوين شخصيات منتجة ومبدعة. ودعوة إلى كل مواطن يرغب في رفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنان الخالدة، أن يبادر إلى كفالة يتيم.. فحياة الإنسان القصيرة، يجب أن تجمل بهذه الأجور الأخروية.
كل المحبة والامتنان لملك البلاد المفدى لرعايته الأبوية لهذه المؤسسة ولأبنائه الأيتام، فقد استمتعنا واستمتع الأيتام بلقائه الأبوي الحاني الذي اعتاد فيه أن يكون قريباً منهم ليتذوقوا معه لذة الأبوة المفقودة.. ولسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء على تواصله المستمر مع المؤسسة.. جعل الله عملهم في موازين حسناتهم يوم القيامة.. وتحية إجلال وتقدير وامتنان إلى جميع موظفي المؤسسة الخيرية الملكية الذين لا يتوانون ولو للحظة واحدة في تقديم الخير في هذا الوطن الحبيب، وخدمة فئة الأيتام.. فهم مطالبون باستشعار عملهم واحتساب الأجر والمثوبة، لأنهم يحظون بأجر دنيوي وأخروي.. فهنيئاً لهم العمل في مؤسسة خيرية يرعاها جلالة الملك المفدى.. وعليهم أن يستشعروا حديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله». وأحسبه قال: «كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر».
* ومضة أمل:
عندما لا تسنح لك ظروف تحقيق أفكارك الخيرية المبدعة، فاصبر قليلاً فإن دوام الحال من المحال. فلعل الأيام القادمة تحمل في جعبتها ما يعينك على مواصلة طموحات الحياة.