عادة غير سوية صادفتنا ومازالت في عالم الصحافة، وهي أنك حينما تتعرض لموضوع وتكتب نقداً لوضع خاطئ وتشخص حالة لا يتوجب السكوت عنها، يأتيك اتصال من الشخص المسؤول أو ممن يرسلهم الشخص المسؤول، ترفع السماعة ليقول لك: أريد توضيح المسألة!
شخصياً -ولكثرة هذه الظاهرة- أسأل المتصل على الفور: هل اتصالك بصفة شخصية أم رسمية؟!
ولهذا السؤال مغزى وهدف، إذ كثير من الاتصالات تأتينا من مسؤولين وحتى وزراء، لكنهم حينما يناقشون ما تكتبه أو يحاولون التوضيح يقولون لك الجملة «غير المهنية» ألا وهي «بيني وبينك».
في هذه الحالات يكون ردنا واضحاً ومباشراً وبلا لف أو دوران، فإن كان الاتصال «شخصياً» أي أن الشخص يريد أن يبدأ نقاشاً سيظل «بينه وبين الصحافة»، فإن الرد يكون برجاء ألا تضيع وقتك ووقتي، سأقول لك كيف حالك وكيف هي أمور الدنيا معك؟ لأنها أمور لا تعني الناس بشأن الموضوع الذي طرح، أما إن كان الاتصال «رسمياً» بمعنى أنه يراد التوضيح وأن بعض المعلومات غير صحيحة أو غير دقيقة فإن الجواب أيضاً واضح ومباشر وبلا لف ودوران، أي يا أيها السيد المسؤول مثلما كتبنا ما كتبنا في الصحافة وعلى الورق وقرأه الناس، فإن الرد لا يجب أن يكون في الهاتف وبأسلوب «بيني وبينك»، هناك اختراع جيد في كل القطاعات اسمه «العلاقات العامة»، ومن خلاله يمكن صياغة رد أو تعقيب أو توضيح يتضمن المعلومات المراد إيصالها وينشر في نفس الصحيفة، بل والجميل أن القانون يكفل لصاحب الرد نشره دون نقصان، وحينها يكون للصحافة أيضاً حق التعقيب وتفنيد الرد.
الفكرة هنا بأنه ما الفائدة من الاتصالات الشخصية لمناقشة أمور عامة معنية بقطاعات الدولة ومعنية بالناس؟! المفروض أن يكون كل نقاش وأخذ ورد على مرأى ومسمع من الناس، أولاً باعتبار أن هذا حقاً لهم، وثانياً احتراماً لهم. فالناس من حقها أن تعرف تفاصيل الأمور، وثوابت المشروع الإصلاحي لجلالة الملك قائمة على الشفافية والصراحة وحرية التعبير ودعم الصحافة للقيام بدورها كسلطة رابعة.
والله حادثة حصلت لي مع مسؤول اتصل شخصياً ليوضح أموراً وحينما طلبت منه أن أنشر توضيحه ببيان أنه جاء في اتصال شخصي يدل على اهتمامه «ارتبك» وقال لي بصريح العبارة: هذه المكالمة بيني وبينك! فأجبته: وما فائدتها، إن كانت هذه المعلومات لن تصل إلى الناس، بالتالي الواجب مثلما تقبلت النقد المنشور بصدر رحب وأردت التوضيح -سواء اتفقنا على نجاعة التوضيح وإقناعه من عدمه- فإن المهنية والحرفية تستدعي نشره في توضيح أو تعقيب ليصل الناس ويعرفوا تفاصيل الموضوع المعني.
هناك بعض السلوكيات لو تخلينا عنها وأبدلناها بسلوكيات مبنية على العمل الاحترافي أجزم بأن العمل سيتطور، وأن نفوس الناس ستهدأ لأن الحقائق ستكون واضحة أمام أعينهم وهم بعدها المعنيون بالتقييم، لكن أن تترك الأمور ضبابية ويتم توضيحها فقط للصحافة بأسلوب «غير حرفي» فقط لامتصاصها واحتوائها ودرءاً لإزعاجها وضغطها، فهذه ممارسة غير صحيحة يجب أن توقف عند حدها.
ما يضير المسؤول سواء أكان وزيراً أو أقل منه أن يتحدث بكل أريحية وصراحة وعلى الملأ؟!
واثق الخطوة يمشي ملكاً، ونصف الشجاعة الاعتراف بالخطأ، وتكتمل هذه الشجاعة حينما يتم تصحيح الخطأ واحترام آراء الناقدين.
شخصياً -ولكثرة هذه الظاهرة- أسأل المتصل على الفور: هل اتصالك بصفة شخصية أم رسمية؟!
ولهذا السؤال مغزى وهدف، إذ كثير من الاتصالات تأتينا من مسؤولين وحتى وزراء، لكنهم حينما يناقشون ما تكتبه أو يحاولون التوضيح يقولون لك الجملة «غير المهنية» ألا وهي «بيني وبينك».
في هذه الحالات يكون ردنا واضحاً ومباشراً وبلا لف أو دوران، فإن كان الاتصال «شخصياً» أي أن الشخص يريد أن يبدأ نقاشاً سيظل «بينه وبين الصحافة»، فإن الرد يكون برجاء ألا تضيع وقتك ووقتي، سأقول لك كيف حالك وكيف هي أمور الدنيا معك؟ لأنها أمور لا تعني الناس بشأن الموضوع الذي طرح، أما إن كان الاتصال «رسمياً» بمعنى أنه يراد التوضيح وأن بعض المعلومات غير صحيحة أو غير دقيقة فإن الجواب أيضاً واضح ومباشر وبلا لف ودوران، أي يا أيها السيد المسؤول مثلما كتبنا ما كتبنا في الصحافة وعلى الورق وقرأه الناس، فإن الرد لا يجب أن يكون في الهاتف وبأسلوب «بيني وبينك»، هناك اختراع جيد في كل القطاعات اسمه «العلاقات العامة»، ومن خلاله يمكن صياغة رد أو تعقيب أو توضيح يتضمن المعلومات المراد إيصالها وينشر في نفس الصحيفة، بل والجميل أن القانون يكفل لصاحب الرد نشره دون نقصان، وحينها يكون للصحافة أيضاً حق التعقيب وتفنيد الرد.
الفكرة هنا بأنه ما الفائدة من الاتصالات الشخصية لمناقشة أمور عامة معنية بقطاعات الدولة ومعنية بالناس؟! المفروض أن يكون كل نقاش وأخذ ورد على مرأى ومسمع من الناس، أولاً باعتبار أن هذا حقاً لهم، وثانياً احتراماً لهم. فالناس من حقها أن تعرف تفاصيل الأمور، وثوابت المشروع الإصلاحي لجلالة الملك قائمة على الشفافية والصراحة وحرية التعبير ودعم الصحافة للقيام بدورها كسلطة رابعة.
والله حادثة حصلت لي مع مسؤول اتصل شخصياً ليوضح أموراً وحينما طلبت منه أن أنشر توضيحه ببيان أنه جاء في اتصال شخصي يدل على اهتمامه «ارتبك» وقال لي بصريح العبارة: هذه المكالمة بيني وبينك! فأجبته: وما فائدتها، إن كانت هذه المعلومات لن تصل إلى الناس، بالتالي الواجب مثلما تقبلت النقد المنشور بصدر رحب وأردت التوضيح -سواء اتفقنا على نجاعة التوضيح وإقناعه من عدمه- فإن المهنية والحرفية تستدعي نشره في توضيح أو تعقيب ليصل الناس ويعرفوا تفاصيل الموضوع المعني.
هناك بعض السلوكيات لو تخلينا عنها وأبدلناها بسلوكيات مبنية على العمل الاحترافي أجزم بأن العمل سيتطور، وأن نفوس الناس ستهدأ لأن الحقائق ستكون واضحة أمام أعينهم وهم بعدها المعنيون بالتقييم، لكن أن تترك الأمور ضبابية ويتم توضيحها فقط للصحافة بأسلوب «غير حرفي» فقط لامتصاصها واحتوائها ودرءاً لإزعاجها وضغطها، فهذه ممارسة غير صحيحة يجب أن توقف عند حدها.
ما يضير المسؤول سواء أكان وزيراً أو أقل منه أن يتحدث بكل أريحية وصراحة وعلى الملأ؟!
واثق الخطوة يمشي ملكاً، ونصف الشجاعة الاعتراف بالخطأ، وتكتمل هذه الشجاعة حينما يتم تصحيح الخطأ واحترام آراء الناقدين.