مع بداية الأزمة الخليجية بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب والنظام القطري في شهر رمضان المبارك كان واضحاً أن هناك 4 اتجاهات لدى الشرائح المجتمعية البحرينية والخليجية.
الاتجاه الأول فور تفهمه لأسباب المقاطعة واستناده في ذلك على الأدلة والبراهين عبر عن مواقفه بشفافية تامة وأيد الخطوات المتخذة وأكد أنه يصطف خلف القيادة الرشيدة في كل قراراتها التي يوقن أنها تأتي لأجل المصلحة الوطنية والعامة وللحفاظ على الأمن القومي، فيما كان الاتجاه الثاني قد تأنى قليلاً لجس النبض من حوله وخوفاً من التسرع في التعبير عن موقفه ثم الندم على مواقفه التي قد تحسب عليه مستقبلاً وتضر بمصالحه في قطر وعلاقاته المهنية أو الاجتماعية أو العائلية، وقد كان يعتقد أن الأزمة مؤقتة وكمثل السيناريوهات السابقة لن تطول مستنداً إلى عبارة «إخوان اختلفوا وبيتصالحون» ثم عندما وجدوا الكل قد عبر عن موقفه تشجعوا وتماشوا مع الموجة السائدة إلا أن تعبيرهم لايزال دون المستوى المطلوب ومتواضعاً وكأنه يبحث عن أين تميل الكفة أكثر وهؤلاء غالباً ما يكونون من النوع الذي ينقاد لا يقود وطبيعتهم الفكرية تعكس أنهم يحتاجون للكثير من العمل لإيصال الحقائق لهم وإيضاح ما يغيب عنهم وما لا يستوعبونه منذ الوهلة الأولى.
أما الاتجاهان الثالث والرابع، فعليهما علامة استفهام كبيرة، فالثالث لايزال في صمته مستمراً لا يعبر ولا يناقش ولا يتكلم ولا يعيد إرسال كل ما من شأنه أن يوضح حقيقة مواقف دولنا وأسباب إجراءاتها تجاه النظام القطري ولا يعلن تأييده التام لخطوات الدولة بل يحاول أن يشتت انتباه البعض عنه بالانغماس في تداول القضايا الإقليمية، كمثل ما يحدث في سوريا وغزة والعراق، حتى بات يكثف نشاطه في نشر فضائح النظام الإيراني والجرائم الطائفية في تلك الدول، فليست هناك أسطوانة يديرها في مواقع التواصل الاجتماعي سوى هذه الملفات غير الجديدة بالأصل على الساحة، وكأن اهتمامه منصب على هذه الدول أكثر من دولته وما مسها من أذى وإرهاب وتطرف، وكأن أولوياته تلك الدول لا وطنه! «الأقربون أولى بالمعروف».
وعندما نأتي إلى الاتجاه الرابع وهو من وجهة نظرنا الأخطر، فنراه كما الاتجاه الثالث لا يتكلم إلا عن القضايا الإقليمية البعيدة عن الأزمة الخليجية الحاصلة، إلا أنه يدس السم في العسل حينما نجده يحاول بطريقة غير مباشرة إيقاف الاتجاه الأول، ويركز على الاتجاه الثاني بالذات عن تداول القضية الخليجية والتعبير عن مواقف الرأي العام البحريني والخليجي، من خلال إرسال رسائل وبرودكاست ونصائح تدعو الجميع إلى عدم نشر أي شيء يخص الأزمة الخليجية الحاصلة من باب وأد الفتن وتجنب نشر ما من شأنه أن يزيد الشقاق الخليجي، وأننا يجب أن نتجنب الفتن في زمن كثرت فيه الفتن والفرقة، وأن هذا خلاف بين الأنظمة والقيادات الخليجية ولا شأن لنا به كشعوب خليجية ولا يجب أن نقحم أنفسنا فيه!
نقول لهؤلاء عفواً.. إن كانت ذاكرة البعض ضعيفة لدرجة أنهم لم يربطوا بين كلامكم هذا وتصريحاتكم ومواقفكم سابقاً فليس الكل ينطلي عليه هذا الكلام الباطل الخالي من المصداقية، عفواً لممارسة خلط المفاهيم الوطنية وإن كان ذلك مبدأكم فلماذا كنتم تقحمون أنفسكم إذن في سياسات دول أخرى وتعبرون عن مواقفكم بحرية تامة دون الخوف من أن يؤثر ذلك على علاقات دولنا بالدولة المصرية مثلاً أو يجلب الشقاق والفرقة بين العرب كمثل ما حدث في مصر؟
ولما رأينا أصواتكم نفسها ترتفع وتعارض مع بدء انطلاق «عاصفة الحزم» زعماً أن هذه الحرب التي نخوضها قد تشغلنا عن الخلايا الإرهابية الداخلية بوطننا وقد تستنزف مواردنا وطاقات وقدرات أجهزتنا الأمنية والدفاعية وموازناتنا المالية وأن قرارها قد يكون غير صائب وموفق فهذا شأن لا يخصنا «رغم أنه يخصنا فأمن اليمن والسعودية من أمننا» ثم ألم يكن كلامكم هذا من الممكن أن يؤثر على علاقاتنا بالسعودية واليمن والإمارات؟ ما هذه الازدواجية المريبة؟ هل هذا يعتبر انفصاماً في الشخصية؟
مشاعر الخوف من شق الصف الخليجي والعربي لا تكون إلا عندما تأتي ردة الفعل من دولنا تجاه تمويل الإرهاب والتدخل في شؤوننا الداخلية وتحشيد الخلايا الإرهابية لزعزعة استقرارنا، في حين عندما يكون الفعل مستمراً من جانب النظام القطري وقنواته الإعلامية المسيسة يكون الصمت المريب والتجاهل! «لا إله إلا الله بصوت عبدالحسين عبدالرضا»! وللحديث بقية.
{{ article.visit_count }}
الاتجاه الأول فور تفهمه لأسباب المقاطعة واستناده في ذلك على الأدلة والبراهين عبر عن مواقفه بشفافية تامة وأيد الخطوات المتخذة وأكد أنه يصطف خلف القيادة الرشيدة في كل قراراتها التي يوقن أنها تأتي لأجل المصلحة الوطنية والعامة وللحفاظ على الأمن القومي، فيما كان الاتجاه الثاني قد تأنى قليلاً لجس النبض من حوله وخوفاً من التسرع في التعبير عن موقفه ثم الندم على مواقفه التي قد تحسب عليه مستقبلاً وتضر بمصالحه في قطر وعلاقاته المهنية أو الاجتماعية أو العائلية، وقد كان يعتقد أن الأزمة مؤقتة وكمثل السيناريوهات السابقة لن تطول مستنداً إلى عبارة «إخوان اختلفوا وبيتصالحون» ثم عندما وجدوا الكل قد عبر عن موقفه تشجعوا وتماشوا مع الموجة السائدة إلا أن تعبيرهم لايزال دون المستوى المطلوب ومتواضعاً وكأنه يبحث عن أين تميل الكفة أكثر وهؤلاء غالباً ما يكونون من النوع الذي ينقاد لا يقود وطبيعتهم الفكرية تعكس أنهم يحتاجون للكثير من العمل لإيصال الحقائق لهم وإيضاح ما يغيب عنهم وما لا يستوعبونه منذ الوهلة الأولى.
أما الاتجاهان الثالث والرابع، فعليهما علامة استفهام كبيرة، فالثالث لايزال في صمته مستمراً لا يعبر ولا يناقش ولا يتكلم ولا يعيد إرسال كل ما من شأنه أن يوضح حقيقة مواقف دولنا وأسباب إجراءاتها تجاه النظام القطري ولا يعلن تأييده التام لخطوات الدولة بل يحاول أن يشتت انتباه البعض عنه بالانغماس في تداول القضايا الإقليمية، كمثل ما يحدث في سوريا وغزة والعراق، حتى بات يكثف نشاطه في نشر فضائح النظام الإيراني والجرائم الطائفية في تلك الدول، فليست هناك أسطوانة يديرها في مواقع التواصل الاجتماعي سوى هذه الملفات غير الجديدة بالأصل على الساحة، وكأن اهتمامه منصب على هذه الدول أكثر من دولته وما مسها من أذى وإرهاب وتطرف، وكأن أولوياته تلك الدول لا وطنه! «الأقربون أولى بالمعروف».
وعندما نأتي إلى الاتجاه الرابع وهو من وجهة نظرنا الأخطر، فنراه كما الاتجاه الثالث لا يتكلم إلا عن القضايا الإقليمية البعيدة عن الأزمة الخليجية الحاصلة، إلا أنه يدس السم في العسل حينما نجده يحاول بطريقة غير مباشرة إيقاف الاتجاه الأول، ويركز على الاتجاه الثاني بالذات عن تداول القضية الخليجية والتعبير عن مواقف الرأي العام البحريني والخليجي، من خلال إرسال رسائل وبرودكاست ونصائح تدعو الجميع إلى عدم نشر أي شيء يخص الأزمة الخليجية الحاصلة من باب وأد الفتن وتجنب نشر ما من شأنه أن يزيد الشقاق الخليجي، وأننا يجب أن نتجنب الفتن في زمن كثرت فيه الفتن والفرقة، وأن هذا خلاف بين الأنظمة والقيادات الخليجية ولا شأن لنا به كشعوب خليجية ولا يجب أن نقحم أنفسنا فيه!
نقول لهؤلاء عفواً.. إن كانت ذاكرة البعض ضعيفة لدرجة أنهم لم يربطوا بين كلامكم هذا وتصريحاتكم ومواقفكم سابقاً فليس الكل ينطلي عليه هذا الكلام الباطل الخالي من المصداقية، عفواً لممارسة خلط المفاهيم الوطنية وإن كان ذلك مبدأكم فلماذا كنتم تقحمون أنفسكم إذن في سياسات دول أخرى وتعبرون عن مواقفكم بحرية تامة دون الخوف من أن يؤثر ذلك على علاقات دولنا بالدولة المصرية مثلاً أو يجلب الشقاق والفرقة بين العرب كمثل ما حدث في مصر؟
ولما رأينا أصواتكم نفسها ترتفع وتعارض مع بدء انطلاق «عاصفة الحزم» زعماً أن هذه الحرب التي نخوضها قد تشغلنا عن الخلايا الإرهابية الداخلية بوطننا وقد تستنزف مواردنا وطاقات وقدرات أجهزتنا الأمنية والدفاعية وموازناتنا المالية وأن قرارها قد يكون غير صائب وموفق فهذا شأن لا يخصنا «رغم أنه يخصنا فأمن اليمن والسعودية من أمننا» ثم ألم يكن كلامكم هذا من الممكن أن يؤثر على علاقاتنا بالسعودية واليمن والإمارات؟ ما هذه الازدواجية المريبة؟ هل هذا يعتبر انفصاماً في الشخصية؟
مشاعر الخوف من شق الصف الخليجي والعربي لا تكون إلا عندما تأتي ردة الفعل من دولنا تجاه تمويل الإرهاب والتدخل في شؤوننا الداخلية وتحشيد الخلايا الإرهابية لزعزعة استقرارنا، في حين عندما يكون الفعل مستمراً من جانب النظام القطري وقنواته الإعلامية المسيسة يكون الصمت المريب والتجاهل! «لا إله إلا الله بصوت عبدالحسين عبدالرضا»! وللحديث بقية.