«1» بعد مقال سابق كتبته عن «وطن يسكن فؤادي».. وصلت لي رسالة جميلة من أحد الأحباب الذين أكن لهم كل تقدير واحترام، ولهم باع طويل في خدمة الوطن.. رسالة أشعلت في نفسي المزيد من الحماسة والبذل من أجل هذا الوطن الحبيب.. «أنت قبلة في جبين الوطن».. قد لا أستحق هذه العبارة.. ولكني أحببتها لأني أحب أن أكون هذه القبلة لتتلامس مشاعري مع كيان وطني الغالي.. فقررت أن أكتب هذه المشاعر.. أعيد طرحها من وحي خاطري في هذه اللحظة.. ومشاعري المتجددة.. في أجواء عاصفة تمر بها المنطقة.. ولقد مر وطني في سنوات قد خلت بفترات حالكة وعصيبة أقضت مضاجعنا، وأرهقت تفكيرنا.. ومازلنا نتذكرها حيث كنا نترقب الأحداث التالية.. لحظة بلحظة.. ولكن بحمد الرحمن وحفظه مرت هذه الأحوال «بصلابة وطنية» أقوى من أي وقت مضى..
«2» إن حب الوطن لا يقبل المساومة ولا يحتاج بأي حال من الأحوال المزايدة عليه.. حب الوطن ساكن في الفؤاد وروح تسري في عروق الحياة، وبصمات واضحة في صحراء العشق والمحبة.. حب الوطن علم وعمل وأعمال مشاهدة على أرض الواقع.. ليست مجرد حروف تلامس نسمات سحب الخيال، بل أعمال تحاكي حياة الناس في كافة أرجاء حياتهم.. حب الوطن لا يقبل المساومة ولا الطعن من بضعة أفراد سخروا كلماتهم في الهمز واللمز بالعطاء الوطني للمخلصين من أبنائه.. فليس كل فرد ادعى حب الوطن إنما استطاع أن يوصل هاجس حبه لجميع الناس بعبارات منمقة تتكرر معانيها في كل حين.. وليس كل من ادعى حبه استطاع أن يقدم جهده في المساهمة في عملية البناء الحضاري لمعاني الخير في وطن العز والرخاء، واستطاع أن يقدم مشروعه التنموي الذي يتشارك به مع الآخرين ومع القيادة وكافة المؤسسات المعنية بالعطاء الوطني.. إن الحب الأصيل هو النابع من جسد يرد سهام الغدر بأعماله.
«3» إن حب الوطن هو حب متجذر في حياتنا، حب ولاؤه لقيادة حكم آل خليفة الكرام بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ووفقه لعمل الخير وخدمة هذه الوطن العزيز.. حب لا نقبل معه أبداً وبأي حال من الأحوال أن يساومنا عليه أحد، أو يحاول أن ينال من جسدنا الوطني المتلاحم، فشرعية الحكم والدستور هو ما نؤمن به، ولأننا نحب «الوطن» ونحب «قيادته» فنقف معه حباً في جميع أحوال الرخاء والشدة، ونقف مع دستوره ونظامه، ونحترم كل قراراته التي تصب في إطار أمنه واستقراره.. نحب الوطن الذي أعطانا فرصة العطاء والبناء التي لولاها لأضحينا فريسة سهلة لداء الفراغ الوطني الذي سيلتهم عجلة البناء عاجلاً أم آجلاً..
«4» لنحافظ على علاقات المحبة والإخاء التي اجتمعنا تحت ظلالها لسنوات مضت.. فالمحن هي من سنن الله تعالى في خلقه، ولنكن حكماء في مثل هذه الظروف، نحذر من خلالها من استخدم عصا الشقاق والخلاف وزرع الفتن بين القلوب المتآلفة.. لنكن «واسطة خير» نتكلم بروح الحب والألفة والتفاؤل.. فمن الحكمة ألا تصدر منا ما يثير العداء ويمزق أواصر المحبة.. وجميل جداً أن نلتزم بالرد المهذب والنقاش الهادئ في حواراتنا بعيداً عن الألفاظ السوقية الجارحة.. حفظ الله وطننا وخليجنا من كل سوء، وأزال عنا هذه الغمة بكرمه وفضله وإحسانه..
«5» إلى ذلك القلب الذي أحبني وأحببته.. إلى ذلك العشق الأبدي الذي يحتضن حكايات حياتي.. لا أحتمل يوماً ما أن تكون بعيداً عني.. ولا أحتمل أن تكرر قصص البعد القسري عن أوقات أحتاجك فيها أن تكون بقربي.. ولا أحتمل إطلاقاً أن تدعي أنك لم تفهمني بعد كل تلك السنوات الطويلة التي عشناها معاً في مسير الحياة.. أحبك يا وطني.
«6» تحاول أن تكون قريباً منهم وتؤثر عليهم وتمد يدك إليهم حتى يغيروا من طبائعهم المشينة التي أثرت على ميدان عملك.. ولكنهم يصرون أن يسيروا في طريق «الجمود والجفاء» والبعد عن آليات النجاح والتميز.. لأنهم اعتادوا أن يكونوا أسرى لفكرهم العقيم، الذي أنتج «أشباح لعطائهم» فظلوا يتتبعون ظلهم لأنهم يزعمون أنهم أبطال مساحات عملهم في كل عصر.. لذا فإنك تصل إلى مرحلة من عمرك تحتاج فيها أن ترتاح من عناء «طاحونة التغيير» الذي تديرها من أجلهم.. لأنك أيقنت حينها أن الطرف الآخر أضحى يبرر مواقفه بأسلوب أرهق فكرك وأبعدك عن أهدافك السامية..
«7» عن العباس بن عبدالمطلب قال: قلت يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله. قال: «سل الله العافية». فمكثت أياماً ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله. فقال لي: «يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة». وكان صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء حين يصبح وحين يمسي: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي». تأكيد من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله العافية صباحاً ومساء، فلولا العافية لأصبحنا أسرى لحياة مغلفة، وأضحت حياتنا مجرد آهات حزينة نتحسر فيها على «حياة العافية» لم نبذل فيها عطاء الخير.. فسلوا الله العافية..
* ومضة أمل:
معاني الحب تنبع من قلب «محب» للخير.. وهمسات عاشقة لمعاني العطاء.. وسطور تحاكي أحوال الحياة.. علها تزيل هموم النفس.. فأنتم المحبة التي أشارككم بها.. في دنيا فانية.. لنلتقي بكم في الغد في جنة خالدة.. ولا تنسونا من صالح الدعوات.
{{ article.visit_count }}
«2» إن حب الوطن لا يقبل المساومة ولا يحتاج بأي حال من الأحوال المزايدة عليه.. حب الوطن ساكن في الفؤاد وروح تسري في عروق الحياة، وبصمات واضحة في صحراء العشق والمحبة.. حب الوطن علم وعمل وأعمال مشاهدة على أرض الواقع.. ليست مجرد حروف تلامس نسمات سحب الخيال، بل أعمال تحاكي حياة الناس في كافة أرجاء حياتهم.. حب الوطن لا يقبل المساومة ولا الطعن من بضعة أفراد سخروا كلماتهم في الهمز واللمز بالعطاء الوطني للمخلصين من أبنائه.. فليس كل فرد ادعى حب الوطن إنما استطاع أن يوصل هاجس حبه لجميع الناس بعبارات منمقة تتكرر معانيها في كل حين.. وليس كل من ادعى حبه استطاع أن يقدم جهده في المساهمة في عملية البناء الحضاري لمعاني الخير في وطن العز والرخاء، واستطاع أن يقدم مشروعه التنموي الذي يتشارك به مع الآخرين ومع القيادة وكافة المؤسسات المعنية بالعطاء الوطني.. إن الحب الأصيل هو النابع من جسد يرد سهام الغدر بأعماله.
«3» إن حب الوطن هو حب متجذر في حياتنا، حب ولاؤه لقيادة حكم آل خليفة الكرام بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ووفقه لعمل الخير وخدمة هذه الوطن العزيز.. حب لا نقبل معه أبداً وبأي حال من الأحوال أن يساومنا عليه أحد، أو يحاول أن ينال من جسدنا الوطني المتلاحم، فشرعية الحكم والدستور هو ما نؤمن به، ولأننا نحب «الوطن» ونحب «قيادته» فنقف معه حباً في جميع أحوال الرخاء والشدة، ونقف مع دستوره ونظامه، ونحترم كل قراراته التي تصب في إطار أمنه واستقراره.. نحب الوطن الذي أعطانا فرصة العطاء والبناء التي لولاها لأضحينا فريسة سهلة لداء الفراغ الوطني الذي سيلتهم عجلة البناء عاجلاً أم آجلاً..
«4» لنحافظ على علاقات المحبة والإخاء التي اجتمعنا تحت ظلالها لسنوات مضت.. فالمحن هي من سنن الله تعالى في خلقه، ولنكن حكماء في مثل هذه الظروف، نحذر من خلالها من استخدم عصا الشقاق والخلاف وزرع الفتن بين القلوب المتآلفة.. لنكن «واسطة خير» نتكلم بروح الحب والألفة والتفاؤل.. فمن الحكمة ألا تصدر منا ما يثير العداء ويمزق أواصر المحبة.. وجميل جداً أن نلتزم بالرد المهذب والنقاش الهادئ في حواراتنا بعيداً عن الألفاظ السوقية الجارحة.. حفظ الله وطننا وخليجنا من كل سوء، وأزال عنا هذه الغمة بكرمه وفضله وإحسانه..
«5» إلى ذلك القلب الذي أحبني وأحببته.. إلى ذلك العشق الأبدي الذي يحتضن حكايات حياتي.. لا أحتمل يوماً ما أن تكون بعيداً عني.. ولا أحتمل أن تكرر قصص البعد القسري عن أوقات أحتاجك فيها أن تكون بقربي.. ولا أحتمل إطلاقاً أن تدعي أنك لم تفهمني بعد كل تلك السنوات الطويلة التي عشناها معاً في مسير الحياة.. أحبك يا وطني.
«6» تحاول أن تكون قريباً منهم وتؤثر عليهم وتمد يدك إليهم حتى يغيروا من طبائعهم المشينة التي أثرت على ميدان عملك.. ولكنهم يصرون أن يسيروا في طريق «الجمود والجفاء» والبعد عن آليات النجاح والتميز.. لأنهم اعتادوا أن يكونوا أسرى لفكرهم العقيم، الذي أنتج «أشباح لعطائهم» فظلوا يتتبعون ظلهم لأنهم يزعمون أنهم أبطال مساحات عملهم في كل عصر.. لذا فإنك تصل إلى مرحلة من عمرك تحتاج فيها أن ترتاح من عناء «طاحونة التغيير» الذي تديرها من أجلهم.. لأنك أيقنت حينها أن الطرف الآخر أضحى يبرر مواقفه بأسلوب أرهق فكرك وأبعدك عن أهدافك السامية..
«7» عن العباس بن عبدالمطلب قال: قلت يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله. قال: «سل الله العافية». فمكثت أياماً ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله. فقال لي: «يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة». وكان صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء حين يصبح وحين يمسي: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي». تأكيد من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله العافية صباحاً ومساء، فلولا العافية لأصبحنا أسرى لحياة مغلفة، وأضحت حياتنا مجرد آهات حزينة نتحسر فيها على «حياة العافية» لم نبذل فيها عطاء الخير.. فسلوا الله العافية..
* ومضة أمل:
معاني الحب تنبع من قلب «محب» للخير.. وهمسات عاشقة لمعاني العطاء.. وسطور تحاكي أحوال الحياة.. علها تزيل هموم النفس.. فأنتم المحبة التي أشارككم بها.. في دنيا فانية.. لنلتقي بكم في الغد في جنة خالدة.. ولا تنسونا من صالح الدعوات.