هذا مثل شعبي قديم، ابتكره الأجداد للدلالة على الحلول غير الناجعة، والتي تأتي لتوضع بغية إصلاح شيء فتقوم بإفساده أكثر.
لم يطلق المثل عبثاً، فطبيعة النفس البشرية يفترض أن تكون قائمة على عملية الإصلاح الدائم والمتجدد، بالتالي الإنسان السوي والطبيعي يبحث عن المعالجات الصحيحة، لكن حينما يعمل بعكس المنطق فيقوم بزيادة الخطأ، هنا يكون كمن يفقأ العين بدل علاجها.
إن كانت من حلول لازمة، فلابد وأن يتم التأكد بأنها ستحقق الهدف منها، وهذا الهدف لا يخرج عن عملية إنهاء الخطأ إلى الأبد، وضعوا ألف خط تحت هذه الكلمة.
لا يسمى حلاً، الذي يزيد الطين بلة، وفي المقابل يسمى «حلاً ترقيعياً» ذاك الذي يتعامل مع المشكلة وكأنه «مخدر موضعي»، يعطلها أو يؤجل تداعياتها، لأنها في النهاية ستطغى على هذا الحل، وعندها يكون الشق أكبر من الرقعة، ويتحتم عليك عندها التفكير بحلول جادة أكثر، تكون ضريبتها أكبر بكثير عن لو أنها وضعت منذ البداية.
مشكلتنا التي نرصد لها تشابهات في حالات عديدة بقطاعات مختلفة، أننا لا نتعامل مع المشاكل بـ«جدية»، وأقول ذلك جازماً لسبب، مبعثه أن المشاكل لا تنتهي، بل ذاتها تستمر وتكبر وتكبر وكأنها «كرة ثلج»، بموازاة ذلك تبرز مشاكل أخرى يتم التعامل معها على نفس الشاكلة، بما يجعلك تتساءل عن مدى إمكانيتنا في إنهاء مشاكلنا.
هناك فن في الإدارة يسمى «فن إدارة الأزمات»، وبعض الجهات فيها لجان معنية بهذا الشأن، بحيث تتعامل مع المشاكل الطارئة بهدف إيجاد الحلول لها.
لكن للأسف، يبدو أن نتاج هذه التحركات لا يصب في الاتجاه الصحيح، بمعنى أن كثيراً مما ينتج عنه من تحركات وقرارات وتعاملات يبرز وكأنه «محاولة احتواء للمشكلة»، بحيث يتم التفكير في كيف «صد» الانتقادات التي توجه، سواء من الناس أو الصحافة أو حتى السلطة التشريعية، والأخطر حينما يتم التحرك بهدف «تضييع» صوت الناس، وتصوير المسألة بغير صورتها الحقيقية، وكأن الأمور طيبة ولا توجد لدينا مشكلة.
بعض الإجراءات لا تنهي المشاكل بل تزيدها، لأن تداعياتها تكشف عن ضرر أكبر يطال الناس، وإن حصل ذلك، فإن المشكلة لدينا في عملية صياغة الحلول، ومن هم الأشخاص الذين يعملون عليها، وهل في عملية وضعها وابتكارها درسوا كافة المعطيات، وهل راعوا المزاج الشعبي بشأنها؟!
ما يؤسف أننا نتعامل مع مشاكلنا بهذه الطريقة، وأكتب ذلك من واقع خبرة ومعايشة، فكم من مشكلة كان بالإمكان حلها نهائياً، وبأسلوب إداري ذكي، وبعمل مخلص جاد، كان يمكن تحويل الفشل لأول خطوة من خطوات النجاح، لكن هذا يحصل بالـ«المقلوب» والله المستعان.
{{ article.visit_count }}
لم يطلق المثل عبثاً، فطبيعة النفس البشرية يفترض أن تكون قائمة على عملية الإصلاح الدائم والمتجدد، بالتالي الإنسان السوي والطبيعي يبحث عن المعالجات الصحيحة، لكن حينما يعمل بعكس المنطق فيقوم بزيادة الخطأ، هنا يكون كمن يفقأ العين بدل علاجها.
إن كانت من حلول لازمة، فلابد وأن يتم التأكد بأنها ستحقق الهدف منها، وهذا الهدف لا يخرج عن عملية إنهاء الخطأ إلى الأبد، وضعوا ألف خط تحت هذه الكلمة.
لا يسمى حلاً، الذي يزيد الطين بلة، وفي المقابل يسمى «حلاً ترقيعياً» ذاك الذي يتعامل مع المشكلة وكأنه «مخدر موضعي»، يعطلها أو يؤجل تداعياتها، لأنها في النهاية ستطغى على هذا الحل، وعندها يكون الشق أكبر من الرقعة، ويتحتم عليك عندها التفكير بحلول جادة أكثر، تكون ضريبتها أكبر بكثير عن لو أنها وضعت منذ البداية.
مشكلتنا التي نرصد لها تشابهات في حالات عديدة بقطاعات مختلفة، أننا لا نتعامل مع المشاكل بـ«جدية»، وأقول ذلك جازماً لسبب، مبعثه أن المشاكل لا تنتهي، بل ذاتها تستمر وتكبر وتكبر وكأنها «كرة ثلج»، بموازاة ذلك تبرز مشاكل أخرى يتم التعامل معها على نفس الشاكلة، بما يجعلك تتساءل عن مدى إمكانيتنا في إنهاء مشاكلنا.
هناك فن في الإدارة يسمى «فن إدارة الأزمات»، وبعض الجهات فيها لجان معنية بهذا الشأن، بحيث تتعامل مع المشاكل الطارئة بهدف إيجاد الحلول لها.
لكن للأسف، يبدو أن نتاج هذه التحركات لا يصب في الاتجاه الصحيح، بمعنى أن كثيراً مما ينتج عنه من تحركات وقرارات وتعاملات يبرز وكأنه «محاولة احتواء للمشكلة»، بحيث يتم التفكير في كيف «صد» الانتقادات التي توجه، سواء من الناس أو الصحافة أو حتى السلطة التشريعية، والأخطر حينما يتم التحرك بهدف «تضييع» صوت الناس، وتصوير المسألة بغير صورتها الحقيقية، وكأن الأمور طيبة ولا توجد لدينا مشكلة.
بعض الإجراءات لا تنهي المشاكل بل تزيدها، لأن تداعياتها تكشف عن ضرر أكبر يطال الناس، وإن حصل ذلك، فإن المشكلة لدينا في عملية صياغة الحلول، ومن هم الأشخاص الذين يعملون عليها، وهل في عملية وضعها وابتكارها درسوا كافة المعطيات، وهل راعوا المزاج الشعبي بشأنها؟!
ما يؤسف أننا نتعامل مع مشاكلنا بهذه الطريقة، وأكتب ذلك من واقع خبرة ومعايشة، فكم من مشكلة كان بالإمكان حلها نهائياً، وبأسلوب إداري ذكي، وبعمل مخلص جاد، كان يمكن تحويل الفشل لأول خطوة من خطوات النجاح، لكن هذا يحصل بالـ«المقلوب» والله المستعان.