تتهلل تقاسيم وجهك كلما وجدت لكلماتك التي تكتبها وتنثر معانيها في القلوب المتعطشة للحياة السعيدة، الأثر الكبير في حياة مجموعة ولو يسيرة تتابع قراءتها كل أسبوع، وتشجعك على الاستمرار وتشكرك على حروف متواضعة تخطها من أجل جمال الحياة.. الجميل أنك تلاقي في مكان ما شخصيات لم تلتقِ بها منذ أمد بعيد، وأول ما تحتضنك تبادر إلى تأكيد تواصلها معك من خلال المعاني المتعانقة التي تبثها كل أسبوع.. شكراً جزيلاً من الأعماق، فإنما قطعت على نفسي عهداً أن تستمر هذه السطور التي انطلقت بمعانيها الجياشة في مقتبل العمر.. فإن رسالتنا أسمى بكثير من مجرد مقالات نبثها لتأدية الواجب، فهي رسالة ننبه أنفسنا أولاً التي نكتب عنها من أعماق القلوب ومن تجارب ومواقف تحاكي الواقع المعاش، كما أنها وجدان الآخرين الذين نتواصل معهم بها، لذا أسميتها رسائل حب.. فالحب من أجمل المعاني التي نعيش تحت ظلالها، فيبعدنا مسافات طويلة من واقع أليم معاش، يعتريه الصخب والضجر وهموم النفس، إلى حياة جميلة نعيش سعادتها من أجل أن نتجمل للآخرة الباقية.. هي رسالة يجب أن تحملها نفوسنا حتى لا نبتعد كثيراً عن أهداف معيشتنا في حياة سريعة زائلة.
ومع هذا التلاقي الجميل الذي أسعد به نفسي، أحسست بأننا نحتاج في أحيان كثيرة لتذكير أنفسنا ومن نعيش معه بمجموعة من الصفات هي في حد ذاتها مهمة للشخصيات التي تأمل أن تكون «محبوبة من الآخرين» والتي تكسب صاحبها محبة واحتراماً وتقديراً.. قد نغفل أو نتغافل عنها بسبب أو بآخر، أو نهتم بها عناداً لعلاقاتنا المتأرجحة مع الآخرين، بسبب أجواء الحياة المتوترة في بعض الميادين.
وأولى قطوف شخصيتنا المحبوبة ما ذكره الشيخ عائض القرني: «يقول أحد أدباء الغرب: افعل ما هو صحيح، ثم أدر ظهرك لكل نقد سخيف! ومن الفوائد والتجارب: لا ترد على كلمة جارحة فيك، أو مقولة أو قصيدة، فإن الاحتمال دفن المعايب، والحلم عز، والصمت يقهر الأعداء، والعفو مثوبة وشرف، ونصف الذين يقرؤون الشتم فيك نسوه، والنصف الآخر ما قرؤوه، وغيرهم لا يدرون ما السبب وما القضية! فلا ترسخ ذلك أنت وتعمقه بالرد على ما قيل. يقول أحد الحكماء: الناس مشغولون عني وعنك بنقص خبزهم، وإنّ ظمأ أحدهم ينسيهم موتي وموتك».
من هنا فقد أيقن صاحبنا بشخصيته المحبوبة أنه قد ينزعج أو يخطئ إن رد ورد على تعقيبات الجاهل، والتي هي في الأصل مجرد تمتمات كلامية لا يفهم منها شيء.. لأنه إن استرسل في الكلام معه، فقد تكالبت عليه ردود الآخرين واتهموه بالنقيصة والمعايب.. لذا فمن الأولى أن تدير ظهرك لكل نقد سخيف كما قيل، ولا ترد في كل حين على المقولات التافهة حتى لا تتعب نفسك ولا تلفت نظر من حولك.
أما سلامة الصدر فهي الصفة الذهبية الأخرى التي لا بد أن نتشبث بأسوارها في كل نفس من أنفاس حياتنا، فلولاها لعشنا في تيه وكمد، ولولاها لافترستنا أمراض الحياة وامتلأت أحوالنا بالحقد والكراهية والحسد والبغضاء.. ذكر نفسك بسلامة الصدر في كل حين، وقف لحظات تتأمل فيها أحوال نفسك كلما أغرتك مصائد الشيطان عن طرائق الخير.. يقول المولى الكريم: «يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم». وقد وصف المولى الكريم سيدنا إبراهيم عليه السلام بقوله: «وإن من شيعته لإبراهيم، إذ جاء ربه بقلب سليم». وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يحب أن ينقل إليه شيء عن أصحابه حتى لا يقع في نفسه أي شيء عليهم.. ففي الحديث الذي رواه أبو داود، قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يبلغني أحد عن أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر». والجميع يتذكر ويتدارس قصة ذلك الصحابي الذي خرج على الصحابة في ثلاث ليالٍ قال عنه صلى الله عليه وسلم في كل ليلة: «يطلع عليكم رجل من أهل الجنة». فعندما قام أحد الصحابة بالمبيت عنده، فلم يجده كثير صلاة ولا صيام ولا عبادة، فسأله عن تفسير وصف النبي صلى الله عليه وسلم له بأنه من أصحاب الجنة، فأخبره بأنه يبيت الليل ولا يحمل في قلبه غلاً ولا حسداً على الآخرين، أي يبيت سليم الصدر. «اللهم إني تصدقت بعرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني».. قل هذا الدعاء قبل أن تخلد إلى النوم.
وتقترن صفة التواضع مع صفات دفن المعايب وسلامة الصدور ورد تفاهات النواقص، فهي صفة قد لا تجدها في العديد من الأفراد الذين يدعون بأنهم من أكارم القوم وأفضلهم قيادة واهتماماً برعيتهم في مسؤولياتهم.. فالتواضع إنما يعطي صاحبه مكانة بارزة في نفوس من يتعامل معهم، فبمجرد اهتمامك وتقديرك لأرباب المسؤولية واهتمامك بتجويد عملك معهم، فإنك قد قدمت خصلة رائعة في الاحترام والتواضع مهما كانت مرتبتك.. ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التواضع وخفض الجناح، بتفقد أصحابه وزيارته للمرضى ومخالطة ضعفاء الناس الذين يقصدونه لقضاء حوائجهم.
لا تعتقدون أننا نستطيع أن نغير الجميع ونجبرهم أن يقدروا شخصياتنا ويحبون صفات نراها رائعة في ميدان الحياة.. فهناك العديد من الطبائع التي لا تتغير في نفوس قد عاشرتها سنوات.. حاولت من خلالها أن تقرب القلوب وتزرع خصائل الخير فيها.. ولكن تكتشف في نهاية المطاف.. أن هناك طبائع لا تتغير.. ونفوساً متكابرة لا تمتثل لأي نوع من التغيير والانقياد لصفات رائعة لو اتصفت بها لكانت بخير، ووصلت إلى مرتبة القيادة المتميزة.
* ومضة أمل:
لا تستطيع أن تمتلك قلوب جميع الناس.. ويكفيك ذلك القلب الحاني الذي يتفقدك في كل حين ويفهم من أنت وماذا تريد.. فهو المشاعر المتدفقة في شرايين حياتك.
ومع هذا التلاقي الجميل الذي أسعد به نفسي، أحسست بأننا نحتاج في أحيان كثيرة لتذكير أنفسنا ومن نعيش معه بمجموعة من الصفات هي في حد ذاتها مهمة للشخصيات التي تأمل أن تكون «محبوبة من الآخرين» والتي تكسب صاحبها محبة واحتراماً وتقديراً.. قد نغفل أو نتغافل عنها بسبب أو بآخر، أو نهتم بها عناداً لعلاقاتنا المتأرجحة مع الآخرين، بسبب أجواء الحياة المتوترة في بعض الميادين.
وأولى قطوف شخصيتنا المحبوبة ما ذكره الشيخ عائض القرني: «يقول أحد أدباء الغرب: افعل ما هو صحيح، ثم أدر ظهرك لكل نقد سخيف! ومن الفوائد والتجارب: لا ترد على كلمة جارحة فيك، أو مقولة أو قصيدة، فإن الاحتمال دفن المعايب، والحلم عز، والصمت يقهر الأعداء، والعفو مثوبة وشرف، ونصف الذين يقرؤون الشتم فيك نسوه، والنصف الآخر ما قرؤوه، وغيرهم لا يدرون ما السبب وما القضية! فلا ترسخ ذلك أنت وتعمقه بالرد على ما قيل. يقول أحد الحكماء: الناس مشغولون عني وعنك بنقص خبزهم، وإنّ ظمأ أحدهم ينسيهم موتي وموتك».
من هنا فقد أيقن صاحبنا بشخصيته المحبوبة أنه قد ينزعج أو يخطئ إن رد ورد على تعقيبات الجاهل، والتي هي في الأصل مجرد تمتمات كلامية لا يفهم منها شيء.. لأنه إن استرسل في الكلام معه، فقد تكالبت عليه ردود الآخرين واتهموه بالنقيصة والمعايب.. لذا فمن الأولى أن تدير ظهرك لكل نقد سخيف كما قيل، ولا ترد في كل حين على المقولات التافهة حتى لا تتعب نفسك ولا تلفت نظر من حولك.
أما سلامة الصدر فهي الصفة الذهبية الأخرى التي لا بد أن نتشبث بأسوارها في كل نفس من أنفاس حياتنا، فلولاها لعشنا في تيه وكمد، ولولاها لافترستنا أمراض الحياة وامتلأت أحوالنا بالحقد والكراهية والحسد والبغضاء.. ذكر نفسك بسلامة الصدر في كل حين، وقف لحظات تتأمل فيها أحوال نفسك كلما أغرتك مصائد الشيطان عن طرائق الخير.. يقول المولى الكريم: «يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم». وقد وصف المولى الكريم سيدنا إبراهيم عليه السلام بقوله: «وإن من شيعته لإبراهيم، إذ جاء ربه بقلب سليم». وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يحب أن ينقل إليه شيء عن أصحابه حتى لا يقع في نفسه أي شيء عليهم.. ففي الحديث الذي رواه أبو داود، قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يبلغني أحد عن أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر». والجميع يتذكر ويتدارس قصة ذلك الصحابي الذي خرج على الصحابة في ثلاث ليالٍ قال عنه صلى الله عليه وسلم في كل ليلة: «يطلع عليكم رجل من أهل الجنة». فعندما قام أحد الصحابة بالمبيت عنده، فلم يجده كثير صلاة ولا صيام ولا عبادة، فسأله عن تفسير وصف النبي صلى الله عليه وسلم له بأنه من أصحاب الجنة، فأخبره بأنه يبيت الليل ولا يحمل في قلبه غلاً ولا حسداً على الآخرين، أي يبيت سليم الصدر. «اللهم إني تصدقت بعرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني».. قل هذا الدعاء قبل أن تخلد إلى النوم.
وتقترن صفة التواضع مع صفات دفن المعايب وسلامة الصدور ورد تفاهات النواقص، فهي صفة قد لا تجدها في العديد من الأفراد الذين يدعون بأنهم من أكارم القوم وأفضلهم قيادة واهتماماً برعيتهم في مسؤولياتهم.. فالتواضع إنما يعطي صاحبه مكانة بارزة في نفوس من يتعامل معهم، فبمجرد اهتمامك وتقديرك لأرباب المسؤولية واهتمامك بتجويد عملك معهم، فإنك قد قدمت خصلة رائعة في الاحترام والتواضع مهما كانت مرتبتك.. ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التواضع وخفض الجناح، بتفقد أصحابه وزيارته للمرضى ومخالطة ضعفاء الناس الذين يقصدونه لقضاء حوائجهم.
لا تعتقدون أننا نستطيع أن نغير الجميع ونجبرهم أن يقدروا شخصياتنا ويحبون صفات نراها رائعة في ميدان الحياة.. فهناك العديد من الطبائع التي لا تتغير في نفوس قد عاشرتها سنوات.. حاولت من خلالها أن تقرب القلوب وتزرع خصائل الخير فيها.. ولكن تكتشف في نهاية المطاف.. أن هناك طبائع لا تتغير.. ونفوساً متكابرة لا تمتثل لأي نوع من التغيير والانقياد لصفات رائعة لو اتصفت بها لكانت بخير، ووصلت إلى مرتبة القيادة المتميزة.
* ومضة أمل:
لا تستطيع أن تمتلك قلوب جميع الناس.. ويكفيك ذلك القلب الحاني الذي يتفقدك في كل حين ويفهم من أنت وماذا تريد.. فهو المشاعر المتدفقة في شرايين حياتك.