إن من أهم ما يميز الموظف المخلص في عمله هو أن يحاول جاهداً استثمار وقت العمل في مجال أداء كامل مهامه الوظيفية بشكل مسؤول دون محاولة التهرُّب من العمل وإضاعة الوقت على أمور شخصية لا علاقة لها بالعمل نفسه، أو محاولة الهروب من أداء العمل المناط به من خلال الهرولة خلف الإجازات المرضية غير الحقيقية وعدم الجلوس في مكتبه في أوقات العمل الرسمي.
لا فرق بين الموظف المتقاعس حين يكون في مواجهة مباشرة مع الجمهور أو في مكاتب مغلقة خلفية، وإن كانت الحالة الأولى أشد وقعاً على المراجعين، لكن في كلتي الحالتين يعتبر الهروب من العمل أو التهرُّب منه منقصة أخلاقية شنيعة، وهذا عكس ما يطالب به ديننا الحنيف الذي حث على الإخلاص في العمل، فالتهرُّب من أداء السمؤولية الوظيفية يعتبر مخالفاً لمفهوم الوطنية وحب الوطن.
بل إن أكثر الأمور بشاعة فيما يخص محاولة الهروب من العمل هو أن تكون «العبادة» هي المبرر الذي يتذرّع به الموظف المتقاعس للهروب من أداء عمله، ولعل من أبرز مضامين هذه الفكرة هي مسألة «الصلاة». المشكلة ليست في الصلاة بل في الموظف الذي يقوم بترك عمله من أجل الصلاة حتى ولو تعطَّلت معاملات المواطنين والمقيمين بشكل غير لائق. عندما يحين وقت الصلاة أثناء العمل وتكون قاعة انتظار المراجعين مملؤة عن بكرة أبيها فيقوم الموظف بترك مكتبه والذهاب للصلاة، نودُّ هنا أن نقول له بأن العمل في هذه الحالة أوجب بكثير من صلاتك، فالعمل من أقدس العبادات، وخدمة الناس من أشرف المعاملات، فكما أن من حقك أداء الصلاة في وقتها فاعلم أن كل من في القاعة يضحُّون بوقت صلاتهم من أجل إنجاز معاملاتهم المهمة مضطرين لذلك، لكنهم يعيشون الصدمة حين يقدِّمون معاملاتهم على صلاتهم فيجدون الموظف المسؤول عن أداء معاملاتهم غير متواجد في مكتبه، مما يعني تأخر إجراء معاملاتهم وصلاتهم معاً!
لا تنتهي المشكلة عند مسألة صلاة هذا الموظف وحسب، بل المشكلة الأخرى هي في استنزاف وقت العمل والناس في أداء هذه الصلاة «الطويلة». هذا الموظف «المؤمن» يستغرق في صلاته أكثر من ساعة كاملة وقت العمل بينما لا يتجاوز وقت الصلاة الحقيقي أكثر من 10 دقائق أو أقل، ولربما يصلي هذا الموظف ذات الصلاة في منزله يوم الإجازة الرسمية في وقت قياسي قد لا يتجاوز الخمس دقائق فقط.
نحن هنا نريد أن نؤكد بأننا كلنا مسلمون وأن أكثر المراجعين من المسلمين، والجميع يصلي ويحافظ على صلاته، لكن هناك استثناءات تخص الدوام الرسمي وأوقات العمل، فلا يحاول الموظف الكسول أن يغمز لنا من خلال هذا السلوك بأنه أكثر إيماناً من المراجعين، بل هو في الحقيقة من أشد المحاسَبِين من الناحية الدينية حين يقوم بسرقة أوقات وحقوق الناس من أجل القيام بعبادته الفردية وبشكل مقزز. ظاهرة الصلاة «أم ساعة كاملة» وقت الدوام الرسمي بدأت اليوم في الإنتشار عبر الكثير من المؤسسات الرسمية والأهلية حسب الكثير من الشكاوى التي تصلنا من المواطنين الأعزاء وحتى المقيمين الكرام، وعليه يجب وضع قانون ينظم هذا الأمر في مؤسساتنا، وإذا كان هنالك من قانون صريح ينظم عملية الصلاة فيجب العمل به من «بُكْرَهْ».
{{ article.visit_count }}
لا فرق بين الموظف المتقاعس حين يكون في مواجهة مباشرة مع الجمهور أو في مكاتب مغلقة خلفية، وإن كانت الحالة الأولى أشد وقعاً على المراجعين، لكن في كلتي الحالتين يعتبر الهروب من العمل أو التهرُّب منه منقصة أخلاقية شنيعة، وهذا عكس ما يطالب به ديننا الحنيف الذي حث على الإخلاص في العمل، فالتهرُّب من أداء السمؤولية الوظيفية يعتبر مخالفاً لمفهوم الوطنية وحب الوطن.
بل إن أكثر الأمور بشاعة فيما يخص محاولة الهروب من العمل هو أن تكون «العبادة» هي المبرر الذي يتذرّع به الموظف المتقاعس للهروب من أداء عمله، ولعل من أبرز مضامين هذه الفكرة هي مسألة «الصلاة». المشكلة ليست في الصلاة بل في الموظف الذي يقوم بترك عمله من أجل الصلاة حتى ولو تعطَّلت معاملات المواطنين والمقيمين بشكل غير لائق. عندما يحين وقت الصلاة أثناء العمل وتكون قاعة انتظار المراجعين مملؤة عن بكرة أبيها فيقوم الموظف بترك مكتبه والذهاب للصلاة، نودُّ هنا أن نقول له بأن العمل في هذه الحالة أوجب بكثير من صلاتك، فالعمل من أقدس العبادات، وخدمة الناس من أشرف المعاملات، فكما أن من حقك أداء الصلاة في وقتها فاعلم أن كل من في القاعة يضحُّون بوقت صلاتهم من أجل إنجاز معاملاتهم المهمة مضطرين لذلك، لكنهم يعيشون الصدمة حين يقدِّمون معاملاتهم على صلاتهم فيجدون الموظف المسؤول عن أداء معاملاتهم غير متواجد في مكتبه، مما يعني تأخر إجراء معاملاتهم وصلاتهم معاً!
لا تنتهي المشكلة عند مسألة صلاة هذا الموظف وحسب، بل المشكلة الأخرى هي في استنزاف وقت العمل والناس في أداء هذه الصلاة «الطويلة». هذا الموظف «المؤمن» يستغرق في صلاته أكثر من ساعة كاملة وقت العمل بينما لا يتجاوز وقت الصلاة الحقيقي أكثر من 10 دقائق أو أقل، ولربما يصلي هذا الموظف ذات الصلاة في منزله يوم الإجازة الرسمية في وقت قياسي قد لا يتجاوز الخمس دقائق فقط.
نحن هنا نريد أن نؤكد بأننا كلنا مسلمون وأن أكثر المراجعين من المسلمين، والجميع يصلي ويحافظ على صلاته، لكن هناك استثناءات تخص الدوام الرسمي وأوقات العمل، فلا يحاول الموظف الكسول أن يغمز لنا من خلال هذا السلوك بأنه أكثر إيماناً من المراجعين، بل هو في الحقيقة من أشد المحاسَبِين من الناحية الدينية حين يقوم بسرقة أوقات وحقوق الناس من أجل القيام بعبادته الفردية وبشكل مقزز. ظاهرة الصلاة «أم ساعة كاملة» وقت الدوام الرسمي بدأت اليوم في الإنتشار عبر الكثير من المؤسسات الرسمية والأهلية حسب الكثير من الشكاوى التي تصلنا من المواطنين الأعزاء وحتى المقيمين الكرام، وعليه يجب وضع قانون ينظم هذا الأمر في مؤسساتنا، وإذا كان هنالك من قانون صريح ينظم عملية الصلاة فيجب العمل به من «بُكْرَهْ».