يجب أن تتسع صدور كل المسؤولين عن العملية التعليمية في البحرين، فليس من الضروري أن تكون الأخطاء في مسيرة العملية التعليمية بارزة للعيان وواضحة وضوح الشمس في كل زمان ومكان، فبعض الأخطاء القاتلة تظهر تداعيتها بعد فترة طويلة من الزمان، وربما بعد فوات الأوان. العملية التعليمية هي عملية تراكمية بامتياز، فحين يتخرَّج الطالب من المرحلة الأخيرة من الدراسة لينخرط في إحدى الجامعات المعتبرة أو يذهب مباشرة إلى سوق العمل تظهر كل مساوئ التعليم الذي تلقاه الطالب طيلة مسيرته التعليمية، لكن حينها لا يمكن لأي كائن من كان أن يصحح خطأ التعليم.
هذا تماماً ما يراه المختص في شؤون التربية والتعليم الأستاذ أحمد الذوادي حين أكد على خطورة هذا الأمر وكيف أخطأت وزارة التربية والتعليم حين اختارت بعض الطرق غير العلمية في استراتيجياتها التي تفضي بالضرورة نحو المنطقة «الخطأ». يقول الذوادي في هذا الشأن: «كلي ألم وحسرة على مقدار الهدر في المال العام وضياع الوقت والجهد والتاريخ الحافل للتعليم في البحرين بسياسات عقيمة وقصر نظر أضرت كثيراً بالعملية التعليمية التي نشهد تداعياتها في نتائج الامتحانات الوطنية للصف الثاني عشر، فليس من المنطقي أن يقضي الطالب اثني عشر سنة في التعليم وهو غير قادر على توظيف ما تعلمه في حياته العملية فما بني على باطل ستكشفه الأيام والمواقف، نتائج أزعجت الساسة كثيراً ووضعت مجموعة من علامات الاستفهام التي لن أذكرها ولن أخوض فيها فقد قضي الأمر ولكن سأتناول جزئية مهمة للخروج بنتيجة تشخص الواقع ومن ثم النتيجة. إنها ثقافة التفاخر والتباهي والتطبيل والبهرجة بالمخرجات الكمية «العددية» ونسب النجاح الفصلية والسنوية هذه الثقافة التي امتدت لأكثر من عقد من الزمن انتجت ثقافة موازية لدى الطالب والمعلم ثم ولي الأمر قائمة على التنافس للنجاح والمعدل التراكمي دون النظر لنوعية هذه المخرجات ومدى توافقها مع فلسفة التعليم أو قدرتها على استيعاب الحد الأدنى من المهارات المطلوبة، والمضحك أن الوزارة المعنية شكلت لجنة لبحث الأسباب ووضع الحلول وكأن المئات من الاختصاصيين والخبراء لديها من أهل الكهف. ليس هكذا تحرك المياه الآسنة وليس من المنطقي أن نعود إلى الوراء لنبدأ من الصفر. ثم من أين نبدأ؟ بإعادة بناء المناهج أم صياغة الأهداف أم تدريب المعلمين أم تشخيص العبء الدراسي أم تصميم الأنشطة أم بناء الاختبارات أم بماذا؟ حسب اعتقادي قد فات الأوان وليعلم من أبهرته تجارب اليابان وسنغافورة أن سر تفوقها يكمن في قناعات راسخة وإيمان مطلق بنوعية المنتج لا حجمه».
من عميق تدني العملية التعليمية التي تعتبر المصدر الرئيس لبناء الدولة والاستثمار في الإنسان يتكلم الذوادي عن إشكالية اصطدام التجميل والمجاملات مع بناء استراتيجيات حليفة للعملية التعليمية، وها نحن الآن نضم صوتنا معه في معركة ومحاربة الجهل والتخلف والسعي نحو تنوير هذه الأجيال عبر استراتيجيات تعليمية رائدة وليست «راقدة».
هذا تماماً ما يراه المختص في شؤون التربية والتعليم الأستاذ أحمد الذوادي حين أكد على خطورة هذا الأمر وكيف أخطأت وزارة التربية والتعليم حين اختارت بعض الطرق غير العلمية في استراتيجياتها التي تفضي بالضرورة نحو المنطقة «الخطأ». يقول الذوادي في هذا الشأن: «كلي ألم وحسرة على مقدار الهدر في المال العام وضياع الوقت والجهد والتاريخ الحافل للتعليم في البحرين بسياسات عقيمة وقصر نظر أضرت كثيراً بالعملية التعليمية التي نشهد تداعياتها في نتائج الامتحانات الوطنية للصف الثاني عشر، فليس من المنطقي أن يقضي الطالب اثني عشر سنة في التعليم وهو غير قادر على توظيف ما تعلمه في حياته العملية فما بني على باطل ستكشفه الأيام والمواقف، نتائج أزعجت الساسة كثيراً ووضعت مجموعة من علامات الاستفهام التي لن أذكرها ولن أخوض فيها فقد قضي الأمر ولكن سأتناول جزئية مهمة للخروج بنتيجة تشخص الواقع ومن ثم النتيجة. إنها ثقافة التفاخر والتباهي والتطبيل والبهرجة بالمخرجات الكمية «العددية» ونسب النجاح الفصلية والسنوية هذه الثقافة التي امتدت لأكثر من عقد من الزمن انتجت ثقافة موازية لدى الطالب والمعلم ثم ولي الأمر قائمة على التنافس للنجاح والمعدل التراكمي دون النظر لنوعية هذه المخرجات ومدى توافقها مع فلسفة التعليم أو قدرتها على استيعاب الحد الأدنى من المهارات المطلوبة، والمضحك أن الوزارة المعنية شكلت لجنة لبحث الأسباب ووضع الحلول وكأن المئات من الاختصاصيين والخبراء لديها من أهل الكهف. ليس هكذا تحرك المياه الآسنة وليس من المنطقي أن نعود إلى الوراء لنبدأ من الصفر. ثم من أين نبدأ؟ بإعادة بناء المناهج أم صياغة الأهداف أم تدريب المعلمين أم تشخيص العبء الدراسي أم تصميم الأنشطة أم بناء الاختبارات أم بماذا؟ حسب اعتقادي قد فات الأوان وليعلم من أبهرته تجارب اليابان وسنغافورة أن سر تفوقها يكمن في قناعات راسخة وإيمان مطلق بنوعية المنتج لا حجمه».
من عميق تدني العملية التعليمية التي تعتبر المصدر الرئيس لبناء الدولة والاستثمار في الإنسان يتكلم الذوادي عن إشكالية اصطدام التجميل والمجاملات مع بناء استراتيجيات حليفة للعملية التعليمية، وها نحن الآن نضم صوتنا معه في معركة ومحاربة الجهل والتخلف والسعي نحو تنوير هذه الأجيال عبر استراتيجيات تعليمية رائدة وليست «راقدة».