- قاسم الشيخ: رحل منذ أيام الأستاذ قاسم بن يوسف الشيخ صالح «بوحافظ» أحد رواد العمل الوطني والإسلامي والخيري في مملكة البحرين، والذي قضى عمره المديد في العمل الخيري والإصلاحي وفي محله المتواضع في سوق المنامة والذي ظل يرتاده حتى مراحل عمره الأخيرة.. بوحافظ ليس كمثل بقية الشخصيات، فعلى الرغم من عمره البالغ 87 عاماً، إلا أنه كان يمتلك روحاً شبابية متجددة تستمتع بها كلما قابلته بابتسامته المشرقة.. حرص في كل ليلة لزيارة الناس وارتياد الديوانيات للتواصل معهم بصحبة رفيق دربه الأستاذ محمد جميل وكانا يستقلان سيارة الابن البار خالد بن صالح الزياني الذي لازمهما في التزاور والتواصل.. عاصرت بوحافظ لسنوات مضت في مسجد الإيمان بالحالة عندما كان يسكن بالقرب منه، فكنا نجده دائماً مع ترانيم الفجر الأولى فوق كرسيه في زاوية المسجد في الصف الأول وهو ممسك بمصحفه يتلو القرآن بهدوء وطمأنينة.. حرص بوحافظ ومنذ سنوات طويلة وكان آخرها «رمضان الماضي» على إعطائنا مبلغاً من المال خصصه في كل عام لتوزيع بعض المأكولات في ليلة «27 من رمضان» فاعتاد أن يوصل المبلغ داخل ظرف كتب عليه «الاحتفال بليلة القدر المباركة.. كل عام وأنتم بخير».. ويرجع لأبي حافظ الفضل من بعد الله سبحانه وتعالى في إعادة بناء جامع الإيمان بالحالة.. فقد حدثني مراراً وتكراراً في أيام المبنى القديم للمسجد بضرورة أن يعاد بناؤه وتحويله إلى جامع بما يتناسب واكتظاظ المنطقة وعدم ملاءمة المبنى بشكله الحالي.. لذا فقد كانت لتحركاته الفضل في إيجاد المتبرع للجامع، كما حرص على وضع لمساته في تصميم الجامع الحالي.. فجزاه الله كل خير وكتب له الأجر والمثوبة.. ومازلت أتذكر كلمته الجميلة وابتسامته الأجمل كلما قابلته: «شلونك يا بدر، وشلون أبوك».. رحمهما الله وجمعنا بهما في مستقر رحمته.
- حنين لول: وجدته يمشي بهدوء وبخطوات متأملة في واقع عمره الذي تقدم به.. وجدته بين فرجان المحرق فإذا هو صديق الوالد رحمه الله الذي اعتاد أن يزوره في البيت بعد مرضه.. سألت عنه وعن أحواله.. فإذا به يجيب بلغة القلب الراضي المطمئن: الحمد لله بخير.. وإذا بي ألمح على تجاعيد وجهه تعب الأيام وجهد السنين.. تأملت هذا الوجه الجميل.. فإذا بذاكرتي تعود لأيام جميل جمعتني مع طيبة وابتسامة وحلاوة أحاديث كبار السن في مسجدنا الصغير الذي نشأنا فيه.. تذكرت تفاصيل تلك الذكريات الجميلة معهم.. والتي انتهت برحيلهم عن دنيانا، وتغير تركيبة المنطقة التي تربينا فيها.. أتذكر تلك الذكريات كلما انتهيت من الصلاة في مسجدي الأثير إلى قلبي.. ألتقي بهم بعد الصلاة لأقبل جبهتهم وأستمتع بأحاديثهم الشيقة.. سيبقى حنين لول من فصول حياتي الجميلة التي لا تنسى.
- وفاء: في مرحلة مهمة من عمر الإنسان، يشعر بأنه في أمس الحاجة إلى وفاء وتقدير يعوضانه عن ذكريات مضت لن تتكرر في مسيرة حياته.. هذا الوفاء لن يلامس شعوره في كل حين، ولن يتذوق نكهته مع كل من عاشره على مر السنين.. لأنه بأبسط معاني الكلام لا يقوى أن يجبر النفوس التي تدعي محبته أن تتسارع لمعانقة مشاعره الفياضة الرقيقة.. وهو في الوقت ذاته يتباكى على نفوس لم يتوقع منها أن تجحد من أحبته واحتضنته لفترات طويلة.. مؤسف حقاً أن تضعف أوتار المحبة التي كانت تنبض حباً في واحة الأخوة.. مؤسف ألا تحظى جدرانك بقبلة جميلة كنت تتوقعها من أبناء بررة عشت معهم أجمل اللحظات.. ولكن سلواك في كل وقت أن بصمتك ستظل بلسم حياتك والأثر الذي تستظل به في دنياك حتى تجد ثماره في جنة خالدة.
- فرحة: جميل جداً أن تعيش في أوساط تقدر الفرحة والسعادة، وتقدرك عندما تصنع لها مواقف البهجة والسرور، وتصنع من وجوهها تقاسيم جميلة تتجمل أمام محبيها بابتسامة معبرة.. استمتع مع من تحب وافرح معهم وأسعد نفسك بكل إنجاز تقوم به، واستبشر بكل نفس تحتضنك من بعد غياب..
- أصحابك: كما يقولون: «الصداقة الحقيقية كالعلاقة بين العيد واليد، إذا تألمت اليد دمعت العين، وإذا دمعت العين مسحتها اليد». فطوبى لمن وهبه المولى الكريم صداقات وأصحاباً يصحبونه مدى الحياة، يتألمون لألمه، ويمشون في حاجته.. طوبى لمن كان له أصحاب لا يتركونه لوحده في متاهات الحياة، بل يمسكون بيده ويتشبثون به حتى الرمق الأخير من أنفاسهم.. أصحابك هم مرآة حياتك، فتمسك بكل صاحب قدر محبتك وحافظ على صورتك البهية في كل حين.. وامسح من حياتك كل من اتخذ من مصاحبتك «ميدان مزاج وتحقيق لمكاسب شخصية».. فإن حان وقت الشدائد تخلى عنك وابتعد بمصلحته التي يرجوها.
- احترام: في زحمة الأعمال اليومية، تقابل شخصيات متعددة بأمزجة مختلفة، وبنفوس متغيرة كتغير أجواء الفصول الأربعة.. لا أجامل عندما أقول بأننا في أشد الحاجة لمراجعة صياغة أطر شخصياتنا وطريقة تعاملها مع الآخرين، وبالأخص في محيط العمل.. فالاحترام يعطي صاحبه مكانة كبيرة في النفوس، وبالعكس فإن «تحقير» الآخرين والتصغير من مكانتهم والتعالي عليهم، هو في حد ذاته من صفات الشخصية المتعالية التي تدعي العظمة في شؤون حياتها.. كثيرة هي الشخصيات التي تتعامل بهذا الأسلوب والتي لا بد أن تضع لها حداً في قاموس علاقاتك اليومية.. حتى تعرف حجمها وتضع لك اعتباراً واحتراماً وتوقيراً بلا تعالٍ.
* ومضة أمل:
بعض مساحات الأعمال تستوطنها أساليب الدبلوماسية المقيتة التي تقتل روح الإبداع والابتكار وتقضي على مسارات النجاح والتفوق!! مساحات ينتشر فيها النفاق والمجاملة وحب الكرسي «عطني وأعطيك وإلا راحت عليك».. عجبي من هذه المساحات الضيقة التي تقضي على رسائل حبنا في الحياة!
- حنين لول: وجدته يمشي بهدوء وبخطوات متأملة في واقع عمره الذي تقدم به.. وجدته بين فرجان المحرق فإذا هو صديق الوالد رحمه الله الذي اعتاد أن يزوره في البيت بعد مرضه.. سألت عنه وعن أحواله.. فإذا به يجيب بلغة القلب الراضي المطمئن: الحمد لله بخير.. وإذا بي ألمح على تجاعيد وجهه تعب الأيام وجهد السنين.. تأملت هذا الوجه الجميل.. فإذا بذاكرتي تعود لأيام جميل جمعتني مع طيبة وابتسامة وحلاوة أحاديث كبار السن في مسجدنا الصغير الذي نشأنا فيه.. تذكرت تفاصيل تلك الذكريات الجميلة معهم.. والتي انتهت برحيلهم عن دنيانا، وتغير تركيبة المنطقة التي تربينا فيها.. أتذكر تلك الذكريات كلما انتهيت من الصلاة في مسجدي الأثير إلى قلبي.. ألتقي بهم بعد الصلاة لأقبل جبهتهم وأستمتع بأحاديثهم الشيقة.. سيبقى حنين لول من فصول حياتي الجميلة التي لا تنسى.
- وفاء: في مرحلة مهمة من عمر الإنسان، يشعر بأنه في أمس الحاجة إلى وفاء وتقدير يعوضانه عن ذكريات مضت لن تتكرر في مسيرة حياته.. هذا الوفاء لن يلامس شعوره في كل حين، ولن يتذوق نكهته مع كل من عاشره على مر السنين.. لأنه بأبسط معاني الكلام لا يقوى أن يجبر النفوس التي تدعي محبته أن تتسارع لمعانقة مشاعره الفياضة الرقيقة.. وهو في الوقت ذاته يتباكى على نفوس لم يتوقع منها أن تجحد من أحبته واحتضنته لفترات طويلة.. مؤسف حقاً أن تضعف أوتار المحبة التي كانت تنبض حباً في واحة الأخوة.. مؤسف ألا تحظى جدرانك بقبلة جميلة كنت تتوقعها من أبناء بررة عشت معهم أجمل اللحظات.. ولكن سلواك في كل وقت أن بصمتك ستظل بلسم حياتك والأثر الذي تستظل به في دنياك حتى تجد ثماره في جنة خالدة.
- فرحة: جميل جداً أن تعيش في أوساط تقدر الفرحة والسعادة، وتقدرك عندما تصنع لها مواقف البهجة والسرور، وتصنع من وجوهها تقاسيم جميلة تتجمل أمام محبيها بابتسامة معبرة.. استمتع مع من تحب وافرح معهم وأسعد نفسك بكل إنجاز تقوم به، واستبشر بكل نفس تحتضنك من بعد غياب..
- أصحابك: كما يقولون: «الصداقة الحقيقية كالعلاقة بين العيد واليد، إذا تألمت اليد دمعت العين، وإذا دمعت العين مسحتها اليد». فطوبى لمن وهبه المولى الكريم صداقات وأصحاباً يصحبونه مدى الحياة، يتألمون لألمه، ويمشون في حاجته.. طوبى لمن كان له أصحاب لا يتركونه لوحده في متاهات الحياة، بل يمسكون بيده ويتشبثون به حتى الرمق الأخير من أنفاسهم.. أصحابك هم مرآة حياتك، فتمسك بكل صاحب قدر محبتك وحافظ على صورتك البهية في كل حين.. وامسح من حياتك كل من اتخذ من مصاحبتك «ميدان مزاج وتحقيق لمكاسب شخصية».. فإن حان وقت الشدائد تخلى عنك وابتعد بمصلحته التي يرجوها.
- احترام: في زحمة الأعمال اليومية، تقابل شخصيات متعددة بأمزجة مختلفة، وبنفوس متغيرة كتغير أجواء الفصول الأربعة.. لا أجامل عندما أقول بأننا في أشد الحاجة لمراجعة صياغة أطر شخصياتنا وطريقة تعاملها مع الآخرين، وبالأخص في محيط العمل.. فالاحترام يعطي صاحبه مكانة كبيرة في النفوس، وبالعكس فإن «تحقير» الآخرين والتصغير من مكانتهم والتعالي عليهم، هو في حد ذاته من صفات الشخصية المتعالية التي تدعي العظمة في شؤون حياتها.. كثيرة هي الشخصيات التي تتعامل بهذا الأسلوب والتي لا بد أن تضع لها حداً في قاموس علاقاتك اليومية.. حتى تعرف حجمها وتضع لك اعتباراً واحتراماً وتوقيراً بلا تعالٍ.
* ومضة أمل:
بعض مساحات الأعمال تستوطنها أساليب الدبلوماسية المقيتة التي تقتل روح الإبداع والابتكار وتقضي على مسارات النجاح والتفوق!! مساحات ينتشر فيها النفاق والمجاملة وحب الكرسي «عطني وأعطيك وإلا راحت عليك».. عجبي من هذه المساحات الضيقة التي تقضي على رسائل حبنا في الحياة!