يحتفل الناس بمناسبات مختلفة، كمناسبة الزواج، واستقبال مولود جديد، والتخرج من الجامعة، وغيرها، وكل هذه المناسبات لا تتكرر كثيراً فقد تكون مرة في العمر كالتخرج من الجامعة، والزواج، وقد تتكرر عدة مرات كأن تتكرر مرتين، أو ثلاث مرات، أو أربع مرات على مدى الحياة، مثل استقبال مولود، والشفاء من المرض، وغيرها، ولكن هناك احتفال سنوي يحتفل الناس به، وهو الاحتفال بعيد الميلاد وهي عادة انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير وملحوظ.
لن أتطرق للحكم الشرعي للاحتفال بعيد الميلاد، ولن أناقش إن كانت هذه العادة دخيلة على مجتمعنا أم لا، لكن دعونا نناقش كيف نتعاطى مع هذا النوع من الاحتفال، في الماضي القريب كان الناس يقيمون حفلات أعياد الميلاد للأطفال فقط، وربما لا يقيمون حفل عيد الميلاد للطفل الواحد إلا مرة واحدة، كانت الحفلات بسيطة، لا زلنا نذكر الأطباق التي تعارف الناس على تقديمها في تلك الحفلات، «المركونة، والسمبوسة، وشطائر الجبن»، وكانت الهدايا التي تقدم للطفل أيضا بسيطة، تحمل معنى رمزيا يفرح به المهدى له، وتكمن متعة هذه الحفلة في تجمع الأطفال، ولعبهم معا، وفرحتهم بإطفاء الشموع. فالهدف الحقيقي إقامة برنامج أو حفل يسعد به الطفل المحتفل به ويسعد به الأطفال المدعوين.
ولكن في السنوات الأخيرة تغير الحال، أصبح الجميع يحتفل بعيد ميلاده، شباب، وبنات، وأطفال، وكبار، ومراهقين، ويكون الاحتفال سنويا، ولا يكتفى بهدايا رمزية، بل تقدم الهدايا باهظه الثمن من منتجات الماركات العالمية، وتحلى بأجمل الأزهار والشرائط، والبالونات، وتقدم بطرق مختلفة، إما في دعوة للعشاء في أحد المطاعم، أو في تجمع في منزل إحدى الصديقات، كل هذا لا تعليق عليه، ولكن تعالوا نحصي معا عدد الهدايا التي يجب أن تشتريها عزيز القارئ لأعياد الميلاد في السنة الواحدة، عيد ميلاد الأخوة، والزوجة، والأبناء، وعدد من الأصدقاء المقربين، وكم كلفة هذه الهدايا، وهل هذه المناسبة تستحق كل هذا الإنفاق، وهل هناك ضرورة للبذخ في هذه الهدايا والحفلات، أسئلة تحتاج لوقفات. ما أردت أن أقوله إن كثيراً ما تنتشر في المجتمع عادات دخيلة علينا وتنتشر حتى تصبح جزءاً من عاداتنا، وهذا أمر مقبول إذا كانت هذه العادات مقبولة وإيجابية وتفيد المجتمع، ولكن أن تكون هذه العادات لا تفيد المجتمع وهي من باب التقليد فقط لا غير، فعلينا أن نقف وقفة تأمل وأن تكون لدينا الجرأة الكافية للتغيير، وأن تكون لدينا القوة الكافية لنوقف أي سلوك اجتماعي لا يحقق فائدة في المجتمع. فكن عزيزي الشاب إيجابياً بمواقفك، وكوني عزيزتي الشابة جريئة قادرة على أن تقولي كلمة «لا» وأن تطرحي البديل. دعواتنا لكم بالعمر المديد.
{{ article.visit_count }}
لن أتطرق للحكم الشرعي للاحتفال بعيد الميلاد، ولن أناقش إن كانت هذه العادة دخيلة على مجتمعنا أم لا، لكن دعونا نناقش كيف نتعاطى مع هذا النوع من الاحتفال، في الماضي القريب كان الناس يقيمون حفلات أعياد الميلاد للأطفال فقط، وربما لا يقيمون حفل عيد الميلاد للطفل الواحد إلا مرة واحدة، كانت الحفلات بسيطة، لا زلنا نذكر الأطباق التي تعارف الناس على تقديمها في تلك الحفلات، «المركونة، والسمبوسة، وشطائر الجبن»، وكانت الهدايا التي تقدم للطفل أيضا بسيطة، تحمل معنى رمزيا يفرح به المهدى له، وتكمن متعة هذه الحفلة في تجمع الأطفال، ولعبهم معا، وفرحتهم بإطفاء الشموع. فالهدف الحقيقي إقامة برنامج أو حفل يسعد به الطفل المحتفل به ويسعد به الأطفال المدعوين.
ولكن في السنوات الأخيرة تغير الحال، أصبح الجميع يحتفل بعيد ميلاده، شباب، وبنات، وأطفال، وكبار، ومراهقين، ويكون الاحتفال سنويا، ولا يكتفى بهدايا رمزية، بل تقدم الهدايا باهظه الثمن من منتجات الماركات العالمية، وتحلى بأجمل الأزهار والشرائط، والبالونات، وتقدم بطرق مختلفة، إما في دعوة للعشاء في أحد المطاعم، أو في تجمع في منزل إحدى الصديقات، كل هذا لا تعليق عليه، ولكن تعالوا نحصي معا عدد الهدايا التي يجب أن تشتريها عزيز القارئ لأعياد الميلاد في السنة الواحدة، عيد ميلاد الأخوة، والزوجة، والأبناء، وعدد من الأصدقاء المقربين، وكم كلفة هذه الهدايا، وهل هذه المناسبة تستحق كل هذا الإنفاق، وهل هناك ضرورة للبذخ في هذه الهدايا والحفلات، أسئلة تحتاج لوقفات. ما أردت أن أقوله إن كثيراً ما تنتشر في المجتمع عادات دخيلة علينا وتنتشر حتى تصبح جزءاً من عاداتنا، وهذا أمر مقبول إذا كانت هذه العادات مقبولة وإيجابية وتفيد المجتمع، ولكن أن تكون هذه العادات لا تفيد المجتمع وهي من باب التقليد فقط لا غير، فعلينا أن نقف وقفة تأمل وأن تكون لدينا الجرأة الكافية للتغيير، وأن تكون لدينا القوة الكافية لنوقف أي سلوك اجتماعي لا يحقق فائدة في المجتمع. فكن عزيزي الشاب إيجابياً بمواقفك، وكوني عزيزتي الشابة جريئة قادرة على أن تقولي كلمة «لا» وأن تطرحي البديل. دعواتنا لكم بالعمر المديد.