«1» حتى تستطيع أن تعيش صافي الذهن نقي السريرة مرتاح البال والضمير، عليك أن تبسط حياتك ما تستطيع معها أن تكون فارس الميدان الذي يشار إليه بالبنان.. نحتاج في معظم الأحيان أن نبسط من أمورنا الحياتية ومن تعاملاتنا مع الآخرين، ومن أسلوب عملنا، وأن نكون كالماء الزلال النقي الذي يتهافت إلى شربه الجميع لترتوي أفئدتهم ويواصلوا مسير الأيام بسعادة بالغة.. تستطيع بكل سهولة أن تتذوق معاني السعادة التي تزعم أنك افتقدتها من حياتك، من خلال قدرتك على تحويل كل دقائق حياتك إلى حياة بسيطة خالية من التعقيد والتكلف، حتى تؤثر بجاذبيتك الساحرة على الجميع، ليعيشوا بين سواعدك الحنونة.
«2» البعض يعتقد أنه سيقف أمام سيل العبارات التي يطلقها أحدهم والذي اعتاد أن يطلقها بين الفينة والأخرى في ميادين الحوارات.. هو يرى في قرارة نفسه بأنه «داهية زمانه» يوجه الآخرين بأسلوبه الفذ ونظراته الثاقبة.. ولكنه مع الأسف الشديد عكس ذلك تماماً.. لأنه في الأصل لا يفهم نفسه، فكيف له أن يفهم غيره ويرشده إلى غايات الحياة المثلى.. في المقابل فإن صاحبه الذي اعتاد أن يسمع منه الكلمات الرنانة غير الموزونة، قد تمرس بأن يحاكي نفسه من خلال القلب الآخر الذي اعتقد بأنه يضمه ويسمع منه جيداً.. ولكنه اكتشف بأنه لم يحسن الاختيار.. فوجد أن الواجهة المثلى التي تبعده عن فضول تلك الشخصيات، أن يعرف كيف يحاكي نفسه جيداً، وبعيداً عمن يترجم أحاديثه بصورة مغايرة عن الواقع.. فأنت الوحيد الذي تفهم نفسك، والوحيد الذي تستطيع أن تبتسم لنفسك كلما ارتميت في أحضان المحاكاة.. حتى لا تنفجر فيما بعد لو واصلت في أسلوب الإضمار!
«3» أشغلني لهيب الانتظار لأيام رمضان الجميلة والتي بت أعد الأيام المتبقية يوماً تلو الآخر لمعانقتها.. الشوق يقودني لأيام أرتمي في أحضانها لأبتعد عن أنياب الحياة التي ألهتني عن خالقي الحبيب.. الشوق يقودني لكي أترنم بالدقائق الغاليات في شهر من أجمل شهور العام في حياتي.. لعلي أعلم أن سرعة الحياة قد تخطفه عني سريعاً فلا أستطيع أن ألحق بدقائقه.. ولكني مشتاق إلى أيام تذكرني كل لحظاتها بأجمل أيام عمري، ليس لكونها لحظات حياتية، بل لأنها مواقف إيمانية عزفت من خلالها أجمل ألحان حياتي قرباً إلى مولاي الكريم.. أدعوك ربي أن تبلغني تلك الأيام الرائعة التي أعيد من خلالها ترتيب أوراق حياتي.. لأني المقصر في جنبك، المعترف بالتقصير في حقك..
«4» يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار». أتقرب إلى ربي بحبه لأنه يحبني كما أحبه.. وأتضرع إليه أن يجعلني في الدرجات العلا من الجنة.. اللهم اجعلني من التوابين والمحسنين والصابرين والمتوكلين حتى أكون ممن أحببتهم.. قال تعالى: «إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين». وقال تعالى: «إن الله يحب المحسنين». وقال عز وجل: «والله يحب الصابرين». وقال: «إن الله يحب المتوكلين». وجاء في الحديث القدسي: «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه..».
«5» هناك بعض النفوس حباها الرحمن بنسائم خير تتنسمها في كل خير، وخصال خير تحملها بين ظهرانيها، فهي راقية في تعاملاتها الحياتية، وراقية في رد باقات الوفاء تقديراً واحتراماً وتبجيلاً لصاحبها الأول.. تعجبني هذه النفوس التي تبادلك زهور الخير، وتبقى معك على الوعد والعهد طيلة حياتها، لأنها تعرف أنك الاسم الأول الذي وقف بجانبها وقدر ظروفها وعاملها بلطف وحب وإحسان.. حق لنا أن نبتسم لهذه النفوس الرائعة الجميلة التي تبادلك الحب في كل حين، ولا ترضى أن تمسك أي حروف تؤلمك وتزعجك وتؤخر مسيرتك في ركب النجاح.. هي شخصيات ليست بعيدة عنا، بل هي بقربنا دائماً فتتبعوا آثارها وصاحبوها طيلة الحياة.
«6» لا يستطيع أن يبتعد عنك كثيراً لأنه يحبك وأنت ظلاله، ولا يستطيع أن يكفهر في وجهك وإن اعتصرته الآلام وكوابيس الحياة، فهو يظل يبتسم لك ويعانقك ويبصم قبلة على جبينك.. لا يستطيع أن يبتعد عنك قيد أنملة لأنك الحضن الدافىء الذي يرتمي فيه، وصفحات النجاح الذي يكتب فيها تجربته الفريدة.
«7» أعجبتني مقولة رائعة للشيخ عائض القرني تشرح نفسها بنفسها وتتحدث عن تجاهل أصحاب النفوس الثقيلة التي تزعجنا وتوتر حياتنا.. باختصار تلك الشخصيات الثقيلة في قاموس «النسيان» وامسحها من ذاكرة الزمان.. يقول الشيخ: «اكتشفت في حياتي طريقة جميلة نص عليها القرآن وهي الصفح الجميل، والإعراض عن الجاهلين، فلا تدخل في نقاش ولا جدل ولا عراك مع المشاغبين، وأهل الفتن والخصومات، فتخسر دينك وقلبك وصحتك، وأعصابك، وراحتك. فكلما رأيت مزعجاً أو تعرفت عليه فاحظر هذا الاسم، وامسحه من الذاكرة فوراً، وابدأ حياتك من جديد «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً». ولا تشغل نفسك بالتفكير فيه، ولا اجترار مآسيه، ولا الرد عليه، بل هب أنه لم يخلق أصلا».
* ومضة أمل:
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين! أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.
«2» البعض يعتقد أنه سيقف أمام سيل العبارات التي يطلقها أحدهم والذي اعتاد أن يطلقها بين الفينة والأخرى في ميادين الحوارات.. هو يرى في قرارة نفسه بأنه «داهية زمانه» يوجه الآخرين بأسلوبه الفذ ونظراته الثاقبة.. ولكنه مع الأسف الشديد عكس ذلك تماماً.. لأنه في الأصل لا يفهم نفسه، فكيف له أن يفهم غيره ويرشده إلى غايات الحياة المثلى.. في المقابل فإن صاحبه الذي اعتاد أن يسمع منه الكلمات الرنانة غير الموزونة، قد تمرس بأن يحاكي نفسه من خلال القلب الآخر الذي اعتقد بأنه يضمه ويسمع منه جيداً.. ولكنه اكتشف بأنه لم يحسن الاختيار.. فوجد أن الواجهة المثلى التي تبعده عن فضول تلك الشخصيات، أن يعرف كيف يحاكي نفسه جيداً، وبعيداً عمن يترجم أحاديثه بصورة مغايرة عن الواقع.. فأنت الوحيد الذي تفهم نفسك، والوحيد الذي تستطيع أن تبتسم لنفسك كلما ارتميت في أحضان المحاكاة.. حتى لا تنفجر فيما بعد لو واصلت في أسلوب الإضمار!
«3» أشغلني لهيب الانتظار لأيام رمضان الجميلة والتي بت أعد الأيام المتبقية يوماً تلو الآخر لمعانقتها.. الشوق يقودني لأيام أرتمي في أحضانها لأبتعد عن أنياب الحياة التي ألهتني عن خالقي الحبيب.. الشوق يقودني لكي أترنم بالدقائق الغاليات في شهر من أجمل شهور العام في حياتي.. لعلي أعلم أن سرعة الحياة قد تخطفه عني سريعاً فلا أستطيع أن ألحق بدقائقه.. ولكني مشتاق إلى أيام تذكرني كل لحظاتها بأجمل أيام عمري، ليس لكونها لحظات حياتية، بل لأنها مواقف إيمانية عزفت من خلالها أجمل ألحان حياتي قرباً إلى مولاي الكريم.. أدعوك ربي أن تبلغني تلك الأيام الرائعة التي أعيد من خلالها ترتيب أوراق حياتي.. لأني المقصر في جنبك، المعترف بالتقصير في حقك..
«4» يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار». أتقرب إلى ربي بحبه لأنه يحبني كما أحبه.. وأتضرع إليه أن يجعلني في الدرجات العلا من الجنة.. اللهم اجعلني من التوابين والمحسنين والصابرين والمتوكلين حتى أكون ممن أحببتهم.. قال تعالى: «إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين». وقال تعالى: «إن الله يحب المحسنين». وقال عز وجل: «والله يحب الصابرين». وقال: «إن الله يحب المتوكلين». وجاء في الحديث القدسي: «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه..».
«5» هناك بعض النفوس حباها الرحمن بنسائم خير تتنسمها في كل خير، وخصال خير تحملها بين ظهرانيها، فهي راقية في تعاملاتها الحياتية، وراقية في رد باقات الوفاء تقديراً واحتراماً وتبجيلاً لصاحبها الأول.. تعجبني هذه النفوس التي تبادلك زهور الخير، وتبقى معك على الوعد والعهد طيلة حياتها، لأنها تعرف أنك الاسم الأول الذي وقف بجانبها وقدر ظروفها وعاملها بلطف وحب وإحسان.. حق لنا أن نبتسم لهذه النفوس الرائعة الجميلة التي تبادلك الحب في كل حين، ولا ترضى أن تمسك أي حروف تؤلمك وتزعجك وتؤخر مسيرتك في ركب النجاح.. هي شخصيات ليست بعيدة عنا، بل هي بقربنا دائماً فتتبعوا آثارها وصاحبوها طيلة الحياة.
«6» لا يستطيع أن يبتعد عنك كثيراً لأنه يحبك وأنت ظلاله، ولا يستطيع أن يكفهر في وجهك وإن اعتصرته الآلام وكوابيس الحياة، فهو يظل يبتسم لك ويعانقك ويبصم قبلة على جبينك.. لا يستطيع أن يبتعد عنك قيد أنملة لأنك الحضن الدافىء الذي يرتمي فيه، وصفحات النجاح الذي يكتب فيها تجربته الفريدة.
«7» أعجبتني مقولة رائعة للشيخ عائض القرني تشرح نفسها بنفسها وتتحدث عن تجاهل أصحاب النفوس الثقيلة التي تزعجنا وتوتر حياتنا.. باختصار تلك الشخصيات الثقيلة في قاموس «النسيان» وامسحها من ذاكرة الزمان.. يقول الشيخ: «اكتشفت في حياتي طريقة جميلة نص عليها القرآن وهي الصفح الجميل، والإعراض عن الجاهلين، فلا تدخل في نقاش ولا جدل ولا عراك مع المشاغبين، وأهل الفتن والخصومات، فتخسر دينك وقلبك وصحتك، وأعصابك، وراحتك. فكلما رأيت مزعجاً أو تعرفت عليه فاحظر هذا الاسم، وامسحه من الذاكرة فوراً، وابدأ حياتك من جديد «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً». ولا تشغل نفسك بالتفكير فيه، ولا اجترار مآسيه، ولا الرد عليه، بل هب أنه لم يخلق أصلا».
* ومضة أمل:
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين! أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.