هناك قصور في فهم كثيرين بالنسبة للحالة الإيرانية «المستعصية» إزاء دول الخليج العربي.
قلت «الخليج العربي» وحددت «دوله»، لأن البعض يظن بأن استهداف إيران مقصور على البحرين، باعتبارات الادعاءات التي لن تنتهي بأن بلادنا ولاية إيرانية تتبع خامنئي، أو أن الاستهداف أساسه موجه للقوة الإقليمية وعمق المنطقة المملكة العربية السعودية، والتي تراها إيران بأنها حامية منطقة الخليج.
هذا قصور في الفهم، وتقطيع للمشهد، إذ الحقيقة لا تخرج عن كون إيران تستهدف منطقة الخليج العربي بأسرها، ومستوى حراكها وتحرشها بدول الخليج يتفاوت من دولة لأخرى، وذلك عائد للأولويات.
للأسف نقولها بأن استهداف البحرين على رأس القائمة، لأن إيران ترى في البحرين جغرافياً حقاً لها، تريد أن تختطف بلادنا لتكون بذلك قد توسطت قلب الخليج العربي، ومن هذا المنطلق تبدأ استكمال مشروع التوسع الصفيوني، الذي يستهدف إضعاف وإنهاك القوى الخليجية واحدة تلو الأخرى، حتى تصل لمرحلة تفكيك الجسد الواحد، وبالتالي التهام المنطقة، وتحقيق حلم «الخطة الخمسينية» عبر مد النفوذ «الكسروي» على شبه الجزيرة العربية.
بالتالي إن كان من خليجي واحد لا يدرك حجم الخطورة التي تستهدف دولنا جميعاً، فعليه أن يرى الصورة الأكبر، فالهدف الأثير ليس البحرين أو السعودية على التوالي، بل الهدف المنطقة كلها.
لهذه الأسباب لم يترك الخليج العربي جزءا منه يذهب ضحية لمخططات إيرانية آثمة، لم نقبل كبحرينيين ومعنا إخواننا الخليجيين أن تذهب بلادنا ضحية «خيانة» عملاء إيران وطوابيرها الخامسة، فكان «درع الجزيرة» هو الرد القوي على هؤلاء، ورغم أنه لم يتدخل ميدانياً ولم يطلق أية ذخائر، بل توجه لحماية المناطق الحساسة والهامة، إلا أن درجة «الوجع» التي سببها «انتقال الدرع» إلى البحرين، جعلتهم يبدعون في الفبركات واختراع الأكاذيب و«الحلف» بأغلظ الأيمان بأن قوات الدرع الخليجي شاركت في إخلاء الدوار، رغم أن تقرير البروفيسور بسيوني أشار لعكس ذلك تماماً وأكد عدم دخول الدرع على خط العمليات الأمنية وتصديها لغوغاء الشارع.
إيران تريد ابتلاع الخليج بأكمله، قد تتقرب من دولة هنا، وقد تفتح مباحثات هناك، لكنها في جانب آخر تستهدف شقيقتنا الكبرى السعودية بوجه فج وصريح، وتحاول باستماتة في البحرين، وتواصل مد طوابيرها وعملائها بالتمويل المادي والعسكري عبر التهريب، بل تسخر قنواتها الإعلامية لاستهداف البحرين صغيرة الحجم جغرافياً والتي أصبحت بالفعل «شوكة» سامة تقف لعقود في أعمق أعماق «حلق» خامنئيات إيران.
بالتالي علينا إدراك الصورة كاملة، وهنا عندما يتساءل رجل بحجم الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات الشقيقة بـ «إلى متى سيستمر تدخل إيران السافر»؟! علينا أن نستوعب حجم إدراك القيادات الخليجية والمسؤولين الذين يمثلون كياناتنا لأبعاد الخطة الإيرانية.
إن كانوا يعملون بداخل البحرين لزعزعة استقرارها، وإن كانوا ينصبون السعودية القوية كـ «عدو لدود»، فإن هذا لا يغفل أنهم يحتلون الجزر الإماراتية منذ سنوات طويلة، ولا يغطي على وجود أذرع عملية لهم في الكويت، دون إغفال كون الأشقاء قطر وعمان ضمن منظومة الخليج العربي المستهدفة من إيران، ولعل المخفي أعظم بكثير من الصورة الظاهرة.
«العقيدة الخامنئية» لكل من يتم استعماله لاستهداف دول الخليج تقوم على الولاء والطاعة العمياء، إذ لضرب هذه الدول العربية المتحدة المتشاركة في القواسم والموروثات وقبل كل شيء الدين، فإن الاعتماد على «الولائيين»، لا ولاء للدين أو المذهب حتى، بل الولاء للعمامة، وللمرشد باعتباره «الناطق باسم الرب»، وهو الأمر الذي كشف خامنئي بنفسه يوم أمس، حينما بين الحقيقة الواقفة وراء دعمه لما يحصل في البحرين، وكون أنها ليست حراكاً من أجل حكومات ديمقراطية، إذ بنص كلامه قال إن «الحكومات في إيران ليس لها تأثير»، رغم أن بلاده تدعي وتتفاخر -زيفاً- بأنها تحوي حراكاً ديمقراطياً، لكنه بين الحقيقة وكيف أن كل حراك يقوم به ويدعمه ما هو إلا تكريس لمبدأ «عبادة الولي الفقيه» ولا شيء آخر.
إيران لا تريد خيراً لأي شعب، هي تمضي لتأسيس دولة كسروية جديدة، يحكمها شخص «متأله» أمامه يجب أن يسجد الأتباع، وأبغض ما يغيظها هم «العرب» الذين أنهوا سطوة الفرس والمجوس والكسرويين.
قلت «الخليج العربي» وحددت «دوله»، لأن البعض يظن بأن استهداف إيران مقصور على البحرين، باعتبارات الادعاءات التي لن تنتهي بأن بلادنا ولاية إيرانية تتبع خامنئي، أو أن الاستهداف أساسه موجه للقوة الإقليمية وعمق المنطقة المملكة العربية السعودية، والتي تراها إيران بأنها حامية منطقة الخليج.
هذا قصور في الفهم، وتقطيع للمشهد، إذ الحقيقة لا تخرج عن كون إيران تستهدف منطقة الخليج العربي بأسرها، ومستوى حراكها وتحرشها بدول الخليج يتفاوت من دولة لأخرى، وذلك عائد للأولويات.
للأسف نقولها بأن استهداف البحرين على رأس القائمة، لأن إيران ترى في البحرين جغرافياً حقاً لها، تريد أن تختطف بلادنا لتكون بذلك قد توسطت قلب الخليج العربي، ومن هذا المنطلق تبدأ استكمال مشروع التوسع الصفيوني، الذي يستهدف إضعاف وإنهاك القوى الخليجية واحدة تلو الأخرى، حتى تصل لمرحلة تفكيك الجسد الواحد، وبالتالي التهام المنطقة، وتحقيق حلم «الخطة الخمسينية» عبر مد النفوذ «الكسروي» على شبه الجزيرة العربية.
بالتالي إن كان من خليجي واحد لا يدرك حجم الخطورة التي تستهدف دولنا جميعاً، فعليه أن يرى الصورة الأكبر، فالهدف الأثير ليس البحرين أو السعودية على التوالي، بل الهدف المنطقة كلها.
لهذه الأسباب لم يترك الخليج العربي جزءا منه يذهب ضحية لمخططات إيرانية آثمة، لم نقبل كبحرينيين ومعنا إخواننا الخليجيين أن تذهب بلادنا ضحية «خيانة» عملاء إيران وطوابيرها الخامسة، فكان «درع الجزيرة» هو الرد القوي على هؤلاء، ورغم أنه لم يتدخل ميدانياً ولم يطلق أية ذخائر، بل توجه لحماية المناطق الحساسة والهامة، إلا أن درجة «الوجع» التي سببها «انتقال الدرع» إلى البحرين، جعلتهم يبدعون في الفبركات واختراع الأكاذيب و«الحلف» بأغلظ الأيمان بأن قوات الدرع الخليجي شاركت في إخلاء الدوار، رغم أن تقرير البروفيسور بسيوني أشار لعكس ذلك تماماً وأكد عدم دخول الدرع على خط العمليات الأمنية وتصديها لغوغاء الشارع.
إيران تريد ابتلاع الخليج بأكمله، قد تتقرب من دولة هنا، وقد تفتح مباحثات هناك، لكنها في جانب آخر تستهدف شقيقتنا الكبرى السعودية بوجه فج وصريح، وتحاول باستماتة في البحرين، وتواصل مد طوابيرها وعملائها بالتمويل المادي والعسكري عبر التهريب، بل تسخر قنواتها الإعلامية لاستهداف البحرين صغيرة الحجم جغرافياً والتي أصبحت بالفعل «شوكة» سامة تقف لعقود في أعمق أعماق «حلق» خامنئيات إيران.
بالتالي علينا إدراك الصورة كاملة، وهنا عندما يتساءل رجل بحجم الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات الشقيقة بـ «إلى متى سيستمر تدخل إيران السافر»؟! علينا أن نستوعب حجم إدراك القيادات الخليجية والمسؤولين الذين يمثلون كياناتنا لأبعاد الخطة الإيرانية.
إن كانوا يعملون بداخل البحرين لزعزعة استقرارها، وإن كانوا ينصبون السعودية القوية كـ «عدو لدود»، فإن هذا لا يغفل أنهم يحتلون الجزر الإماراتية منذ سنوات طويلة، ولا يغطي على وجود أذرع عملية لهم في الكويت، دون إغفال كون الأشقاء قطر وعمان ضمن منظومة الخليج العربي المستهدفة من إيران، ولعل المخفي أعظم بكثير من الصورة الظاهرة.
«العقيدة الخامنئية» لكل من يتم استعماله لاستهداف دول الخليج تقوم على الولاء والطاعة العمياء، إذ لضرب هذه الدول العربية المتحدة المتشاركة في القواسم والموروثات وقبل كل شيء الدين، فإن الاعتماد على «الولائيين»، لا ولاء للدين أو المذهب حتى، بل الولاء للعمامة، وللمرشد باعتباره «الناطق باسم الرب»، وهو الأمر الذي كشف خامنئي بنفسه يوم أمس، حينما بين الحقيقة الواقفة وراء دعمه لما يحصل في البحرين، وكون أنها ليست حراكاً من أجل حكومات ديمقراطية، إذ بنص كلامه قال إن «الحكومات في إيران ليس لها تأثير»، رغم أن بلاده تدعي وتتفاخر -زيفاً- بأنها تحوي حراكاً ديمقراطياً، لكنه بين الحقيقة وكيف أن كل حراك يقوم به ويدعمه ما هو إلا تكريس لمبدأ «عبادة الولي الفقيه» ولا شيء آخر.
إيران لا تريد خيراً لأي شعب، هي تمضي لتأسيس دولة كسروية جديدة، يحكمها شخص «متأله» أمامه يجب أن يسجد الأتباع، وأبغض ما يغيظها هم «العرب» الذين أنهوا سطوة الفرس والمجوس والكسرويين.