الحال التي صار عليها اليوم بعض من قرر في غفلة من الزمان أن يستولي على الحكم سببها أنه أقدم على عملية لم يكن واثقاً من نجاحها وأنه بدأ تحركه ولكن لم يكن يعرف ماذا عليه أن يفعل بعد ذلك، فتورط وورط معه الكثيرين الذين لم يكن لبعضهم حول ولا قوة ولم يكن لبعضهم الآخر حينها القدرة على التمييز بين الصح والخطأ ولم يتمكنوا من تقييم الموقف مبكراً، ما يؤكد أنه اعتمد الارتجال منهجاً بعدما أقنع نفسه بأن هذا المنهج يمكن أن يقود إلى النجاح. وهذا أيضاً يؤكد أمراً آخر هو أن من قاد ذلك التحرك لم يكن مؤهلاً أصلاً للقيام بهذا الفعل.
هذا تحليل من الطبيعي ألا يقبل به من أقبل على ذاك الفعل، فهو يعتبر أن ما قام به هو الصحيح بل يعتبر أنه يقترب من النجاح وتحقيق «النصر المؤزر»، وهو ما يؤكد أيضاً عدم تقديره للأمور وإخفاقه في قراءة الساحة وما تشهده من تطورات لا تصب في صالحه ولا يمكن أن تصب في صالحه.
عندما يكون التقدير خاطئاً فالمنطقي هو أن النتيجة تكون مختلفة عن النتيجة المتوقعة، فكما أن «واحد زائد واحد يساوي اثنين» كذلك فإن الإقدام على أمر من دون دراسة وقراءة واعية للساحة نتيجته هي ما يعاني منه اليوم ذلك البعض الذي من المؤسف أنه لا يزال غير قادر على تبين طريقه ولا يزال يعتقد أن ما يعيشه ليس إخفاقاً ولا هزيمة.
في القرى على وجه الخصوص يحرص الناس على ألا يعبروا عن قناعاتهم خشية أن تتم معاداتهم، لكنهم بينهم وبين أنفسهم ومن يثقون فيهم يلومون من أقدم على تلك الخطوة غير المدروسة والمتهورة ويقولون إنها كانت مرتجلة وأن من قام بها لم يكن يدرك ما قد تصل إليه الأمور ويرون أن المخرج هو في الاعتراف بالإخفاق وترك الأحلام جانباً وترك الناس تعيش في أمان وتعمل من أجل مستقبل الأبناء.
هذا الرأي والموقف والكلام لا يصل إلى أولئك «القادة»، وإن قيل قريباً منهم قيل بشكل غير مباشر، حيث البعض لا يتقبل أن ينتقد «عامي» أولئك «القادة» الذين «يعرفون» كل شيء ولا يمكن أن يخطئوا أو يقدروا الأمور بشكل أعوج. لهذا فإن ما يتم ترويجه اليوم بقوة هو أن ما حصل لم يكن هزيمة ولكنه تأخر في بلوغ النصر لأسباب خارجة عن الإرادة منها أن بعض من تم «شد الظهر» بهم تبين أنهم يرفعون شعارات لا يعملون بها وأنهم وجدوا أنفسهم مع الدولة وليس معهم، وأن سبب كل هذا هو الجشع والمصلحة.
لا بأس أن يقولوا اليوم مثل هذا الكلام، لكنهم لن يجدوا غداً مفراً من الاعتراف بخطأ ما أقدموا عليه، وخطأ تقديرهم للأمور، وخطأ قراءتهم للساحة المحلية والإقليمية والدولية، وخطأ اعتمادهم منهج الارتجال الذي جعلهم يقدمون على خطوة من دون أن يعرفوا الخطوة التالية لها أو كيف يتصرفون لو لم تنجح الخطوة الأولى.
المشكلة الأكبر هي أن ذلك البعض انطلق في فعله السالب ذاك من قناعة بأنه إنما يسعى إلى إلحاق الهزيمة بـ «خصم» وليس المطالبة بحقوق والسعي إلى تحقيق مكاسب للناس، وهذا خطأ كبير وقع فيه فكلفه الكثير وكلف الناس الذين أدخلهم في دائرته ودائرة تفكيره عنوة الكثير أيضاً. كان واضحاً أنه مقتنع بأنه إن لم تنتج تلك الخطوة ربحاً فإنها ستضعف الخصم وتنهكه وهذا وحده كاف ويمكن اعتباره نصراً. ما يؤكد من جديد عدم القدرة على تقييم الأمور بشكل صحيح واتخاذ قرار بالسباحة في بحر مكتظ بالأمواج رغم الافتقار لمهارة السباحة.
هذا تحليل من الطبيعي ألا يقبل به من أقبل على ذاك الفعل، فهو يعتبر أن ما قام به هو الصحيح بل يعتبر أنه يقترب من النجاح وتحقيق «النصر المؤزر»، وهو ما يؤكد أيضاً عدم تقديره للأمور وإخفاقه في قراءة الساحة وما تشهده من تطورات لا تصب في صالحه ولا يمكن أن تصب في صالحه.
عندما يكون التقدير خاطئاً فالمنطقي هو أن النتيجة تكون مختلفة عن النتيجة المتوقعة، فكما أن «واحد زائد واحد يساوي اثنين» كذلك فإن الإقدام على أمر من دون دراسة وقراءة واعية للساحة نتيجته هي ما يعاني منه اليوم ذلك البعض الذي من المؤسف أنه لا يزال غير قادر على تبين طريقه ولا يزال يعتقد أن ما يعيشه ليس إخفاقاً ولا هزيمة.
في القرى على وجه الخصوص يحرص الناس على ألا يعبروا عن قناعاتهم خشية أن تتم معاداتهم، لكنهم بينهم وبين أنفسهم ومن يثقون فيهم يلومون من أقدم على تلك الخطوة غير المدروسة والمتهورة ويقولون إنها كانت مرتجلة وأن من قام بها لم يكن يدرك ما قد تصل إليه الأمور ويرون أن المخرج هو في الاعتراف بالإخفاق وترك الأحلام جانباً وترك الناس تعيش في أمان وتعمل من أجل مستقبل الأبناء.
هذا الرأي والموقف والكلام لا يصل إلى أولئك «القادة»، وإن قيل قريباً منهم قيل بشكل غير مباشر، حيث البعض لا يتقبل أن ينتقد «عامي» أولئك «القادة» الذين «يعرفون» كل شيء ولا يمكن أن يخطئوا أو يقدروا الأمور بشكل أعوج. لهذا فإن ما يتم ترويجه اليوم بقوة هو أن ما حصل لم يكن هزيمة ولكنه تأخر في بلوغ النصر لأسباب خارجة عن الإرادة منها أن بعض من تم «شد الظهر» بهم تبين أنهم يرفعون شعارات لا يعملون بها وأنهم وجدوا أنفسهم مع الدولة وليس معهم، وأن سبب كل هذا هو الجشع والمصلحة.
لا بأس أن يقولوا اليوم مثل هذا الكلام، لكنهم لن يجدوا غداً مفراً من الاعتراف بخطأ ما أقدموا عليه، وخطأ تقديرهم للأمور، وخطأ قراءتهم للساحة المحلية والإقليمية والدولية، وخطأ اعتمادهم منهج الارتجال الذي جعلهم يقدمون على خطوة من دون أن يعرفوا الخطوة التالية لها أو كيف يتصرفون لو لم تنجح الخطوة الأولى.
المشكلة الأكبر هي أن ذلك البعض انطلق في فعله السالب ذاك من قناعة بأنه إنما يسعى إلى إلحاق الهزيمة بـ «خصم» وليس المطالبة بحقوق والسعي إلى تحقيق مكاسب للناس، وهذا خطأ كبير وقع فيه فكلفه الكثير وكلف الناس الذين أدخلهم في دائرته ودائرة تفكيره عنوة الكثير أيضاً. كان واضحاً أنه مقتنع بأنه إن لم تنتج تلك الخطوة ربحاً فإنها ستضعف الخصم وتنهكه وهذا وحده كاف ويمكن اعتباره نصراً. ما يؤكد من جديد عدم القدرة على تقييم الأمور بشكل صحيح واتخاذ قرار بالسباحة في بحر مكتظ بالأمواج رغم الافتقار لمهارة السباحة.