لا تستطيع أية أسرة بحرينية وحتى غير بحرينية من تربية صغارها بالشكل الذي تود فيه وترغب إليه في عصرنا الراهن، فالنصيب الأكبر والجهد الأصغر من العملية التربوية تقوم بها وسائل الإعلام والقائمين عليها، فوسائل التواصل الاجتماعي لها الدور الفاعل في صياغة وعي هذا الجيل بشكل مباشر ومؤثر أكثر من أي شيء آخر. لقد انحسر دور الأبوين في التأثير على أطفالهما لأقل من المستويات الدنيا، بل يكاد أن يكون التأثير منعدماً في كثير من المراحل التربوية وذلك بسبب طغيان «الميلتميديا» وتوافرها بشكل سلسل في يد كل الأبناء، والأدهى من ذلك كله أننا لا نستطيع منعهم منها إلا في حدود ضيقة جداً، لأنها باتت متاحة لكل فرد من أفراد هذا الكوكب.
لا يمكننا أن نمنع أطفالنا من امتلاك وسائل تكنولوجية متوفرة للصغير قبل الكبير، فيكفي أن يقع العالم بين يديك بمجرد أن تمتلك جهازاً ذكياً بحجم كف اليدين، فما كان صعباً بالأمس -خصوصاً للفقراء- بات اليوم متاحاً للجميع، ولهذا فإن أية محاولة لمنع وسائل التواصل من يد أطفالنا سيكتب لها الفشل، لأن الأمر خرج عن سيطرة الدول فكيف يكون بمقدور الأسر أن تتحكم فيه؟
القدر المتيسر من التربية الأسرية الحديثة اليوم هو إدماج الأطفال في حياتنا اليومية وعدم عزلهم عنَّا بشكل بشع ومشاركتنا لهم في أفراحهم ومشاعرهم وأحزانهم وهمومهم وتطلعاتهم وكسب صداقتهم وعدم الانشغال عنهم بالصورة التي تؤدي إلى انعزالهم عن واقعهم الحقيقي ورميهم داخل العوالم الافتراضية الخطرة. لا نستطيع منعهم من امتلاك أجهزة تكنولوجية حديثة لكن بإمكاننا مرافقتهم في الدرب ومراقبتهم بشكل ذكي ومتابعة شؤون حياتهم ومصاحبتنا لهم في كل خطوة يخطونها.
ربما تكون هنالك بعض الأمور المخفية المتعلقة بخسران صغارنا أكثر خطورة من وسائل الإعلام ألا وهي تركهم في «مناطق الكراهية الفكرية»، وعدم مراقبة تصرفاتهم وسلوكياتهم وتغيراتهم المفاجئة بسبب ذهابهم لتلكم المناطق. لعل من أخطر الأماكن التي من شأنها حرف وعي الصغار وتدمير فطرتهم وتشويه أفكارهم البريئة هو السماح لهم بالذهاب لدور العبادة -مع كل الأسف الشديد- وتسليمهم لبعض القائمين على الدروس الدينية المتطرفة لنجد بعد برهة من الزمن أننا كنَّا في غفلة من أمرنا بعد أن خسرنا صغارنا حيث تركناهم في الأماكن التي يجب أن تكون آمنة لكن القائمين على الدروس الدينية حشو أدمغتهم بأفكار متطرفة ترسلهم إلى أبعد مما نتخيل. يكفي سذاجة حين نكون أكثر «طيبة» عندما نتصور بأن كل المساجد ودور العبادة الأخرى كلها آمنة، بينما في الواقع نحن لا نعلم حقيقة من يقوم بتدريسهم وتعليمهم وتربيتهم بشكل قد يكون منافٍ لرغباتنا الأبوية، وبالتالي يصعب ضبطهم وكسبهم إلى جانب الأسرة، لأننا منذ البداية لم نكن نتعامل بواقعية مع أدوات التربية المتاحة بل تعاملنا مع المربي التكنولوجي أو الديني بشكل ساذج حتى فقدنا السيطرة الكاملة على صغارنا والذي كان بمقدورنا أن يكونوا أصدقاء لنا قبل أن يكونوا أعداء ضدنا، وهذا ما حاولت بعض حلقات المسلسل الرمضاني «سلفي» معالجته ووضع أيدينا على جرح الأبناء، لكننا لم نقبل بالنصيحة وهاهي أفواج الشباب من جديد تتوجه للمناطق الساخنة لتموت هناك فنخسرهم في طرفة عين ناعسة في الوقت الذي كان باستطاعتنا أن نجعلهم في أعلى المراتب العلمية داخل الوطن وأن يكونوا قبل كل ذلك أصدقاء لنا، فكل ما كان ينقصنا هو أن نلتفت إليهم قليلاً.
لا يمكننا أن نمنع أطفالنا من امتلاك وسائل تكنولوجية متوفرة للصغير قبل الكبير، فيكفي أن يقع العالم بين يديك بمجرد أن تمتلك جهازاً ذكياً بحجم كف اليدين، فما كان صعباً بالأمس -خصوصاً للفقراء- بات اليوم متاحاً للجميع، ولهذا فإن أية محاولة لمنع وسائل التواصل من يد أطفالنا سيكتب لها الفشل، لأن الأمر خرج عن سيطرة الدول فكيف يكون بمقدور الأسر أن تتحكم فيه؟
القدر المتيسر من التربية الأسرية الحديثة اليوم هو إدماج الأطفال في حياتنا اليومية وعدم عزلهم عنَّا بشكل بشع ومشاركتنا لهم في أفراحهم ومشاعرهم وأحزانهم وهمومهم وتطلعاتهم وكسب صداقتهم وعدم الانشغال عنهم بالصورة التي تؤدي إلى انعزالهم عن واقعهم الحقيقي ورميهم داخل العوالم الافتراضية الخطرة. لا نستطيع منعهم من امتلاك أجهزة تكنولوجية حديثة لكن بإمكاننا مرافقتهم في الدرب ومراقبتهم بشكل ذكي ومتابعة شؤون حياتهم ومصاحبتنا لهم في كل خطوة يخطونها.
ربما تكون هنالك بعض الأمور المخفية المتعلقة بخسران صغارنا أكثر خطورة من وسائل الإعلام ألا وهي تركهم في «مناطق الكراهية الفكرية»، وعدم مراقبة تصرفاتهم وسلوكياتهم وتغيراتهم المفاجئة بسبب ذهابهم لتلكم المناطق. لعل من أخطر الأماكن التي من شأنها حرف وعي الصغار وتدمير فطرتهم وتشويه أفكارهم البريئة هو السماح لهم بالذهاب لدور العبادة -مع كل الأسف الشديد- وتسليمهم لبعض القائمين على الدروس الدينية المتطرفة لنجد بعد برهة من الزمن أننا كنَّا في غفلة من أمرنا بعد أن خسرنا صغارنا حيث تركناهم في الأماكن التي يجب أن تكون آمنة لكن القائمين على الدروس الدينية حشو أدمغتهم بأفكار متطرفة ترسلهم إلى أبعد مما نتخيل. يكفي سذاجة حين نكون أكثر «طيبة» عندما نتصور بأن كل المساجد ودور العبادة الأخرى كلها آمنة، بينما في الواقع نحن لا نعلم حقيقة من يقوم بتدريسهم وتعليمهم وتربيتهم بشكل قد يكون منافٍ لرغباتنا الأبوية، وبالتالي يصعب ضبطهم وكسبهم إلى جانب الأسرة، لأننا منذ البداية لم نكن نتعامل بواقعية مع أدوات التربية المتاحة بل تعاملنا مع المربي التكنولوجي أو الديني بشكل ساذج حتى فقدنا السيطرة الكاملة على صغارنا والذي كان بمقدورنا أن يكونوا أصدقاء لنا قبل أن يكونوا أعداء ضدنا، وهذا ما حاولت بعض حلقات المسلسل الرمضاني «سلفي» معالجته ووضع أيدينا على جرح الأبناء، لكننا لم نقبل بالنصيحة وهاهي أفواج الشباب من جديد تتوجه للمناطق الساخنة لتموت هناك فنخسرهم في طرفة عين ناعسة في الوقت الذي كان باستطاعتنا أن نجعلهم في أعلى المراتب العلمية داخل الوطن وأن يكونوا قبل كل ذلك أصدقاء لنا، فكل ما كان ينقصنا هو أن نلتفت إليهم قليلاً.